قال مصدر مؤتمري مطلع ل«المصدر أونلاين» إن قرار تأجيل مجلس الأمن لجلسته بشأن اليمن إلى ال28 من نوفمبر الجاري جاءت بناء على طلب من صالح لمنحه فرصه للتوقيع على المبادرة الخليجية قبل حلول الأربعاء المقبل. وكان من المفترض أن يعقد مجلس الأمن غداً الاثنين جلسة للاستماع إلى تقرير جمال بن عمر بشأن التزام الأطراف اليمنية بتطبيق القرار رقم 2014، غير أن بن عمر أجل مغادرته لليمن بناء على وعود تلقاها من صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية قبل الأربعاء القادم، وما يزال في اليمن يجري مشاورات مع الأطراف بشأن ذلك. في الغضون، أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر لوكالة فرانس برس الأحد إن الاجتماع الذي كان يفترض أن يعقده مجلس الأمن الدولي الاثنين حول الأزمة اليمنية قد تأجل مدة أسبوع. وقال بن عمر المتواجد في صنعاء إن «اجتماع مجلس الأمن تأجل إلى 28 تشرين الثاني/نوفمبر بطلب من الأطراف». وكان بن عمر وصل في 10 تشرين الثاني/نوفمبر إلى صنعاء في جولة جديدة من المساعي لحل الأزمة اليمنية والتوصل إلى اتفاق حول الانتقال السلمي للسلطة. ويفترض ان يتقدم بن عمر في ختام مهمته بتقرير إلى مجلس الامن حول تطبيق القرار الذي تبناه المجلس في 21 تشرين الاول/أكتوبر ويتضمن دعما للمبادرة الخليجية حول الأزمة. كما كان من المتوقع ان يبحث مجلس الأمن خلال اجتماعه الاثنين استمرار رفض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي عن السلطة واستمرار دورة العنف، كما أفاد مصدر دبلوماسي. من جانب آخر، أكد مصدر دبلوماسي غربي رفيع لوكالة فرانس برس الأحد ان الوسطاء الغربيين يفكرون في الدفع باتجاه حل سياسي في اليمن من خلال «صفقة مباشرة» بين الرئيس اليمني وخصميه العسكري اللواء علي محسن الأحمر والشيخ حميد الاحمر. وذكر المصدر إن «الصفقة» ليست لتجاوز المبادرة الخليجية بل «لتفعيل الضمانات التي تنص عليها المبادرة ولم يشملها قرار مجلس الأمن، فيما يمكن أن يتم ذلك من خلال المنظومة القبلية اليمنية». وعلى الرغم من المساعي الدولية ومساعي مبعوث الاممالمتحدة جمال بن عمر، تستمر المراوحة مع تمسك صالح بالبقاء رئيسا ولو شرفيا حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بحسب مصادر سياسية ودبلوماسية. والمبادرة الخليجية التي قال الرئيس انه يوافق عليها ولكن لم يوقعها، نصت على منح ضمانات لصالح ومحيطه، أهمها عدم ملاحقته قانونيا. وكرر صالح مرارا انه يريد تأكيدا لهذه الضمانات. وقال المصدر الدبلوماسي لوكالة فرانس برس «نحن بحاجة لصفقة بين الأطراف الثلاثة» و«هناك ثلاثة سيناريوهات لا غيرها لليمن». وقال «أولا، إما أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه، أي معلقة، ويستفيد أمراء الحرب والأزمة في السلطة والمعارضة من خلال تعزيز مواقعهم». أما السيناريو الثاني فهو بحسب المصدر «أن يلجأ الوسطاء الغربيون إلى صفقة سياسية مباشرة بين مجموعة لاعبين هم الرئيس ونجله واللواء المنشق علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر». واعتبر المصدر أن «من شان هذه الصفقة أن تنجح الحل السياسي»، مؤكدا إن الوسطاء «يطرحون ذلك». أما السيناريو الثالث فهو «أن تنزلق البلاد إلى الحرب في ضوء شعور صالح بالتفوق العسكري على خصومه مع أن عددا من القادة العسكريين والأمنيين نصحوه بان الحل العسكري لا يمثل الحل ولن يكون لصالحه بالضرورة». وخلص المصدر الدبلوماسي الغربي إلى القول «لن نسمح بان تتجه الأوضاع في اليمن إلى الوجهة التي تضر بمصالحنا لا سيما أن أي حرب او أعمال عنف سيكون المستفيد الأول منها تنظيم القاعدة».