وصف الشيخ والمعارض السياسي المعروف حسين العجي العواضي تعز بأنها "أم الثورات ومرضعتها" ، وقال العواضي ، المقيم في سوريا ، في كلمة وجهها عبر قناة الرأي العراقية أمس الاثنين :" ان تعز هي خزان الحركة الوطنية وهي المحرك الذي إذا اشتعل تحركت اليمن كلها وراه". وأضاف :" انه لمن المستحيل الحديث عن أي تغيير سلمي في اليمن دون أن تكون تعز هي مركز الانطلاق كما تؤكد ذلك حقائق التأريخ ". وأبدا الشيخ حسين العجي العواضي ، وهو احد القلائل ، الذين ركزوا بشكل كبير ومتواصل في السنوات الماضية على تعز ودعوها للتحرك من أجل إنقاذ وقيادة وتحريك عجلة التغيير في اليمن ، أبدا إعجابه الشديد بثورة الشباب اليوم ، الشباب الذين يفتروش مدن اليمن من أقصاها إلى أقصاها في ثورة لم تعرف الدنيا مثيلا لها. ومؤكدا في الوقت نفسه على أن اليمن لم تتعرض في تأريخها من ظلم وهدم للقيم وتشويه لصورة اليمني وشخصيته " مثلما تعرضت له في عهد هذا النظام الفاسد والساقط وفاقد الذمة". وأضاف قائلا :" إن هذا النظام أمضى 33 سنة يسيء لقيم المواطنة والانتماء الواحد ولقيم العدل والمحبة والوحدة ، حيث سحل الدستور وصادر الحق في الحياة الكريمة وحق تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية حتى صار التجهيل والتهميش والتشويه سمة بارزة لهذا النظام البائس البشع". وهو يوجه كلمته الى الشباب في تعز على الهواء مباشرة ،وجههم إلى الانتباه الدائم لمكتسبات ثورتهم " من اللصوص والسرق الذين يجيدون الالتفاف على الثورات ومكتسباتها العظيمة كما حصل في الماضي القريب". مؤكدا على ثقته الكبيرة بيقظة الشباب اليوم وقدرتهم على الصمود والنضال حتى تتحقق أهدافهم النبيلة والحفاظ على منجزات هذه الثورة والمستقبل الذي يتطلعون إليه ، المستقبل بكل معانيه العظيمة. وإذ خاطب ساحة الحرية في تعز مباشرة من دمشق ، امتدح تأريخها النظيف والمشرف ورموزها الكبار ، وقال :" إن تعز اليوم ترد الاعتبار لكل من أسيء إليهم ولكل من أهدرت كرامتهم ودماؤهم وحقوقهم ، وتعيد الاعتبار لثورتي 26 من سبتمبر و14 من أكتوبر وليوم 22 مايو العظيم في نفوس اليمنيين". العواضي طمأن الشباب الثائر في قلب كل الساحات اليمنية ، من إن كل المؤشرات تؤكد انتصار الثورة ، وتفيد بأن رحيله بات قاب قوسين أو أدنى ، مفسرا التأخير والمراوغة بأنها فقط " لأن صالح ليس فقط ذاهب إلى مزبلة التاريخ ، ولكن لأنه يعرف انه سيذهب إلى المحاكم جراء ما اقترف من جرائم بحق هذا الشعب العظيم وبحق الكبار من ابنائه بدءا بالشهيد الكبير الرئيس ابراهيم الحمدي مرورا بعيسى وسالم وعبدالسلام والسقاف وغيرهم وصولا الى جار الله عمر وما ارتكبه ويرتكبه اليوم من مجازر في تعزوصنعاء وابين وصعدة والحديدة وحضرموت وغيرها". وأثنى الشيخ العواضي على أبناء تعز الذين يتواجدون في كل الساحات وينتشرون في كل المدن كتجسيد عملي لمعاني الوحدة الوطنية ، مشيرا إلى إن صنعاء هي عاصمة اليمن السياسية وعدن عاصمتها الاقتصادية واما تعز " فهي عاصمة الثورة والثوار ، عاصمة الحرية والتنوير والفكر والأدب وحاضرة اليمن الثقافية" . وقال :" حق على كل يمني اليوم أن يفخر بتعز ، تعز الحبيبة التي لا عصبة فيها إلا للشعب ولا ولاء فيها إلا للوطن ، وهي ميزة خاصة بها وقد حاول النظام ان يقتل فيها هذه الميزة لكنه فشل وسيفشل اليوم في إعاقة عجلة التحول العظيم والمارد الذي انطلق من تعز في 11 فبراير ". يذكر ان الشيخ حسين العجي العواضي من السياسيين البارزين المقيمين في الخارج منذ 1997، وهو سياسي مخضرم وشيخ قبلي وازن وذائع الصيت ، كما والرجل يعتبر أحد منظري هذه الثورة ومسانديها. وفي معظم كتاباته السابقة عن تدهور الأوضاع في اليمن ، وبالذات في المحافظات الجنوبية منذ 2006 تقريبا ، ركز العواضي على محافظة تعز كمنقذة للبلد من التشظي وللوضع الذي كان ذاهب نحو مآلات خطرة ، معتمدا في تحليلاته على حقائق تأريخية وجغرافية ومؤشرات وأرقام ديموغرافيه تجعل القول بأن تعز هي من ستقود حركة الثورة اليمنية ومن سيحافظ على نوعيتها ورمزيتها السلمية ، وهو بالفعل ما حصل يوم 11فبراير عندما دشنت تعز ثورة شباب اليمن من قلب ساحة الحرية لتلتحق بها مدن وساحات اليمن من أقصاه إلى أقصاه. يتميز الشيخ حسين العجي العواضي بالشجاعة والذكاء ، ويرتبط الرجل رغم المنفى الطويل ، بعلاقات متينة ومتجذرة مع زعامات سياسية وقبلية واسعة ، وهو غير مرتهن للماضي رغم تعقيداته ومحطاته المؤسفة التي وجد العواضي نفسه في قلبها فاعلا ومؤثرا بقوة ، وهو اليوم ينظر إلى المستقبل بتفاؤل لا حدود له وبثقة سياسي مجرب وزعيم قبلي لا تخونه فراسته. عاش العواضي في تعز وتربى في البيضاء ومأرب ، وتنقل بين صنعاء وعدن ، غير أن ملامح شخصية الرجل الثقافية ونمط حياته وتفكيره لا تشير إلى قبيلة بعينها أو محافظة محددة ، إنما يحب دائما أن ينتمي إلى اليمن شأنه شأن صديقه الحميم وملهمه الشهيد جار الله عمر الذي لم يبكيه حسين العواضي ورفاقه فقط ، وإنما رحيل جارالله كان خسارة فادحة لكل اليمنيين. ويقيم المعارض السياسي المعروف الشيخ حسين العجي العواضي في مدينة طرطوس السورية الرابضة ببيوتها الأنيقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، المدينة السياحية الأجمل في سوريا ، مراقبا حركة الثورة السلمية في اليمن ، ولكن الرجل في قلب ساحات الحرية والتغيير كل يوم ، بمشاركاته وكلماته.