بحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في جدة عصر الثلاثاء مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل ازمات المنطقة من اليمن الى ليبيا مرورا بلبنان وسوريا والبحرين وايران. وقال الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك "اجرينا مباحثات معمقة حول الازمات التي تشهدها المنطقة وتطوراتها وناقشنا دعم بريطانيا لمبادرة وجهود مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة اليمنية حفاظا على وحدة اليمن واستقراره وتجنبه مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية". واضاف ان "المبادرة الخليجية ما تزال قائمة (...) وصحة الرئيس علي عبد الله صالح جيدة عموما". واشار الى ان "محادثاتنا عكست ارتياحا الى الامن والاستقرار في البحرين والترحيب باطلاق الحوار الوطني وانشاء لجنة تحقيق بالاحداث التي شهدتها" المملكة الخليجية الصغيرة. واكد الفيصل "رفض اي تدخل او مغامرات خارجية بشان البحرين او اي محاولة للعبث بامن دول الخليج". وقال ردا على سؤال ان "القوات السعودية ستعود من البحرين بمجرد انتهاء مهمتها هناك ووجودها ليس تدخلا في شؤون البحرين". وفي اشارة الى سوريا دون ان يذكرها بالاسم، قال الفيصل ان المملكة حريصة على عدم التدخل في شؤون الاخرين لكننا لا نستطيع الا ان نشعر بالاسى والحزن لسقوط العديد من الضحايا المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال جراء الازمات القائمة". وتابع "ندعو الجميع الى تغليب صوت الحكمة والعقل وعدم اراقة المزيد من الدماء واللجوء الى الاصلاحات الجادة". وبالنسبة للبنان، اوضح وزير الخارجية السعودي "بحثنا تطورات الاوضاع، وتدعو المملكة جميع الفرقاء في لبنان الى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية بعيدا عن التشنج وتجنب اي تصعيد". واضاف ردا على سؤال "مع صدور قرار المحكمة نتمنى على المجموعات ان تسعى الى تحقيق العدالة وتحكيم العقل وان لا تترك هذه الحادثة تعيد عدم الاستقرار الى لبنان خصوصا وان الجميع قد صوتوا لصالح انشاء المحكمة من ضمنهم الفئات السياسية التي تعارض نتيجة المحكمة الان". وتابع "نامل تحكيم العقل والسير امام حرية العدالة في هذه الجريمة الشنعاء حتى يستطيع لبنان ان يخرج اقوى مما كان عليه". وحول ايران، اوضح الفيصل انه لدى دول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية لحفظ امنها، ايران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولا يجب ان يكون له اطار يضمن مصالح الدول الخليجية". واضاف "اذا كانت ايران تريد ممارسة دور قيادي في المنطقة، فيجب ان تاخذ في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط". وقد اوضح بيان بريطاني ان هيغ "سيشدد على الاهمية التي توليها المملكة المتحدة لعلاقاتها الثنائية" مع السعودية، وهي عازمة على تطويرها الى "شراكة استراتيجية كاملة" تكون على مستوى الشراكة بين بريطانيا والقوى الكبرى الحليفة لها. واشار الى ان المحادثات "ستركز على القضايا الاقليمية بما في ذلك فرص وتحديات الربيع العربي" اضافة الى التطورات الاقليمية الرئيسية في اليمن والبحرين وسوريا ومصر وايران وعملية السلام في الشرق الاوسط. ونقل بيان عن هيغ قوله قبل مغادرته لندن ان "السعودية حليف مهم ولاعب رئيسي في منطقة الشرق الاوسط وغيرها" وانه يتطلع "الى مناقشة كيفية تطوير الحوار القائم الى شراكة استراتيجية كاملة قبل نهاية العام الحالي". واضاف هيغ "في لحظة التغيير التي لا سابق لها وهي مهمة جدا، هناك حاجة ماسة لتبادل الافكار حول التطورات الاقليمية الراهنة، بما في ذلك كيفية العمل معا في هذه المنطقة المهمة استراتيجيا". واعتبر وزير الخارجية البريطاني ان "الاحداث اثبتت ان الحكومات بحاجة للاستجابة للدعوات المشروعة لمزيد من الحرية عبر الاصلاحات وليس القمع. وستتم مناقشة اهمية ذلك وتبادل الآراء حول الفرص والتحديات التي يمثلها الربيع العربي، فضلا عن مجموعة من القضايا الثنائية الاخرى".