استنكر النائب في البرلمان، ورئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بحضرموت، محسن باصرة، بشدة عملية الاعتقال التي تعرض لها البرلماني السابق احمد بامعلم، وقاسم عسكر جبران السفير السابق في الخارجية اليمنية، الأربعاء الفائت. وفيما طالب في تصريح ل"المصدر أون لاين" السلطات بسرعة إخلاء سبيلهما فورا، رفض باصرة إخضاعهم لمحاكمة عسكرية، داعيا الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلى تكثيف التحرك الشعبي لإطلاق المعتقلين. وكان أحمد بامعلم -عضو مجلس النواب سابقا عن حزب الإصلاح خلال 1997-2003، وهو ضابط استقال من الجيش بعد خدمة دامت نحو 35 عاما- قد تلقى مكالمة صباح الأربعاء الفائت، من شعبة الاستخبارات العسكرية في المكلا (منطقة الخلف) تتعلق باستكمال بيانات وضعه الوظيفي بعد طلبه التقاعد. وإذ كان بامعلم يعرف جيدا أنه ناشط بارز في صفوف الحراك، فإنه لم يفطن إلى الفخ الذي أعدته السلطات العسكرية له. ففور وصوله بمعية نجله، تفاجأ بأنه مطلوب للعقاب وليس لتسوية وضعه الوظيفي، حيث قامت سلطات المعسكر بمصادرة متعلقاته الشخصية، ومن ثم الزج به في السجن العسكري بالمكلا، لينقل بعد ذلك على متن طائرة عسكرية إلى صنعاء. "أسرته لا تعرف عنه شيئا حتى هذه اللحظة، لقد تم استدراجه"، قال باصره. وأضاف:"قد يكون له آراء معينة، أيا كانت، لكن الدستور والقانون يضمن حرية التعبير والنضال السلمي". وطبقا للرجل، فقد كان بامعلم عضوا في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت، إلا انه قرر تجميد عضويته قبل عام تقريبا، لقناعات ذات صلة ربما بالقضية الجنوبية، "وكي يجنب الإصلاح تبعات قناعاته"، بحسب باصره. "ما تزال علاقتنا به ودية، وتضامنا معه بلا حدود سواء كان في الإصلاح أم في غيره"، قال. وفي عدن اعتقلت السلطات الأمنية، السفير السابق قاسم عسكر جبران، وهو في طريقه إلى الحبيلين، للمشاركة في فعالية احتجاجية الخميس الفائت. وتقول المعلومات، أن قاسم عسكر نقل هو الآخر، على متن طائرة عسكرية إلى صنعاء. ووفقا لمصادر محلية، فإن مجاميع مسلحة في ردفان، قطعت أمس طريق صنعاءعدن، للمطالبة بالإفراج عن قاسم عسكر واحمد بامعلم. وفي حين أكد محسن باصره، أن التواصل مستمر، بين اللقاء المشترك ومكونات الحراك الجنوبي، فقد كشف عن امتناع قيادات من المجلس الوطني الأعلى لاستقلال الجنوب (بقيادة باعوم)، عن مقابلة وفد من لجنة التشاور الوطني التابعة للمشترك، برئاسة يحيى منصور ابو اصبع، "لأنهم شماليين". وأشار إلى أن قيادات من المشترك هناك التقت قبل يومين مع فصائل الحراك، ومن بينها فصيل باعوم. "قلنا لهم لسنا خصوم لكم، وجزء من أعضاءنا منخرطين في صفوف الحراك، وبينا لهم إننا كلنا أبناء الجنوب"، بحسب باصرة. وتابع:"هم لهم رؤية سياسية تتحدث عن استقلال الجنوب، لكن نحن في المشترك رؤيتنا في إطار الوحدة والديمقراطية، ومع ذلك نحن حقيقة قلقون من الوضع ونخاف أن ينحرف مسار النضال السلمي، لا سيما وان السلطة لم تعترف بشيء، وتبادر إلى قمع الفعاليات بضرب الرصاص". وكان التشاور الوطني في صنعاء قد شكل وفدا، الأسبوع الماضي، برئاسة أبو اصبع لزيارة حضرموت بغرض تقديم الدعوة لمكونات الحراك هناك للمساهمة في برنامج التشاور والتفاهم حول مستجدات القضية الجنوبية. من جهة أخرى، اتهمت صحيفة الميثاق، لسان حال الحزب الخاكم، في عددها أمس، محسن باصرة بممارسة التصفيات "وسحل العلماء" بوصفه اشتراكي سابق في الجنوب، حسب زعمها. لكن باصرة سخر من هذه الاتهامات. وقال:"أولا أنا من مواليد 1964، وثانيا أنا من كنت متهم من الحزب إنني من أسرة برجوازية ومن أعوان السلاطين كما كانوا يقولون، وبالتالي نحن كنا مظلومين من الحزب. ولم أنتم إليه قط. أنا تعرضت للسجن بل لم أخرج منه إلا قبل الوحدة بثلاثة أيام".