أجرى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، حوارا مع مجلس العموم البريطاني عبر دائرة تليفزيونية مغلقة من العاصمة السورية دمشق، حيث رد على بعض الاستفسارات والأسئلة التي طرحها النواب، وذلك في أول لقاء من نوعه بين حماس والبرلمان البريطاني. وقال مشعل إن الفلسطينيين لن يقبلوا بأقل من الانسحاب إلى حدود عام 1967، كما شدد على حق العودة في أي تسوية سياسية تتم بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف مشعل أن إسرائيل أفرغت كل مشروعات التسوية من محتواها، ورغم أنها تمتلك القوة العسكرية فإن هذه القوة لا يمكنها أن تهزم الفلسطينيين.
واعتبر منظمو الحدث من نواب البرلمان البريطاني أن الاستماع إلى مشعل ضروري، ويأملون أن يؤدي ذلك إلى إقناع واشنطن والحكومات الأوروبية بمراجعة سياستها تجاه حماس، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.
وكان علي بركة، نائب ممثل "حماس" في دمشق، قد قال في تصريحات سابقة إن لكلمة مشعل "دلالات عدة، منها أولا أن مجلس العموم البريطاني بهذه العلاقة مع حماس يعترف بهذه الحركة كحركة تحرر وطني وليست حركة إرهابية".
وتابع في تصريحات صحفية: "ثانيا هذا يؤكد فشل سياسة العزل الأمريكية تجاه حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، والدلالة الثالثة التواصل اليومي مع حماس من قبل الاتحاد الأوروبي هو دليل على أن الحركة هي أحد ممثلي الشعب الفلسطيني الشرعيين، خاصة أنها فازت في الانتخابات التشريعية ب60% من مقاعد المجلس التشريعي عام 2006، وكذلك هناك دلالة واضحة هي أن هذا التواصل جاء بعد فشل العدوان العسكري الصهيوني على قطاع غزة ".
تنديد إسرائيلي من جانبه ندد السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا "رون بروسور" بدعوة مشعل للحديث مع برلمانيين بريطانيين، كما انتقد مسئولون بريطانيون هذا الحدث، حيث قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تعتقد أنه لن يكون لهذا الحدث أثر إيجابي.
كما قالت الحكومة الإسرائيلية إنه قد يمنح حركة حماس الشرعية، حيث تعتبرها إسرائيل وبريطانيا منظمة إرهابية.
وقال السفير الإسرائيلي في لندن إن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى السماح لمشعل بالظهور أمام البرلمان البريطاني، وتعتبر ذلك خرقا لقرار الاتحاد الأوروبي اعتبار حماس تنظيما إرهابيا.
وأضاف: "لو أن مشعل طلب الحضور إلى بريطانيا لإلقاء الخطاب أمام مجلس العموم لما سمحت له سلطات الحدود بالدخول إلى لندن، فهو مسجل في سجلات حرس الحدود في كل أوروبا كشخصية إرهابية، إذن فإنه لأمر خطير عندما يتحايل البرلمان البريطاني على هذه العقبة، ويفتح الأبواب لزعيم إرهابي عبر الفيديو كونفرانس".
وكانت النائبة البريطانية "كلير شورت" قد نسقت لهذه الكلمة، وهي من النواب البارزين الذين يحرصون على إجراء اتصالات مع حركة "حماس"، وقد التقت في شهر مارس الماضي خالد مشعل في دمشق.