كشف القائم بأعمال الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة يحيى أبو أصبع عن وجود تهديدات من قبل بعض الدول العربية والأجنبية بعدم الاعتراف بالمجلس الانتقالي التي تنوي المعارضة تشكيله لإدارة شؤون البلاد في ظل فراغ تعيشه منذ شهر. وقال أبو أصبع في ندوة سياسية أقيمت مساء الاثنين على منصة ساحة التغيير بصنعاء إن الدول التي هددت بذلك هي السعودية والولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن التهديدات مفادها أنهم لن يعترفوا بالمجلس الانتقالي لأن الأخير ليس لديه أرض يقوم عليها ولأنه يتعارض مع الحكومة القائمة، لكنه تساءل: «متى كانت الثورات العظيمة تستأذن أعداء الثورة؟». وتابع أبو أصبع أن الشعب اليمني قام بثورة 26سبتمبر ولم يستأذن السعودية وحقق الوحدة اليمنية ولم يستأذنها كذلك «وهو الآن يعلن ثورته ولم يستأذن السعودية ولم يعيقه استعدائهم». وعقدت المعارضة اليمنية يوم السبت الماضي اجتماعاً خصص لمناقشة تشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد بعد مرور شهر من مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح للبلاد ورفض من تبقى من رموز نظامه العمل على نقل السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي. وأكد يحيى أبو أصبع أن خطوة تشكيل مجلس انتقالي تأتي في ظروف حساسة ومنعطف لم تستطع الثورة تجاوزه وهذه الأيام هي تعكس طبيعة الظروف الملحة لإنشاء المجلس بتزامن مع توافق داخل الساحات على إنشاءه ولأنه يعمل على إخراج البلد من الانسداد السياسي. وأورد في الندوة السياسية خطوات تكوين المجلس الانتقالي، وأبرزها النزول إلى الساحات، ومناقشته مع الحراك الجنوبي الذي قال إنهم تفاعلوا مع ثورة الشباب في ساحات الحرية والتغيير، واختفت أعلام الانفصال وارتفعت مكانها أعلام اليمن الموحد، ولأن لهم السبق في الثورة منذ عام 2007. وأضاف أن المناقشات ستسمر مع الحوثيين وأعضاء مجلس النواب والوزراء والسياسيين والقانونين وغيرهم من الذين أعلنوا انضمامهم إلى ثورة الشباب السلمية، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني والخروج بصيغة موحدة تحصل على الإجماع أو الأغلبية على الأقل. إلى ذلك، قال أبو أصبع إن اللقاء المشترك لا يستطيع أن يتخلى عن السياسة لأن ذلك عمل الأحزاب، لكنه وصف المبادرة الخليجية ب«الفخ»، مضيفاً: «أنا اعترف أمامكم ولأنكم كنتم رافضين لها وحذرتم منها في بيانات ومسيرات إلا أن الحقيقة تقال إنها وفرت للنظام الحماية والرعاية من السقوط الوشيك بعد جمعة الكرامة». وتابع: «تبين ذلك أكثر في وعد الزياني لنا بإصدار بيان فور وصولة الرياض عندما رفض صالح التوقيع على المبادرة، لكنه لم يوفي بوعده.. وكأنهم يقولون نحن مع هذا النظام ندلعه ونحميه حتى ولو أساء إلينا.. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ليس هناك من أفق غير المبادرة الخليجية». وقال أبو أصبع إن السعودية التي تسلمت الملف اليمني من الولاياتالمتحدة بعد حادثة انفجار الرئاسة، أدت الدور نفسه بعدم الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في نقل السلطة إلى النائب، بل وتكتمت على حاله صالح الصحية وإخفاء الحقيقة عن اليمنيين «وكأن إخواننا في الخليج يتعاملون معنا وكأننا اسماك». من جهته قال عبدالهادي العزعزي عضو اللجنة التنظيمية للثورة «إننا في الساحة نسعى إلى مطالب أساسية وهي خلق إجماع على تكوين مجلس رئاسي يضم شخصيات وطنية وتشكيل مجلس انتقالي من كل القوى الثورية في الساحة والأحزاب السياسية وغيرها». وأكد العزعزي على العلاقة بالأحزاب قائلاً «نحن على توافق تام بأن يشمل المجلس الانتقالي كل القوى والاتجاهات الفكرية والسياسية حتى يتوفر جز كبير من الإجماع الشعبي بهذا الشأن».