نظام حكم جديد (( صناعة عربية خالصة )) . كل الأفكار والاتجاهات وكل الحركات سواء يساريه أو غيرها ظهرت بعد مراحل صراع مريرة وبرغم طول فترة الصراع والتخبط إلا إننا نلحظ انه حتى المفكرين لازالوا يستنسخوا نسخا من الأنظمة التي نظر لها أهلها ولم يجيدوا تطبيقها بل انه لا توجد بلد إلا وتغلغلت فيه الديكتاتورية أو الشمولية ببعض مفاهيمها وربما النازية في جانب من جوانب حياتها ويظهر لنا هذا في مصدرة الديمقراطية (الولاياتالمتحدة) ورغم إدعائها العلمانية إلا أنها لم تطبق الديمقراطية بحقيقتها ناهيك عن العلمانية. ما نحتاجه في هذه المرحلة هو فكر علماني لبيرالي إسلامي بعيدا عن المثالية التي يدعيها الليبراليين والعلمانيين في مشروعاتهم وبعيدا عن الأصولية التي يراها بعض الإسلاميين في ديننا الإسلامي الحنيف وقتها سنجد إن الإسلام دين حياه وربما كان الدين الوحيد اللبرالي العلماني وإن استغرب الكثير ذلك إلا أن القادم إلى الإسلام يجد وقت دخوله قول الله تعالى ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) وقوله ((لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ )) وقوله ((أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )) وقولة (( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )) وقوله (( وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا )) في خطاب يوحي بالاستغراب وإطلاق الحرية للناس في اختيار أديانهم . وما إن يمر في فظاءاته حتى يجد إطلاق الإسلام للحريات وما نحتاجه هو أن نستخرج المفاهيم اللبرالية والعلمانية من ديننا لنطبقها على واقع حياتنا فقد أصبح الكثير لا يستسيغ الحياة إلا إن كان لبراليا أو علمانينا مع انحيازهم للبرالية والعلمانية كدعوة تفسخ أكثر من كونها قيم إنسانية ومبادئ تحررية . ولو تأملنا في الإسلام لوجدناه يدعوا إلى مبادئ تحررية خالصة كدعوة ليس إطلاقا للحريات فقط إلى جانب انه يمنح كل الحريات. إن ما يجدر الحديث عنه في وقنا الحاضر هو أن يصنع المسلمين أنموذجا ناجحا كما يصنعوا ثوراتهم التي استلهموها من صناعة عربية خالصة فإن انبهارنا بالعلمانية وغيرها من المفاهيم جعلنا نغفل ربما بعض الطقوس الدينية التي مورست أثناء تولي أوباء للحكم مؤخرا . وجعلنا ربما نتعامى عن الدعم اللامحدود لإسرائيل من قبل أمريكا مع أن إسرائيل تسعى لبناء دوله يهودية خالصة وهذا يتنافى مع كل مبادئ العلمانية واللبرالية ولكننا عندما ندعو لدوله مدنيه يجب أن تكون دعوه لمدنية تحترم الإسلام وليس تمييزا أو تحيزا لأننا ندين هذا الدين ولكن لان العلمانية واللبرالية واليسارية وغيرها من الاتجاهات القائمة كانت منقوصة بل حرصت أن تلصق الإرهاب بالإسلام بأي شكل ولا أفهم كيف مساواة مع تشويه طائفة وتكبيل حرياتها في ممارسة أفكارها . لا يستطيع أن يخالفني احد أن اللبرالية والعلمانية واليسارية نشئت نتيجة حاجة المجتمعات لأنظمة تدير شؤون الحياة ونتيجة لصراعات فكريه طويلة وفي نفس الوقت نجد الكثير يحاول أن يلغي الأديان كأنظمة للحكم شرعها الله لأنه يعلم أن الحياة لا تستقيم إلا بالنظام . الحقيقة انه لو طبق اليهود ديانتهم كما هي وكذلك النصارى والمسلمين لوجدنا تقاربا قويا بين الأديان مع وجود اختلافات لان الأديان مبادئ سماويه تدعوا للأخلاق والتعايش . لكن أمر خرافي أن نقول عن تقارب بين الاشتراكية واللبرالية أو بين الديمقراطية والشمولية . نحن كعرب ومسلمين يجب إن نعمل على إيجاد نظام حكم لا يتعارض مع الديانات ويحترم الحريات لن أقول إن فهمنا للإسلام منقوصا أو غيبنا بعض المفاهيم ولكن سأقول يجب أن ننتج نظاما يصحح كل المبادئ الخاطئة في اللبرالية وكل المبادئ الخاطئة في العلمانية وكذا الأنظمة اليسارية . وكأني بالقراء من العلمانيين واللبراليين واليساريين يستشيطون غيضا للدعوة لتصحيح بعض مبادئهم ونظرياتهم وقد يعتبرون هذا اتهاما لها بالنقص وهم الذي يستغربوا أن يرفض بعض الدينيين تصحيح النظر إلى مفاهيم دينهم مع أن الأديان شرائع سماويه أتى بها الرسل والعلمانية واللبرالية وغيرها مبادئ وضعية أتى بها المفكرون . لذلك أقول أننا بحاجة ماسه إلى لبرالية إسلامية وليس إسلام لبرالي . يجب أن نصع أفكارنا وهذا هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الغرب أو الشرق منعنا من صناعته بعد أن أيقنا يقينا كاملاً أن تخلفنا الصناعي والتكنولوجي ناتج عن حرب الغرب لنا ومنعنا من التقدم ونحن من قضينا على تقدمنا بتصدير حكاماً فلتروا حتى الهواء قبل أن يصل إلينا حتى لا ننهض فنثور على ظلمهم . وإننا إذا لم ننتج أفكارنا بما يتناسب مع مجتمعاتنا وضمن المبادئ التي لم يلغيها حتى الله عند تنزيله للإسلام بل قال (("خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ")) فإننا سنجد أنفسنا أمام نفس الشماعة التي علقنا عليها فشلنا في النهضة الصناعية والعملية وقد مددنا أيدينا لتعليق فشلنا في التوصل لحكم رشيد في بلداننا يحقق العدالة ويحمي الحريات ويعطي الحقوق ويصون الأعراض . نحن لسنا بحاجة لاستيراد الأفكار فإن محاولة استيرادنا للأفكار والمبادئ سيجعلنا منتظرين على نفس الرصيف الذي ننتظر فيه احد الغربيين أو الشرقيين ليعلمنا كيف نصنع قلماً نكتب به أفكارنا فالحقيقة أننا من أكثر الشعوب المُجيدة لاستيراد حتى الطعام الذي علقنا على الغرب فشلنا في زراعته فإذا لم ننتج أفكارنا بأنفسنا فسنجد أنفسنا أكثر الشعوب المُجيدة لاستيراد الأفكار وسنجد وقتها من يكدسوا الأفكار كما نجد الآن من يكدس الغذاء وسنجد أنفسنا أمام ثورة للجياع فكريا مثلما وجدنا أنفسنا الآن أمام ثورة للخاوية بطونهم من الطعام . والسؤال لماذا لا نحاول التفوق على الغرب فكريا بعد فشلنا في التفوق عليهم تكنولوجينا وصناعيا ولماذا نبدأ من حيث بدئوا ولا نبدأ من حيث انتهوا . ولماذا ننتقد الإسلاميين لأنهم ليسوا لبراليين ولا ننتقدهم بأنهم لم يفهموا لبرالية الإسلام ولماذا لا نرى أخطاء اللبرالية في انتقادها للإسلام أم أنها لا تنتقد الإسلام إلا لكونه مخالفا لمبادئ اللبرالية فقط أليست اللبرالية تعني الحرية أليس انتقاد الإسلام وتشويه مبادئه هو تكبيل وتدخل سافرا في حرية الإسلاميين . فعلا أننا نحتاج أن ننتج لا أن نستورد فالإنتاج سيجعلنا مضطرين لمعرفة كل التفاصيل والاستيراد سيضطرنا للبحث عن قطع الغيار في دول الصنع .