أكدت السلطات الباكستانية الخميس أن أكثر من 200 مسلحاً، يُعتقد أنهم من الموالين لحركة طالبان الأفغانية، عبروا الحدود بين الدولتين، وهاجموا نقطة تفتيش أمنية في شمال غربي باكستان، ما أدى إلى اندلاع معركة عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى. وقال مسؤول حكومي إن المسلحين شنوا هجوماً على نقطة أمنية في منطقة "دير العليا"، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، مشيراً إلى أن المعارك بين هؤلاء المهاجمين، وقوات الجيش والشرطة شبه العسكرية، التي تم إرسالها إلى المنطقة، امتدت على مدار اليوم. وأضاف غلام محمد، المسؤول المحلي بالإقليم الحدودي، أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل، بالإضافة إلى نحو 22 جندياً باكستانياً، كما أشار إلى أن قوات الجيش تمكنت من قتل ما يزيد على 24 شخصاً من العناصر المسلحة. وذكر قازي جميل، مسؤول أمني رفيع في إقليم "خيبر باختونكوا"، إن المسلحين الأفغان تلقوا دعماً من شركائهم الباكستانيين، في إشارة ضمنية إلى حركة طالبان باكستان، مشيراً إلى أنهم وفروا للعناصر المسلحة المخابئ وزودهم بالذخيرة. وكان غلام قد ذكر في وقت سابق أن المهاجمين من داخل باكستان، إلا أنه في وقت لاحق من اليوم، تبين أنهم جاءوا من أفغانستان، وأكد أن معظم المهاجمين تمكنوا من العودة مرة أخرى عبر الحدود، مشيراً إلى أن معظم المعارك توقفت، باستثناء بعض الاشتباكات المحدودة. يتزامن الهجوم مع مرور شهر على مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عملية شنتها وحدة من القوات الأمريكية الخاصة، على منزله في منطقة "أبوت أباد"، قرب العاصمة الباكستانية، وهي العملية التي أدت إلى تزايد التوتر بين واشنطن وإسلام أباد. وشهدت باكستان في الأسابيع الأخيرة موجة تفجيرات استهدفت القوات الحكومية، فضلاً عن المليشيات المناهضة لحركة طالبان، وأخرى استهدفت مسؤولين، في تصعيد عزاه مسؤولون أمريكيون إلى أنه محاولة من قبل الحركة لإظهار قدراتها الهجومية، في أعقاب مقتل بن لادن.
