ما يزال الغموض يكتنف مشهد اليمن مابعد مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح لتلقي العلاج في السعودية، في وقت تحث فيه قوى دولية الأطراف السياسية إلى البدء الفوري بنقل السلطة على أساس بنود الخطة التي اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجي. وسعت دول الخليج لإبرام اتفاق يتضمن استقالة الرئيس وتسليم سلطاته لنائبه وإجراء انتخابات رئاسية في غضون شهرين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة المعارضة، مقابل منح صالح وحاشيته حصانة ضد الملاحقة القضائية. غير أن جهود الخليجيين كانت تصطدم برفض صالح التوقيع على الاتفاق في اللحظات الأخيرة. وغادر صالح إلى السعودية مساء السبت الفائت لتلقي العلاج بعد إصابته بجروح في انفجار وقع بقصره الرئاسي الجمعة. وقال مسؤولون يمنيون وأمريكيون إن إصابة الرئيس أشدد مما أعلن عنه سابقاً، وأن الحروق تصل درجتها إلى أكثر من 40 في المئة من جسمه. وانتقلت صلاحيات الرئيس مؤقتاً إلى نائبه عبدربه منصور هادي، إلا أن جهوداً تبذلها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتنحية صالح والبدء بتنفيذ خطوات الخطة الخليجية بحسب مصادر دبلوماسية. وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تمارسان ضغوطا على السعودية لإقناع الرئيس صالح بتقديم استقالته رسميا. وسعى السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين إلى جمع قيادات المعارضة بعبدربه هادي، غير أن ذلك اللقاء "لم يتم بعد" حتى اليوم الأربعاء بحسب قيادي رفيع في تكتل أحزاب اللقاء المشترك. وقال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ل"المصدر أونلاين" إنهم مستعدون للبدء بتنفيذ المبادرة الخليجية إذا اعترف حزب المؤتمر الشعبي الحاكم والقوى الدولية بانتقال سلطات الرئيس صالح إلى نائبه. وبشأن احتمال عدم حدوث ذلك، قال المتوكل ان المعارضة ستعلن عن المجلس الانتقالي. وأضاف أنه لا يهمهم حينها اعتراف المجتمع الدولي.. وإنما اعتراف المناطق التي سقطت في أيدي الثوار، "إذا استطعنا كسب قناعات تلك المناطق، فسيخضع العالم للواقع".
ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في صنعاء لتنظيم "مسيرة مليونية" عصر اليوم للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة السلمية، وتشكيل مجلس انتقالي.
وكانت الولاياتالمتحدة دعت في وقت سابق "الحكومة المدنية اليمنية" الحالية إلى انتهاز فرصة غياب الرئيس صالح وتواجده للعلاج بالسعودية, من أجل بدء ما سمتها عملية الانتقال الديمقراطي.