أكدت مصادر سياسية مطلعة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة سيُوجه كلمة مساء اليوم الأربعاء، وعبر الفيديو كونفرانس إلى جلسةٍ مغلقة في إحدى قاعات مجلس العموم البريطاني، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها، تأتي بعد سلسلة من اللقاءات أجراها مشعل مؤخرا مع نواب بريطانيين. وقال علي بركة نائب ممثل حركة حماس في دمشق في تصريحات لصحفيين إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيطالب المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بتطبيق أقوالهم إلى أفعال.
ورأى بركة أن كلمة مشعل تحمل دلالات عدة: "مجلس العموم البريطاني يعترف بهذه الحركة كحركة تحرر وطني، وليست حركة إرهابية، كما أن هذا الأمر يؤكد فشل سياسة العزل الأمريكية تجاه حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006"، وأنه "لا أحد يستطيع أن يحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط دون التعامل مع حركة حماس". طالع أيضا:
وأكد بركة أن حركة حماس تلقت دعوات من دول أوروبية عديدة وتتواصل مع أخرى، لكنها ترفض حتى الآن الإعلان عن هذه الاتصالات لأسباب أمنية.
وسيتحدث مشعل بحسب بركة عن موقف الحركة من الصراع العربي -الإسرائيلي وسيسمع المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشكل خاص وجهة نظر "حماس"، كما سيدعو إلى إنهاء الحصار الخانق عن غزة.
من جانبها أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن غضبها واستيائها الشديد من هذه الخطوة.
وقالت صحيفة "هاآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء إن السفارة الإسرائيلية في لندن مارست ضغوطا على النواب لعدم السماح لمشعل بإلقاء كلمته، وجنّدت لهذا الغرض أعضاء ونوابا من الداعمين لإسرائيل؛ للضغط على المسئولين البريطانيين، ولكن هذه الضغوط لم تفلح في إلغاء الكلمة، وستتم الأمور كما كان مخططا له مسبقا.
وقال السفير الإسرائيلي في لندن رون بروسور، إن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى السماح لمشعل بالظهور أمام البرلمان البريطاني بواسطة الفيديو كونفرانس، وتعتبر ذلك خرقا لقرار الاتحاد الأوروبي اعتبار حماس تنظيما إرهابيا.
وأضاف: «لو أن مشعل طلب الحضور إلى بريطانيا لإلقاء الخطاب أمام مجلس العموم، لما سمحت له سلطات الحدود بالدخول إلى لندن، فهو مسجل في سجلات حرس الحدود في كل أوروبا كشخصية إرهابية، إذن فإنه لأمر خطير عندما يتحايل البرلمان البريطاني على هذه العقبة، ويفتح الأبواب لزعيم إرهابي عبر الفيديو كونفرانس».
بينما أكد متحدث في مكتب النائبة البريطانية المستقلة كلير شورت التي تقف وراء هذه المبادرة: "إن اللقاء سيتم اليوم بحضور عدد من النواب وبعض الصحفيين، وليس لدينا النية في إلغائه".
وكانت النائبة البريطانية شورت قد نسقت لهذه الكلمة، وهي من النواب البارزين الذين يحرصون على إجراء اتصالات مع حركة "حماس"، وقد التقت في شهر مارس الماضي خالد مشعل في دمشق.
وردا على الانتقادات الإسرائيلية قال متحدث في وزارة الخارجية البريطانية إن هذه الجلسة خاصة، يشارك فيها عدد من النواب بصفاتهم الشخصية، وتابع: "المشاركون فيها لا يمثلون الحكومة في اتصالاتهم، ويقومون بها كمواطنين، وليس لدينا سيطرة على ما يقوم به المواطن، أما نحن فلا نتصل بحماس".