سألوني لماذا تعز ؟ أقول تعز هي معقل الثورة و الثوار، وتعز تضم رجال المال والأعمال، كما تضم قبائل لا يقبلون الضيم والخذلان. تعز .. إنها معقل المفكرين والمثقفين والأحرار الصامدون الذين لا ينكسرون. وهذا ليس بجديد عليهم، ولكن التاريخ يشهد لتعز بذلك ففي ثورة سبتمبر كان لها السبق في دعم الثوار حينذاك، وكان رجالها في مقدمة من أشعلوها ثورة ضد الطغيان. ولقد كانت تعز هي الحاضنة للثوار، إذ بذل تنظيم الأحرار في تعز الجهد والمال وتم استقطاب المواطنين من جميع المستويات المدنية والقبلية والعسكرية إلى صفوف الثورة، وجلب السلاح والذخيرة وتخزينها والتخطيط الدقيق لضمان نجاح عملية اندلاع شرارة الثورة، إلا أنها شاءت الأقدار حينها أن تكون ساحة الضربة المفجرة للثورة في صنعاء بدلاً من تعز. ثم تتساءلون لماذا تعز؟ إنها أكبر عائق أمام الطغاة والحكام، فهي التي تصدر الثورة والأحرار، وهي التي تقود شعلة الحرية نحو البناء والتقدم والازدهار. تعز .. التي تقدم الغالي والنفيس، وتجود بالمال لنصرة الثورة والثوار، ثم تتساءلون لماذا تعز! هي التي توحد بين القبيلي والعسكري والمدني. بعد عملية قصف مسجد النهدين بدار الرئاسة، جهز الحرس الجمهوري والأمن المركزي خطتهما لإشعال نار الحرب والفتنة، وحينما كانت تعز الثائرة لا تتوقف ليلاً ونهاراً، وتزلزل أركان النظام، فانتبه أولئك العسكر لمعقل الثورة وحركوا جندهم وعتادهم وجندوا عملاءهم أدوات وآلات لا يحكمها عقل ولا إحساس، كما لم ينس أن يجهز أبواقه الإعلامية المهرجة لإلهاء المساكين عن قضاياهم الحقيقية. وزد على ذلك سياسة التجويع والعقاب الجماعي من قطع للكهرباء والبترول والديزل والماء، والهدف واحد وهو تركيع الشعب وجعله يفكر – بل يحاول أن يفكر- ويصرخ أين الديزل وأين الماء، ويصمت أو لعله يتناسى مطلب الحرية والكرامة، كل هذا وتعز مثل باقي المدن تعاني، ولكن يزيد أن تعز هي معقل الثورة والثوار. فماذا ننتظر، ونحن نشاهد ما يجري في تعز من قتل وتدمير وتشريد وقصف للمنازل، هل تنتظرون أن يتم القضاء على معقل الثورة وينتهي بكم الحال إلى ما قبل عهد الإمامة والاستعمار؟! أقول بصوت عالي، إن دماء الشهداء في ثورات اليمن المتعاقبة وصولاً على ثورة 2011 في أعناقنا جميعاً. فلنحقق مطالبهم ومطالبنا في إيجاد يمن حر جديد ومزدهر.