بعد نجاح ثورة الشعبين التونسي والمصري وتحقيقهما النصر على النظامين المستبدين تتجه أنظار العالم العربي والغربي والشرقي إلى اليمن، فهي الدولة المرشحة الآن للقيام بعمل ما قام به الشعبين التونسي والمصري وخاصة وأن النظام اليمني عليه الكثير من علامات الاستفهام والفساد قد استشرى بشكل هائل مما انعكس بآثاره السلبية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على الشعب اليمني ، وما التقارير الدولية والعربية التي تنشر بين الفينة والأخرى التي تؤكد أن اليمن تحتل ذيل القائمة في الشفافية والحرية والديمقراطية والتنمية وغيرها، وأنها تحتل مقدمة القائمة في الفساد الإداري والمالي والتخلف والفقر وغيرها ما كل ذلك إلا يؤكد على أن النظام اليمني بتركيبته الحالية عاجز على أن يحقق أي تطور أو تنمية أو ديمقراطيه في اليمن . هذه فرصة تاريخية فعلاً بأيدي اليمنيين وما أحب أن أؤكد عليه في هذا المقام هو: لا نعول كثيرا على أحزاب اللقاء المشترك، والتعويل أعتقد يكون على الشباب المليء بالحماس والثورية، والتواق للعدالة الاجتماعية، والمتعطش للحرية والكرامة الإنسانية . أتمنى أن لا تنخدع أحزاب اللقاء المشترك بالحوارات والمفاوضات والتي يكفي ماتم من حوارات سابقه لم تجني منها إلا الوهم والتسويف . في حالة قرر الشعب اليمني أن يقوم بما قام به الشعبين التونسي والمصري فإنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار التالي : - أن يعي الشعب اليمني أن المهمة ليست سهله وأن النصر ليس باليسير . - أن يمتلك خطه مسبقة وكاتلوج واضح للخطوات التي يمشي في ضوءها وأظن أن الشعبان التونسي والمصري قد وفرا كاتلوج واضح يمكن تطبيقه مع بعض التعديلات التي تتناسب مع المجتمع اليمني . - أن ينزل الشعب للشارع على أساس الإسقاط وليس من أجل الكر والفر . - المطالب واضحة وهي النظام كله وليس شخص الرئيس أو أفراد عائلته، وينبغي أن لا يكون العداء شخصي أو لأفراد ، فالعداء للنظام وللسيستم المعمول به فهو كله فاسد ويحتاج إلى تغيير . في رأيي المتواضع أن الأخوة في المحافظات الجنوبية سوف تختفي مطالبهم التشطيرية وتتوحد مع مطالب الشعب لأن مشكلتهم لا أعتقد أنها في الوحدة اليمنية – فهم وحدويون منذ القدم - وإنما مشكلتهم في نظام قائم مارس عليهم العديد من أنواع التهميش والتسلط . في الأخير أحب أن أقول ما قاله أبو القاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر فكما استجاب القدر لإصرار وإرادة الشعبان التونسي والمصري فلا بد أن يستجيب لإرادة وإصرار الشعب اليمني والجزائري والسوري وجميع الشعوب العربية.