تعيش اليمن حالياً على وقع التصعيد والاتهامات المتبادلة من قبل الأطراف اليمنية وهو ما يهدد بعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 فبراير 2012. وخرجت أمس الاثنين مسيرة حاشدة في صنعاء ترفض منح الحصانة للنظام اليمني وتطالب بمحاكمة صالح. ويتبادل أطراف الأزمة اليمنية التهم بشأن التصعيد، وهو ما قد يعيق الوصول إلى صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية المبكرة. ولم تستبعد أحزاب اللقاء المشترك أن تكون هناك مفاجآت، من قبل المؤتمر الشعبي العام، قد تعيق الوصول إلى صناديق الاقتراع. ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» عن المتحدث الرسمي باسم المشترك الدكتور عبده غالب العديني انهم ملتزمون بالمبادرة الخليجية وحريصون على تنفيذها بكامل بنودها بما في ذلك انتخاب عبدربه منصور هادي كرئيس توافقي في الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير القادم. واستدرك العديني بقوله «رغم التزامنا إلا أننا نتوقع بان تكون هناك مفاجآت خلال الفترة القادمة قبل الوصول إلى صناديق الاقتراع من قبل بعض الأطراف قد تعيق الوصول إلى صناديق الاقتراع، لكننا نؤكد أن أول المتضررين سيكون الطرف الآخر» في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام. من جانبه، اعتبر قيادي في حزب المؤتمر قيام المشترك بما أسماه «أدوار تناقضية»، «حيث تضع المعارضة قدما في الشارع وأخرى في الحكومة»، فان ذلك لا يساعد في تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعدها. ونقلت وكالة «شينخوا» عن عبدالحفيط النهاري نائب المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر القول إنه في الوقت الذي أبدى فيه المؤتمر التزما واضحا منذ توقيع المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وفي تبني خطاب سياسي وإعلامي يعزز قيم التوافق والشراكة الوطنية، تبنت أحزاب المشترك الخطاب السياسي والإعلامي التحريضي على العنف والتخريب والفوضى خاصة على صعيد «الشباب». واعتبر النهاري أن وضع احزاب اللقاء المشترك «لقدم في الشارع (مع الشباب) وقدما أخرى في الحكومة، فان ذلك يعد دورا تناقضياً للمعارضة ولا يساعد على تهيئة جيدة لاجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها». ودعا كل الاطراف الراعية للتسوية السياسية ان تضغط على احزاب المشترك للتخلي عن تلك الممارسات، واتاحة المجال امام التحضير للانتخابات لاجل تحقيق مستوى جيد للانتخابات الرئاسية القادمة. وحمل النهاري شركائهم في الحكومة وفي التسوية السياسية كل المسئولية عما يعرقل تطبيق المبادرة بآلياتها التنفيذية، بما في ذلك تأمين الطريق امام الشعب اليمني للوصول الى صناديق الاقتراع. وتابع «يهمنا في المؤتمر التهيئة والتحضير الجيدين للانتخابات المبكرة ونحن نعمل بجدية لتهيئة كل الاجواء، ولإنجاز هذا الاستحقاق التوافقي، بما ينقل الجميع الى الفترة الانتقالية الثانية، ما بعد الانتخابات الرئاسية»، التي ستنهض بالاصلاحات الدستورية والقانونية والهيكلية التي ستبنى عليها دولة المستقبل. على صعيد متصل، قال رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام حافظ البكاري إن طريق الوصول الى صناديق الاقتراع «قد تعتريه مفاجآت» وبحاجة إلى تكاتف جميع الاطراف اليمنية. وأضاف إن الوصول الآمن إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة بحاجة الى عمل مشترك وجاد من قبل احزاب اللقاء المشترك وشركائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه. وأوضح البكاري لشينخوا أن هناك انعداما في الثقة ما بين المشترك والمؤتمر وهو الامر الذي لا يستبعد بان تكون هناك مفاجآت خلال الايام القادمة قد تعرقل الوصول الى الانتخابات الرئاسية. وأشار إلى أن المؤتمر الآن يحاول أن يستفز المشترك من خلال خطاباته وإلصاق التهم، لان المؤتمر يرى بان الوصول الى الانتخابات يعني انه خسران وهو ما لا يريد الحزب ان تصل اليه الامور، ولذلك يشرع حاليا باتهام المشترك بانه يحرك المسيرات الشبابية وتجييش الشباب في المحافظات بالاضافة الى استخدام الاعلام، وهذا كله كلام «غير دقيق» وانما محاولة للتملص والتبرير. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر اكد أن الاسابيع القادمة ستكون حاسمة في اليمن. وقال للصحفيين بعد إطلاع مجلس الأمن على الوضع في اليمن خلال جلسته الاربعاء الماضي إن الوضع في اليمن ما يزال هشا للغاية، وسيكون من المستحيل تنفيذ الاتفاق السياسي من دون التزام وتعاون مستمر من القادة السياسيين وغيرهم في جميع أنحاء البلاد.