قالت اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق التهدئة في محافظة تعز إن المبادرة التي تقدم بها عدد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية والتي تهدف إلى إنهاء حالة التوتر والاحتقان القائم في المحافظة «اصطدمت بتعنت ورفض» من قبل القيادات الأمنية والعسكرية، رغم أن محافظ تعز حمود خالد الصوفي بذل جهوداً لتنفيذ الاتفاق. وعقدت اللجنة مساء أمس الخميس مؤتمراً صحفياً أشارت فيه إلى الاتفاق التنفيذي الموقع بتاريخ 8 أغسطس بين محافظ تعز ممثلاً عن الحكومة، والعميد الركن صادق سرحان والشيخ حمود المخلافي عن القبائل الموالية للثورة، بحضور لجنة المبادرة واللجنة المشرفة على التنفيذ. وينص الاتفاق على بنود متعلقة بإنهاء المظاهرة المسلحة وسحب قوات الجيش والحرس الجمهوري من المدينة، إضافة إلى سحب المسلحين وإنهاء المظاهر المسلحة. وشهدت تعز خلال الأسبوع الماضي أعمال عنف مع قصف القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح لأحياء المدينة بشكل عشوائي ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات. وقالت اللجنة في المؤتمر الصحفي إن طرف القبائل الموالية للثورة قام بتنفيذ كافة التزاماته وسحب المسلحين ورفع المتارس المستحدث في المناطق التي كان سيطر عليها، كما أخلى المكاتب الحكومية التي كان يتواجد فيها مسلحون تابعون له.
وأضاف ان الطرف الآخر المتمثل في القيادات الأمنية والعسكرية لم ينفذ التزاماته بإخلاء المواقع والمكاتب ورفع النقاط العسكرية، رغم الوعود المتكررة التي لم تثمر شي سوى مزيد من المخروقات والانتهاكات. وأشارت اللجنة إلى أن محافظ تعز بذل جهوداً لتنفيذ الاتفاق وأبدى حرصاً على تنفيذ كافة البنود، «غير ان ذلك الجهد لم يحقق نتائج عملية لأن القيادات الأمنية والعسكرية هي الحاكم الفعلي للمحافظة». حسبما قالت، مضيفة أن كل توجيهات المحافظ كانت تصطدم بتلك القيادات التي رفضت توجيهاته وقيادة السلطة المحلية. وفي تعز قوات من الحرس الجمهوري ولواء من الجيش ما يزال محافظاً على ولاءه لصالح، ويقود قوات الحرس العميد مراد العوبلي، ويقود اللواء 33 مدرع العميد عبدالله ضبعان، بينما يرأس الجهاز الأمني في المحافظة العميد عبدالله قيران. وتحدث خلال المؤتمر الصحفي ممثل حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في لجنة التهدئة مهدي أمين سامي، وقال إن ما تشهده تعز من قصف على إحياءها السكنية «تعد جرائم ليس لها مبرر». وانتقد عدم تنفيذ القيادات الأمنية والعسكرية لتوجيهات السلطة المحلية، لكنه قال إن السلطة بالمحافظة «لن تقف مكتوف الايدى إزاء هذا الجرائم، وسوف تقوم بمسؤوليتها الأخلاقية وستناضل من أجل تنفيذ بنود اتفاق التهدئة حتى يعود الأمن والسلام محافظة تعز». وأضاف ان السلطة المحلية «سيكون لها موقف حازم تجاه ما يحدث من تعز في الايام القادمة».