تشهد محافظة الحديدة غربي اليمن بكافة مديرياته موجة وباء قاتل، يحصد يومياً عشرات المواطنين من الأطفال والنساء الكبار والشيوخ. ويشهد الوباء الذي انتشرت بدايته من بلدة بيت الفقيه قبل عدة أشهر توسعاً متزايداً حتى شمل كل قرية وحارة في كافة مديريات المحافظة، وفتك منذ انتشاره المئات من المواطنين في المحافظة.
مصادر طبية بهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة أكدت ل"المصدر أونلاين" أنها ترفع تقارير يومية لوزارة الصحة عن الوباء وتطوره المستمر وانتشاره، إضافة إلى تزايد حالات الوفاة بشكل يومي، إلا أن استجابة السلطات "بطيء أو شبه معدوم".
وتضيف المصادر أن الوباء المعروف محلياً ب"المكرفس" أو حمى الضنك تطورت أعراضه، ومنذ شهر تقريباً، وصلت حالات إلى كثير من المستشفيات تعرضت للوباء في فترة قصيرة والتي بدأ بحمى، وتسبب بفشل كلوي وتليف بالكبد، ويؤدي إلى الوفاة في فترة قصيرة.
وتؤكد المصادر الطبية أن الوباء تسبب بكارثة إنسانية في الحديدة ولا بد من تدخل فوري من قبل السلطات العليا في الدولة، مؤكدين أن المحافظة أصبحت موبوئة بالمرض.
وتشير معلومات أنه خلال العشرة الأيام الأخيرة أضيفت 60 حالة فشل كلوي في الحديدة إلى مركز غسيل الكلى بالمحافظة بسبب ذلك الوباء، فيما أعلنت إدارة المركز عجزها عن تقديم المساعدة بالغسيل.
مراسل "المصدر أونلاين" زار عدداً من مستشفيات مدينة الحديدة والعيادات الخاصة، وأطلع على حجم الكارثة في كثير من المستشفيات الحكومية والخاصة، حيث تكتظ غرف الإنعاش والرقود بالشباب والنساء والأطفال والشيوخ المصابين بالمرض بشكل مخيف، وتشهد تلك المستشفيات بشكل يومي أكثر من حالة وفاة بسبب الوباء، بينما تدخل بعض الحالات في حالة غيبوبة لأكثر من يومين ومن ثم تتوفى، فيما نقلت عشرات الحالات خلال الأسبوع الماضي إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج، وبعض تلك الحالات يتم علاجها في عيادات بسيطة وفي المنازل بسبب عدم وجود أسّرة للرقود في المستشفيات بالحديدة الخاصة منها والحكومية، وبعضهم لعدم قدرته على سداد تكاليف العلاج خاصة وأن المرض يتطلب رقوداً فورياً في المستشفى، وهذا ما يزيد من معدل الوفيات.
آخر حالة وفاة رصدها "المصدر أونلاين" حدثت صباح يوم السبت لشاب في السادسة عشرة من عمره نتيجة إهمال القائمين على مستشفى الثورة بالحديدة، حيث تم نقل الشاب إلى المستشفى منذ يوم الأربعاء، ولم يتم تقديم له أي إسعافات أو معاينته من قبل بعض الأطباء الذين كانوا يمتنعون عن إعطاءه الأدوية كون الحالة ليست خاصة به حسب رواية والده، مما أدى إلى وفاته.
وأدى غضب أسرته إلى إخراج جثمان المتوفي إلى خارج المستشفى، ووضعها في وسط الطريق، حيث تجمهر أقرباؤه وأغلقوا الشارع مطالبين بمحاسبة وزير الصحة الذي كان في تلك الأثناء يزور المستشفى، وغادر المستشفى دون أن يلتفت لما حدث.
ومنذ أشهر وحتى السبت، أكتفت وزارة الصحة بالتوجيه بمكافحة الوباء عن طريق الرش الدخاني فقط للقضاء على البعوض، ولم يتم حتى اللحظة بحسب مصادر طبية اكتشاف جنس الوباء، أو الإعلان عن وجوده صراحةً من قبل السلطات، فيما يسقط بشكل يومي العشرات من أبناء المحافظة دون تقديم أية لقاحات تذكر للحد من انتشاره.
أبناء عدد من مديريات المحافظة ناشدوا الرئيس علي عبدالله صالح منذ أكثر من أسبوعين للنظر في هذه الكارثة وإقالة وزير الصحة ومحاسبته بسبب تقاعسه خلال كل هذه الأشهر عن إيجاد حل للمشكلة وتقديم العلاج للحد من انتشاره ، ولا تزال تلك المناشدة غير مستجابة حتى هذه اللحظة، التي تمر مع كل دقيقة في الحديدة حاصدة معها أرواح الكثيرين الذين ينتظرون الموت على أسرة المستشفيات والعيادات في هذه اللحظة.
بيانات عديدة أصدرها المواطنون في كثير من قرى ومديريات المحافظة كلها تناشد الرئيس ورئيس الوزراء القيام بواجبهم تجاه أبناء الحديدة، فيما رمى البعض لإقامة ثورة تشمل كل مديريات المحافظة ضد المتخاذلين في إنقاذ أرواح المواطنين واسترخاصها من قبل السلطات بما فيها مكتب الصحة بالمحافظة.
"المصدر أونلاين" ينشر حصيلة جزئية لما حصل عليه بأسماء وفيات ومرضى الوباء خلال الأسبوع الماضي ويوم السبت: الوفيات: 1- خاتمة احمد شمطه (مديرية القناوص) 2- يحيى محمد عبدا لله محسن (مديرية القناوص) 3- محمد يحيى علي كزابه (مديرية القناوص) 4- محمد سعيد أحمد (قرية القطابة بمديرية الخوخة) 5- إبنة محمد إبراهيم زيلعي (قرية القطابة بمديرية الخوخة) 6- يحيى صغير يوسف (قرية قضبة بمديرية الدريهمي) 7- أحمد عوض سالم (الحديدة) 8- سعد عوض رزاز (الحديدة) 9- عبده أبتسام أحمد مقبول دوس (الحديدة) 10- عبده كداف (توفي ساعة كتابة الخبر مساء السبت) 11- عيسى هاشم عبدالله (مديرية المنيرة) 12- مقبول عيسى دوس (مديرية المنيرة) 13- يحيى أحمد شباج (مديرية المنيرة) 14- عائشة عثمان (مديرية المنيرة)
المصابون بالمرض: 1- عبده محمد دوبله 2- مصطفى علي عبده 3- عبدالرحمن محمود محمد 4- هاني علي درويش 5- فاطمة كشع محمد عبدالله 6- حياة أحمد عنتري 7- منى عمر داود 8- نجمة محمد جابر 9- سامية يحيى جابر 10- هيام إبراهيم ناصر 11- بلقيس أحمد علي 12- بهجة ياسين علي 13- وهبة علي إسماعيل 14- أمل يحيى علي 15- عائشة عبدالرحمن الواقدي