هاجمت قوة عسكرية من الأمن المركزي والحرس الجمهوري المتظاهرين في مدينة تعز لليوم الثاني على التوالي، وفتحت النار العشوائي على مسيرة حاشدة تطالب بإسقاط نظام صالح ما أدى إلى استشهاد 4 وجرح المئات. وقالت مصادر طبية ل"المصدر أونلاين" إن 4 اشخاص استشهدوا وجرح 54 بالرصاص الحي وأصيب أكثر من 200 بحالات اختناق جراء إلقاء قنابل الغاز السامة على المتظاهرين. وأشارت المصادر إلى أن معظم الاصابات تركزت في الصدر والرقبة. وقال شهود عيان إن قوة عسكرية كبيرة من الأمن المركزي والحرس الجمهوري والأمن العام مدعومة بعصابات مسلحة اقتحمت مع حلول الساعات الأولى لليوم الاثنين الساحة التي يعتصم فيها الآلاف من الطلاب والمعلمين أمام مكتب التربية والتعليم بشارع جمال وسط مدينة تعز، واستخدمت العنف المفرط في تفريق الاعتصام كما أطلقت النار بشكل عشوائي على المعتصمين. وذكر مراسل المصدر أونلاين إن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً على الطرق المؤدية إلى شارع جمال بعدما فضت الاعتصام وذلك في محاولة لمنع أي تجمع جديد أمام مكتب التربية وهاجمت مسيرات قادمة من ساحة الحرية باتجاه شارع جمال. واستمرت قوات الأمن والحرس الجمهوري والعصابات المسلحة في مطاردة وملاحقة المتظاهرين إلى داخل الشوارع والأزقة الفرعية للمدينة، كما اعتدت على جرحى بالهراوات. وشوهد إطلاق للرصاص الحي على المعتصمين من قبل مسلحين يستقلون سيارات مدنية. وقال نشطاء في ساحة الحرية بتعز إن حملة اعتقالات شنتها قوات صالح شملت أعدادا كبيرة من المتظاهرين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة. كما قامت سيارات الشرطة العسكرية بتمشيط المنطقة وإطلاق الرصاص الحي بكثافة وعشوائية في مشهد لإرعاب المتظاهرين والسكان المحليين. وكان قد قتل أمس الأحد شخصين برصاص قوات الأمن التي فرقت اعتصاماً بالقرب من مكتب التربية بتعز بعدما أغلق المتظاهرين مكتب التربية احتجاجاً على اعلان السلطات المحلية بدء الامتحانات للمرحلتين الأساسية والثانوية. وردد المتظاهرون هتاف "لا دراسة ولا تدريس على يسقط الرئيس". في الغضون، ناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) كافة المنظمات الإقليمية والدولية والإنسانية التدخل العاجل لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الأمن بحق أبناء محافظة تعز بشكل خاص واليمن بشكل عام وضرورة اتخاذ الإجراءات التي تضمن وقف نزيف الدم اليمني. وقال المركز في بيان تلقى المصدر أونلاين نسخة منه أن قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والنجدة والجيش أطلقت النار على الشباب المعتصمين في شارع جمال وسط تعز وفرقت اعتصامهم بالقوة الأمر الذي أدى إلى استشهاد كلاً من : محمد عبد الحق طاهر ومحمد عبده قائد وبسام (بقية الاسم مجهول)، وإصابة أكثر من 54 شخص حالة 3 منهم خطيرة جدا، كما قامت قوات الأمن بحملة مداهمة للحارات والأحياء لاعتقال الشباب وشوهدت أطقم عسكرية وهي تأخذ الشباب ومن بينهم مصابين وجرحى في اتجاه مجهول واختطفت كذلك سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الميداني مع طاقمها الطبي. بحسب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان. ودان المركز ما وصفها ب"الجرائم الممنهجة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد الشباب العزل الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر والاعتصام". وأكد أن مثل "هذه المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية لن تسقط بالتقادم وسيقدم كل المسؤولين عنها أمام القضاء الوطني والدولي لينالوا جزاءهم العادل".