تواصلت الاحتجاجات في مدينة تعز (وسط اليمن) لليوم الخامس على التوالي للمطالبة بتنحي الرئيس صالح عن الحكم. وشارك يوم الثلاثاء الآلاف في اعتصام مفتوح بشارع صافر بعدما تمكنوا أمس الأول من السيطرة عليه وطرد أنصار الحزب الحاكم. وأكد الشباب المعتصمين في محطة صافر مواصلة اعتصامهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم ورحيل نظام صالح. وقال شاب مشارك في الاعتصام الذي بدأ الجمعة الفائتة ل"المصدر أونلاين" لسنا أقل عزماً من شباب مصر أو تونس الذين استطاعوا تغيير النظام بطرق سلمية". وذكر مشاركون في الاعتصام ل"المصدر أونلاين" إن المتظاهرين بدأوا تنظيم أنفسهم وتشكيل لجان للنظام والخدمات وأخرى أمنية مهمتها تفتيش المنظمين الجدد إليهم والتأكد من عدم حملهم الأسلحة خشية تسلل بلطجية الحزب الحاكم إلى أوساطهم. وأمضى المئات من المشاركين ليلتهم الرابعة في شارع صافر، في حين توافد يوم الثلاثاء إليهم المئات من مختلف مديريات مدينة تعز. وردد المعتصمون الهتافات والقصائد الشعرية المنددة بنظام الرئيس علي عبدالله صالح. ومن المتوقع أن يستمر الاعتصام الذي يتزايد عدد المشاركين فيه يوماً عن آخر، ووجود شخصيات عامة مناصرة لمطالب المعتصمين. وكان الفنان فهد القرني قد شارك في الاعتصام أمس. من جهتها، دعت حركة "شباب من أجل التغيير" بمحافظة تعز شباب اليمن شمالاً وجنوباً وكافة القوى الشبابية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الالتفاف حول مطلب الحركة المشروع في التغيير السلمي للنظام. كما دعت الحركة جميع وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في نقل الصورة بمهنية وتسليط الضوء على ما يتعرض له الشباب من اعتداء وعنف واستفزاز من قبل من أسموهم ب"البلطجية" التابعين للنظام الحاكم. وقالت حركة شباب من أجل التغيير في بيان تلقى المصدر أونلاين نسخة منه إن "ثورتها سلمية وستظل كذلك مهما تعرضت للعنف والاستفزاز والبلطجة حتى يتحقق مطلبها الأساسي المتمثل في تغيير النظام الفاسد والجاثم على صدر اليمنيين منذ أكثر من ثلاثون عاماً". واتهم البيان "النظام الحالي بالسعي إلى تفتيت وحدة البلاد وتكريس ثقافة الكراهية والمناطقية والجهوية". وأكدت الحركة أن احتجاجاتها سلمية وأنها ضد العنف وضد تعريض الممتلكات العامة والخاصة للضرر. واتهمت السلطة باستهداف الممتلكات لتحريض المواطنين ضد الشباب. وقالت إن هذه الممارسات مكشوفة وتفضح وجه السلطة القبيح. ودان بيان حركة شباب من أجل التغيير كل أعمال العنف التي تعرض لها الشباب المعتصمين، فضلاً عن الاعتقالات بصورة تعسفية وإطلاق الرصاص الحي نحوهم. في الغضون، استنكرت لجنة الحقوق والحريات بنقابة المحامين فرع تعز "الاعتقالات والاعتداءات التي تمت من قبل الأجهزة الأمنية بحق الشباب المعتصمين سلمياً للتعبير عن أرائهم". وقالت النقابة إن "هذه الأفعال تعد مخالفة لما كفله الدستور والقانون والمواثيق الدولية".