كشفت صحيفة امريكية عن نجاة القيادي في تنظيم القاعدة فهد محمد القصع من محاولة اغتيال نفذتها طائرة أمريكية يوم الخميس الماضي على تجمع للمسلحين المتشددين في مركز للشرطة بمديرية الوضيع التابعة لمحافظة أبينجنوب اليمن. وكانت غارة جوية استهدفت مركز شرطة استولى عليه المسلحون ما أدى إلى تهدم المبنى بشكل كامل ومقتل ستة مسلحين وإصابة العشرات، بحسبما أفادت مصادر ل«المصدر أونلاين» يومها. وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست أعادت الشرق الأوسط اللندنية نشر نسخة مترجمة منه، نقل عن مسؤولين أمنيين إن القصع كان من بين المستهدفين، لكن ظل من غير الواضح ما إذا كان في مركز الشرطة وقت استهدافه أو كان موجودا بمنطقة أخرى تعرضت لضربة جوية أيضا. ولا يزال الغموض يكتنف الهجوم. ورفض مسؤولون يمنيون وأميركيون الإدلاء بتفاصيل حول ما إذا كانت الهجمات قد جرى تنفيذها بطائرات يقودها طيارون أميركيون أم بطائرات من دون طيار، خصوصا أن النوعين استخدما في السابق في استهداف مقاتلين ل«القاعدة» في اليمن. وتتعاون وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية مع الحكومة اليمنية في تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب داخل اليمن. وأشار مسؤولون أميركيون، رفضوا الكشف عن هويتهم، إلى أن هجوم الخميس نفذته المؤسسة العسكرية الأميركية. من جانبه، رفض متحدث رسمي باسم البنتاغون التعليق على الهجوم، واكتفى كولونيل ديفيد لابان بالقول: «لا نتحدث عن تفاصيل العمليات». والقصع عضو تنظيم «القاعدة» ويعتقد أنه ساعد في التخطيط لتفجير المدمرة الأميركية «كول» عام 2000. ويتسم القصع الذي يعرف باسم «أبو حذيفة اليمني» (36 عاما)، والذي سبق له القتال في أفغانستان مع أسامة بن لادن، ويعتبر من أخطر 10 «إرهابيين» مطلوبين في العالم، وكان على معرفة باثنين من المختطفين المتورطين في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، بتاريخ يعج بعمليات هروب في اللحظات الأخيرة، الأمر الذي أحبط مسؤولين أميركيين معنيين بمكافحة الإرهاب طوال عقد تقريبا. كان عميل «القاعدة» الهارب (أبو حذيفة) قد فر من سجن يمني عام 2003، ونجا من ضربة جوية أميركية في اليمن في ديسمبر (كانون الأول) 2009، وأعلن عن طريق الخطأ تعرضه للقتل في هجوم أميركي بطائرات من دون طيار في باكستان العام الماضي. كما عمل القصع بجد على تجنب إلقاء القبض عليه رغم وضع اسمه بقائمة أكثر المطلوبين للعدالة الخاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وإعلان وزارة الخارجية مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إليه. وعلق علي صوفان، عميل متقاعد لمكتب التحقيقات الفيدرالي تولى التحقيق مع القصع مطلع عام 2001 أثناء احتجاز الأخير في اليمن على خلفية تفجير المدمرة «كول»، بقوله: «لم يخطر ببالي قط إمكانية أن يخرج هذا الرجل من السجن ولو بعد مليون عام. في كل مرة نهاجمه فيها يتمكن من البقاء، مما يعزز مكانته داخل (القاعدة)». ويعد القصع من الشخصيات الصاعدة داخل تنظيم القاعدة داخل شبه الجزيرة العربية، وهي الذراع الإقليمية لتنظيم «القاعدة» الرئيسي. وقال مسؤولون أميركيون إن الجماعات اليمنية تقود التهديد «الإرهابي» المعاصر للولايات المتحدة. وباعتباره من أبناء قبيلة العولقي بجنوب اليمن، يعد القصع من أقارب أنور العولقي، وهو ناشط مشتبه به بارز آخر يحمل الهوية اليمنية والأميركية من المعتقد أنه يختبئ بجنوب اليمن. في 24 ديسمبر 2009، أصاب صاروخ أميركي منزلا في محافظة شبوةجنوب اليمن، أسفر عن مقتل الكثير من مقاتلي «القاعدة» المشتبه فيهم. كان أعضاء هذه الخلية قد استعان بهم القصع، الذي نجا بأعجوبة من الهجوم، تبعا لما ذكره تقرير عن الهجوم نشرته «نيويورك تايمز» العام الماضي. في اليوم التالي، رد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحاولة شن هجوم على يد عميل كان في طريقه جوا إلى ديترويت حاملا متفجرات في ملابسه. وقال مسؤولون أميركيون إن العميل كان على اتصال بالقصع. في مايو (أيار) 2010، ظهر القصع وقيادات أخرى ب«القاعدة» في مقطع فيديو نشر عبر الإنترنت أعلنوا خلاله مسؤوليته عن المحاولة، وتعهدوا بالاستمرار في مهاجمة أهداف أميركية. وبعد 5 شهور، أشارت تقارير إعلامية باكستانية إلى أن القصع لقي حتفه في هجوم أميركي بطائرة من دون طيار في المناطق القبلية قرب الحدود الأفغانية. إلا أنه سرعان ما خرج اليمني من مخبئه ليكذب «شائعات» موته خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «الشرق الأوسط».