في اليوم الذي خصصه العالم للمرأة و الذي ينحني فيه أهم رجال الدنيا إجلال لها و إنصافاً من حيف طالها – ولازال- من ناحية الرجل منذ قرون ، لا بد كامرأة أن أكون أكثر إنصافاً وصراحة مع بنات جنسي ، على الأقل من باب استغلال حقي في هذا اليوم بقول ما أريد كامرأة . مع إقرار الرجال من خلال اليوم العالمي للمرأة بما تسببوا به من هضم تاريخي للحقوق الإنسانية للمرأة يتحول الحديث عن هذه الحقيقة إلى تكرار لا معنى له اذ ليس من طبع الكريمات الإمعان في توبيخ مقر بالذنب . إنه صباح الثامن من مارس يوم شامخ الأنوثة حتى الجو فيه يكاد يكون بلطف ودفء أم ، وفي صنعاء تحديدا تتأنق فيه السماء برش رذاذ عطرها الربيعي البكر وتهمس صباح الخير يا إناث الأرض ، وأكاد اسمعها تضيف : رفقاً بكن . بينما نوجه صراخنا دوماً للرجل ، إليك أيتها المرأة هذه المرة أوجه قولي ولكن همساً لأطالبك بحقك منك ، فأنت من أخذه وأنت من ضيعه قبل الرجل ، المرأة هي العدو الأول والأخير للمرأة في مجتمعاتنا الشرقية للأسف ، أما القوانين فللإنصاف قد أنصفتك في غالب البلدان . على الرغم من أني على ثقة تامة بصحة قناعتي من أن المرأة تعاني من ظلم المرأة أكثر من معاناتها من ظلم الرجل ، حتى يكاد ظلم الرجل يكون وراءه امرأة في الغالب أيضاً ، إلا أني أستأنست برأي أخريات ممن كان لهن تجارب واقعية في التعامل الحياتي والعملي مع كلا الجنسين . طرحت عليهن مجموعة أسئلة تفاضل عندهن بين التعامل مع الرجل أو المرأة في العمل و الحياة وحتى في الأبوة والأمومة ومن أي الجنسين صادفن مشاكل أكثر؟، فكادت الإجابات تجمع على أنهن يفضلن العمل في ظل مدير رجل ومع زميل رجل وأن العلاقة بالأب ألطف و أن المديرات والزميلات هن أكثر غيرة و تسبباً لبعضهن البعض بالمشاكل و تنغيص أجواء العمل . بعد هذا هل لازال الرجل هو الشماعة الوحيدة الجديرة بتعليق كل مصائب النساء عليه ؟ لا أظن و لا يعني هذا براءته ، ولكن ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .
أولست أنت يا حواء من تتهمينك بخطف زوجك ، وخطف ابنك ، تحملينك عبء السخرية من تأخرك في الزواج وتنظرين لك بريبة قاتلة حين تكونين مطلقة ، تسخرين من حجابك ومن عدمه ، من كونك عاملة أو ربة بيت ، من كونك صحفية أو محامية أو قاضية أو قائدة طائرة ، ألست أنت من تربين رجل المستقبل الذي بين يديك على كل هذا الاحتقار.. تخجلين من اخذ حقك وتستهترين بمن تطالب به. فأنت منك معنفه ، ولحقوقك سالبة ، وعليك أن " تثوري عليك " اليوم والآن ، فقد تأخرت والله ،وفاتك قطار التقدم يا من لا تأبهين سوى بقطار الزواج الذي يقوده رجل ، وكل 8 مارس و أنتي منصفة .