قال السجين السياسي بجاش الأغبري في أول تصريح له عقب الإفراج عنه للمصدر أونلاين إن ثورة الشباب التي انطلقت في اليمن هي السبب الرئيسي في الإفراج عنه بعدما أمضى نحو 16 عاماً في السجن بحكم سياسي. وأعلن الأغبري أنه سينضم إلى الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة بإسقاط النظام، مضيفاً في حديثه ل"المصدر أونلاين"ليس لي مكان بعد خروجي من السجن إلا في ساحة التغيير لأنه المكان الوحيد للشرفاء والأحرار الذين يرفضون الذل والهوان". وحول ملابسات قرار الإفراج عنه بعد قضائه ثلاثة أرباع الفترة المحكومة عليه وهي 20 عاماً، قال الأغبري إنه التقى بالنائب العام أثناء نزول اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق إلى السجن المركزي عقب أحداث الشغب التي وقعت فيه قبل نحو أسبوع، وأخبره بأنه قضى نحو 16 عاماً من الفترة المحكومة عليه بتهمة سياسية، بينما العديد من تجار المخدرات وقطاع الطرق أفرج عنهم ولم يقضوا سوى سنتين بالسجن مقابل الأحكام الصادرة بحقهم بأكثر من 20 عاماً. وانتقد بجاش السياسية التي ينتهجها الرئيس علي عبدالله صالح، قائلاً إن "الكثير من السجناء بتهم اختطاف للسياح وتجار المخدرات يقضون أشهر ويغادرون السجن بأوامر رئاسية ممن يسمي نفسه فارس العرب وهو ليس كذلك، بينما الكثير من الشرفاء يقضون حياتهم داخل السجون بتهم كاذبة". وفي هذا الصدد، أبدى بجاش استغرابه عن تجاهل الرئيس صالح للوساطات المحلية والعربية التي كانت تصله للإفراج عنه وفي مقدمتها وساطة اللبناني سمير القنطار، وقال "يتعاون (الرئيس) مع تجار المخدرات والقتلة والمجرمين ويخرجهم من السجون بدون ضمانات، أما أنا فلم أخرج إلا بضمانة وبشهادة حسن سيرة وسلوك". وبجاش الاغبري الذي يعد أشهر وأقدم سجين سياسي, ينتمي إلى منطقة الغبرة بالصبيحة في محافظة لحج "جنوب اليمن". وكان أحد المقاتلين في الجنوب اللبناني في ثمانينات القرن الماضي، واعتقل في المهرة اثر حرب صيف94م. وصدر بحقه حكم ابتدائي بإعدامه تعزيراً بتهمة "المساس بأمن الدولة"، ونقل إلي السجن المركزي بصنعاء التي قضى فيه مدة سجنه حتى اليوم. في حين يقول نشطاء حقوق الإنسان الحكم الصادر بحقه كان مجحفاً ومدفوعاً برغبة سياسية نتيجة لمواقفه المعارضة للنظام. وخلال السبع سنوات الأولى من سجنه منعت عنه الزيارة حتى طفله "معاذ"، الذي سجن وهو لم يزل جنينا في بطن أمه، ولم يلتق به إلا في العام 2006م.