وتستمر تقليعات صبيان القصر في التشبث بالكرسي، ففي حين يترقب الشعب اليمني وفي مقدمتهم شباب ثورة التغيير خطوات انتقال السلطة، ودونما اكتراث بحياة السكان وحقهم بالأمان، أحال فلول النظام سماوات اليمن إلى جمرة رصاص حي وغيوم دخان في لحظة فاصلة بين ماض استبدادي، ومستقبل حر لوطن قرر شعبه الحياة، وطوت ثورته السلمية عقود الجحيم المريع .. إنه تعبير سافر في كسر إرادة الشعب تكسرت على صخرة وعيه حيل صالح في البقاء على رؤوس جيل استثنائي هزم الهزيمة بثورة سلمية. برشاشات "خفيفة، متوسطة " تمركزت في الأحياء السكنية وبمدافع ثقيلة ومضادات للطيران، منصوبة في معسكرات تابعة للحرس الجمهوري، وبتزامن واحد دال على هندسة حفلتهم الأخيرة، دوت بنادق البيادق ورشاشات مدافع آخر الفيالق الموالية منتصف العاشرة من ليلة أمس الأربعاء بتوقيت صنعاء العاصمة، وبرسالة SMS هدأت المدافع ولم تنتهِ وليمة نجاح عملية تجميلية لجسد ميئوس من شفائه، تسبب نبأ شفائه بسقوط 5 وفيات و116 إصابة بينها 86 حالة خطرة، بينهم نساء وأطفال بحسب مصادر طبية في عدد من محافظات الجمهورية، وبالذات ساحات الحرية والتغيير التي كانت سماؤها نقطة التقاء الرصاص، و رؤوس شباب الثورة كانت هدفا لرصاص راجع من السماء وأخرى لا تطيش عن الهواء. ما حدث ليلة أمس ليس غريباً على نظام مغتصب للسلطة بقوة النار والبارود، تتجاوز أعداد ضحايا حروبه عدد شعر رؤوس قيادة حزبه الحاكم، وتلفيق فضيحة بهجتهم الدموية بالشعب اليمني، جرم لا يقل وطأته عن جرم مسلسل تزوير الإرادة الشعبية منذ وطأت قدمي علي صالح عتبة القصر حاكما مُرعباً، وغادره مذعوراً. بدورها، حرصت القنوات الرسمية على مصادفة مشاهديها ببثها مباشرة بعد فصل الكهرباء على مدن وأرياف الجمهورية، ما يؤكد حرص مدبروها على إيصال رسائل وعيدهم بجمرة عيديه بمناسبة شفاء مستبد لفظته الحروق خلف الحدود والى غير رجعة، ولا يعني أنباء مماته من شفائه لأحدٍ على امتداد وطن ثائر تجاوز شعبه ماضيه مع الحاكم بثورة مذهلة ستنجز لليمنيين حياة حرة وعيش بطريقة ومعنى يليق باليمن شعبا وتأريخاً. مسرحية دامية ومضحكة في آن، ستعد آخر رصاصة يصوبها صبيان القصر نحو صنم الحكم عن قصد ودون قصد، فالحديث عن فرائحية الحرائق والرصاص تحولت إلى فجائع وعويل لأسر برئيه تسببت أبابيل القصر في إلحاق الأذى بهم عن قصد، ونتيجة لسوء فعلتهم، عبرت أبناء اليمن عن رفضهم لهذا المنطق الهمجي لبقايا نظام مسكون بالقوة ويدير البلاد بأبجدية الرصاص والمدفع دون هدنة في حروبه مع شعب غادرها علي صالح للعلاج العاشرة والنصف من مساء السبت، ليفجع الناس بنبأ ما قيل انه نجاح عملية جراحية بعد خمسة أيام وبنفس التوقيت..