علمت "إسلام أون لاين" أن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سيصل العاصمة المصرية القاهرة الأحد المقبل يحمل موافقة الحركة على الورقة المصرية لحل القضايا الخلافية في ملف المصالحة مع حركة التحرير الوطني "فتح" بكل بنودها مع إبداء ملاحظات على البند المتعلق بالمعتقلين السياسيين، وكذلك طلب توضيحات على بنود الورقة، وخاصة البنود المتعلقة بالأمن والانتخابات. وتتضمن الورقة المصرية التي قدمتها مصر للفصائل الفلسطينية قبل عيد الفطر -وحصلت "إسلام أون لاين" على بعض تفاصيلها- تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية ستة أشهر عن موعدها القانوني المقرر في يناير القادم، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والبدء بتحديد قوائم المعتقلين بعد التوقيع على اتفاق المصالحة.
وفيما قدمت معظم الفصائل وفيها حركة فتح ردها على الورقة المصرية قبل عيد الفطر بالموافقة المتضمنة تحفظا على تأجيل الانتخابات عن موعدها، قالت مصادر عليمة ل"إسلام أون لاين" اليوم الخميس: إن "خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يصل القاهرة الأحد القادم ليناقش الإثنين مع مدير عام المخابرات المصرية عمر سيلمان رد حركته على الورقة المصرية". ويضم وفد حماس الذي يرأسه مشعل إلى القاهرة كلا من نائبه الدكتور موسى أبو مرزوق، ومن قطاع غزة عضوي المكتب السياسي المهندس نزار عوض الله والدكتور خليل الحية، ولم يتسن التأكد من مصادر مصرية حول هدف زيارة وفد حماس.
ويسود العداء بشدة بين حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس عباس منذ أن سيطرت الأولى بالقوة على قطاع غزة في يونيو 2007، وأخرجت من القطاع القوات الموالية لعباس بعد 18 شهرا من تقاسم صعب للسلطة.
وتتبادل الحركتان الاتهامات بالمسئولية عن عرقلة المصالحة، وفيما تقول حماس: إن "ملف المعتقلين هو العقبة الرئيسية أمام المصالحة، وتطالب بالإفراج عن قرابة ألف من عناصرها تتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقالهم على خلفيات سياسية، تصر فتح على أن المشكلة الأساسية هي تشكيل حكومة فلسطينية وضرورة التزامها بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية".
ومن جانبه أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة ترحيب حركته بمضامين الورقة المصرية، وإن كثيرا مما ورد فيها يبنى عليه، معبرا في تصريحات أدلى بها مؤخرا عن أمله بممارسة مصر دورا ضاغطا بشكل أكبر على حركة فتح والسلطة في رام الله لتهيئة الأجواء لجلسة الحوار القادمة تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق مع حماس، ومن ذلك إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون الضفة.
وفي وقت سابق أكد القيادي في حماس صلاح البردويل أن "حركته ستقدم مطلع الأسبوع المقبل ردها الرسمي على ورقة المصالحة المصرية عبر وفد مشترك من الداخل والخارج، يرأسه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل"، موضحا أن حماس ستطلع القاهرة على ملاحظاتها على بعض النقاط الواردة في الورقة المصرية، ومن بينها البند المتعلق بالمعتقلين السياسيين الذين يرهن الإفراج عنهم إلى ما بعد التوقيع على اتفاق المصالحة.
وترعى القاهرة الحوار الوطني الفلسطيني منذ إطلاقه في فبراير الماضي، وكانت القاهرة قد حددت السابع من يوليو الماضي موعدا لتوقيع اتفاق المصالحة، ولكنها أرجأت هذا الموعد أولا إلى 25 يوليو ثم إلى 25 أغسطس قبل أن تعلن تأجيله مجددا إلى ما بعد عيد الفطر، وسبق الحوار الوطني بالقاهرة العديد من المبادرات العربية لإنهاء الانقسام الفلسطيني.