تواصلت اليوم الجمعة المظاهرات المعارضة والمؤيدة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح للأسبوع الثالث والعشرين على التوالي، في حين تعيش معظم المدن اليمنية غياباً للخدمات الأساسية. وشارك مئات آلاف اليمنيين في 17 محافظة يمنية فيما أطلق عليه بجمعة «رفض العقاب الجماعي» في إشارة إلى الأزمة الخانقة والمعقدة في الوقود، إضافة إلى الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم، وقطع مياه الشرب في عدة مدن. بينما أحيا أنصار صالح ما أطلقوا عليه جمعة «الاعتصام بحبل الله» في ميدان السبعين بصنعاء. واحتشد مئات الآلاف في شارع الستين بالعاصمة صنعاء رافعين لافتات تطالب بالحسم الثوري وإسقاط نظام صالح الذي يحكم منذ 33 عاماً. ورددوا هتافات تحمل أقرباء الرئيس صالح الممسكين بزمام أجهزة أمنية وعسكرية حساسة مسؤولية «العقاب الجماعي» للشعب اليمني.
وفي مدينة صعدة شمال البلاد، خرج عشرات الألوف إلى الشوارع في مسيرة حاشدة تحت عنوان «من ساحات الحرية.. لا وصاية غربية»، وشارك فيها ضيوف من ساحة الحرية بمحافظة تعز. وبحسب المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي، صدر عن المظاهرة بيان أعلن تضامنه مع «المحافظات المظلومة» المستهدفة من قبل القوات الموالية لصالح، داعياً الجميع للمزيد من التكاتف والتوحد في مواجهة النظام والتحديات التي تواجه الثورة، سواءً كانت داخلية أو خارجية. وأضاف البيان أن ما يمارسه النظام من «عقاب جماعي» على الشعب، بمنع المحروقات ومحاصرة في لقمة العيش «ستبوء بالفشل وسيكون مصيرها الخسران».
وفي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، أفاد مراسل المصدر أونلاين أن آلاف تظاهروا عقب صلاة الجمعة في شوارع المدينة رافعين شعارات تطالب بإسقاط صالح.
كما رفعت المظاهرة لافتات تنددة بأزمة الوقود عن معظم المدن.
وفي مدينة إب، أفاد مراسل المصدر أونلاين مختار الرحبي أن مئات الآلاف احتشدوا في شارع الدائري الغربي بالمدينة لأداء صلاة الجمعة والتنديد بالعقاب الجماعي. وأضاف ان خطيب الجمعة الشيخ قاسم القيسي اتهم «بقايا» نظام صالح بمعاقبة الشعب اليمني بأكمله «لأنه قال لهم ارحلو بفسادكم». وتطرق الخطيب إلى معاناة الناس المتمثلة في انعدام المشتقات النفطية، داعياً لنقل الاعتصامات إلى أمام محطات بيع الوقود.
وأعلن شباب الثورة عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم غد السبت أمام المحافظة بسيارتهم ومركباتهم رفضاً لما تقوم به قيادة المحافظة بالتوزيع غير العادل للوقود حسب تعبيره، حيث قالوا إنه تبين تقسيم البنزين والديزل عن طريق قيادات المؤتمر وعن طريق عقال الحارات.
وفي ذمار نظم شباب الثورة صباح اليوم مسيرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف في حشد غير مسبوق لم تشهده ذمار من قبل. وتحركت المسيرة من تقاطع سوق عنس مروراً بالشارع العام رفع خلالها المشاركون شعارات تطالب برفع الحصار المفروض على الشعب اليمني من قبل بقايا نظام صالح. كما حيا المتظاهرون صمود شباب الثورة في محافظة تعز التي تتعرض للقصف من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي ، كما حيوا صمود قبائل أرحب ونهم والحيمة على مقاومتهم للقصف اليومي والمستمر من الحرس الجمهوري، محيين في الوقت ذاته القبائل التي ساعدت اللواء 25 على تطهير أبين من العناصر المسلحة.
وفي سيئون استنكر المتظاهرون الأزمات التي تمارسها بقايا أركان النظام في اليمن. وقال خطيب ساحة التغيير بسيئون وليد صالح الزبيدي للمحتشدين "ان إرادتكم وقوة إيمانكم بمبادئ وأهداف ثورتكم هي التي ستنتصر لأنها التي صمدت امام الرصاص ، وصمدت امام القنابل والغازات السامة ، وصمدت امام السجن وامام الفتن". وأضاف " أتعبت من سيأتي من بعدك لأنك أوصلت نسبة الفقر الى 80%، الا تدري أن دخل الفرد اليمني قبل ثلاثة عقود من حكمك كان يبلغ الف دولار وكان ب4 ريالات يمنية؟ واليوم بعض الدخول للإفراد لا تتجاوز اربعين او خمسين دولار شهري الذي أصبح الدولار اليوم بسعر 235 ريال".