حملة التطهير الثوري التي يقوم بها أفراد شعبنا اليمني في كافة مؤسسات البلاد من رموز الفساد هو تعبير طبيعي بعد سقوط هبل الأكبر الشاوش... وانقشاع حالة الخوف التي كانت جاثمة طيلة ثلاثون عاما على صدورهم... وأفاق الجميع بأن البلاد يجب أن تتطهر من هؤلاء القلة الذين قادوا البلاد إلى الهلاك. نريدها حملة تطهير في المؤسسات كافة من الأشخاص الذين ارتبطوا بالشاوش ونظامه وأفسدوا في البلاد... وليست حملة إقصاء للرجال الشرفاء حتى ولو كانوا صامتين في جسم النظام الهالك. ثورتنا هي عملية تغيير من الأسوأ إلى الأفضل ...والتحول من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي مدني ويجب علينا جميعا أن نؤمن بذلك..... لأن لو لم تكن نية السياسيين الجدد بهذا فمعنى ذلك أننا في انتظار ولادة جديدة لنظام دكتاتوري جديد. تطهير البلاد من الفاسدين من النظام المتهالك هي مسؤولية الجميع في كل قطاع وفي كل مؤسسة وفي كل موقع حتى لو طال ذلك التطهير مواقع المعارضة .... والتطهير يجب أن يطال كل المستقوين بالخارج . نحن اليوم في مرحلة جديدة من مراحل الثورة بعد إعلان انتصارها... بل هي ثورة ثانية يشترك فيها كل مكونات الشعب حتى الصامتون منهم لاجتثاث الفساد.... وهي مرحلة العمل وأهم وأكبر من مرحلة تفجير الثورة والسعي إلى تحقيقها.... فبوادر الفتن بين مكونات الثورة وسياسات التخوين وإلقاء التهم بين طرف وأخر هي من عوارض هذه المرحلة والتي يجب علينا ان نقف كلنا ضدها وأن نرفع شعار بأن اليمن أهم وأغلى الآن وأن المرحلة هي مرحلة تثبيت الثورة والبدء بالعمل على تنظيف البلاد من النظام السابق والعمل على بناء نظاما جديد أكثر استيعابا لكل أفراد الشعب. الوقت ليس وقت تطهير الساحات كما يقول البعض من طرف لطرف أخر... وليس فقط تطهير البلاد من أشخاص افسدوا فيها ....بل أن الوقت كذلك وقت تطهير عقولنا وسلوكياتنا وأخلاقنا من كل شئ يمكن أن يسئ إلى اليمن ويسئ إلى ثورتنا ويسئ إلى التغيير الذي ننشده جميعا. اليمن للجميع.... وحملة النظافة هي من أساسيات الثورة لكي نرى يمنا صحيا معافى في المستقبل... فلا يمكن أن نرى مستقبلنا بعد ذلك وفيها من يقضي عشرات السنين وهو في منصب لا يستحقه أو في مكان لا يستطيع أن يديره... بل نريد أن تثبت دعائم الاستقلالية في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب ...وأن يتم تثبيت دستورا جديدا للبلاد يمنع ولادة أي مشروع أسري دكتاتوري أخر سواء كان في قصر الرئاسة أو في مصلحة عادية وكذلك تحييد المؤسسة العسكرية من تسلط أسري عليها وهذا هو صمام أمان لنجاح أهداف ثورة التغيير في المستقبل.