أفاد سكان ومصادر طبية ان شخصين على الأقل هما امرأة وطفل لقيا حتفهما في تجدد قصف قوات الرئيس علي عبدالله صالح لأحياء في مدينة تعز فجر اليوم الأحد رغم اتفاق على وقف إطلاق النار، بينما قالت لجنة التهدئة إنها تشرف على تنفيذ الاتفاق. وقال مصدر في المستشفى الميداني ل«المصدر أونلاين» إن جثامين شخصين وصلا إلى المستشفى ظهر اليوم بعد السماح لفرق الإسعاف بإجلاء جثامين الضحايا من أحياء تعرضت للقصف، كما وصل ثلاثة جرحى. وأضاف ان الشهيدين امرأة وطفل سقطا في منطقتي الحصب وبير باشا بتعز في القصف الذي شنته قوات صالح فجر اليوم الأحد. وأشار المصدر إلى وصول جثمان لقتيل ثالث توفي قبل ثلاثة أيام وظلت جثته في مسجد الأنصار حتى بدأت بالتحلل، مضيفاً ان فرق الإسعاف تمكنت من الدخول لانتشاله ظهر اليوم. ويدعى الضحايا «إبراهيم عبده ناجي (17 عاماً) وفوزية عبدالله عبده، ومحمد قاسم مرشد الغزالي».
وأصيبت المرأة بحسب إفادة أحد أقرباءها برصاصة من رشاش متوسط في كتفها، وهي تعيش مع ابنتها وزوجها مغترب في السعودية. ويرتفع عدد الضحايا بذلك خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى نحو عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى. وما تزال جثامين الضحايا مكدسة في ثلاجات منزلية بسبب عدم وجود ثلاجة لحفظ الموتى، وسط مناشدات لرجال الأعمال بالتبرع لشراء ثلاجة حفظ الموتى.
وأصبحت منطقة الحصب شبه مغلقة منذ ثلاثة أيام حيث تحاول قوات صالح التوغل في المنطقة، غير أنها تواجه مقاومة شرسة من المسلحين الموالين للثورة. وذكر شهود ان المنطقة المتوترة في تعز فتحت أمام الناس ظهر اليوم مع نزول لجنة التهدئة إلى المكان للإشراف على «انسحاب متزامن» لقوات الجيش الموالية لصالح والمسلحين ممن يطلق عليهم «حماة الثورة». وذكر مصدر في تكتل حماة الثورة ل«المصدر أونلاين» انهم «نفذوا ما عليهم»، مضيفاً انهم بدؤوا بالانسحاب بناءً على طلب لجنة التهدئة. وصرح مصدر في لجنة التهدئة ل«المصدر أونلاين» أنهم نزلوا ظهر اليوم إلى منطقة الحصب ومناطق التوتر لمراقبة الأوضاع هناك. وأبدى المصدر تفاؤله بتحقيق تقدم قائلاً إن هناك «بوادر انفراج»، لكنه انتقد ما أسماه «تعنت» الوحدات العسكرية الموالية لصالح، بعكس «حماة الثورة»، الذي قال إنهم كانوا أكثر تجاوباً مع لجنة التهدئة وقدموا «مبادرة رائعة يشكرون عليها».
وخرجت مسيرة حاشدة في تعز رفعت شعارات تطالب بمحاكمة صالح والقيادات الأمنية والعسكرية التابعة له التي اتهموها بارتكاب مجازر بحق المدنيين.