قالت مصادر قبلية مطلعة إن طارق الذهب قائد الجماعة المسلحة التي فرضت سيطرتها على مدينة رداع أبدى موافقته على الانسحاب من المدينة مقابل شروط وضعها أمام الحكومة لتنفيذها. وأكد عضو لجنة الوساطة القبلية فهد محمد عون الله ل«المصدر أونلاين» إن اللجنة التي يرأسها الشيخ علي فضل الجبري التقت صباح الثلاثاء بطارق الذهب، وخلال اللقاء وافق الذهب على الانسحاب من المدينة مشترطاً على الحكومة الإفراج عن 15 سجيناً على ذمة القاعدة بينهم شقيقه نبيل الذهب وينتمي جميعهم لمحافظة البيضاء.
وأكد قايد الذهب أحد القيادات المسلحة وشقيق قائد المسلحين طارق الذهب في حديث للمصدر أونلاين صحة هذه المطالب. وقال «نطالب بتطبيق شرع الله وأن يُطلق سراح جميع المساجين الإسلاميين»، ووجه الذهب في حديثه المطول الذي سينشره المصدر أونلاين وقت لاحق، وجه اتهامات لحكومة الوفاق الوطني ب«التخلي عن تطبيق شرع الله»، ووصفها ب«اليهودية». من جهته، أضاف عضو لجنة الوساطة عون الله إن اللجنة تواصلت مع قيادات حكومية وعسكرية بينهم العميد علي بن علي الجائفي قائد لواء العمالقة واللواء أحمد الأشول رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة ووضعت عليها شرط الذهب لكن هذه الجهات وافقت على الإفراج عن شقيق طارق الذهب فقط، بينما رفضت مطلبه بالإفراج عن بقية المسجونين الأمر الذي عرقل تنفيذ الاتفاق. وحول الضمانات التي يمكن توفرها للجنة الوساطة بشأن تطبيق الذهب لعملية الانسحاب في حال أفرجت السلطات عن المسجونين، قال عضو لجنة الوساطة إن لجنة الوساطة اشترطت على الذهب الانسحاب قبل أن تسلمه المسجونين وأنها وضعت لديه سيارتين وما تزال لديه وذلك كضمان لانسحابه من المدينة قبل تسليمه شقيقه السجين. وأوضح إن لجنة الوساطة ما زالت تبذل جهوداً في محاولة للتوصل لحل سلمي وإنهاء حالة السيطرة على المدينة من قبل المسلحين. وكان مسلحون يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة قد أحكموا قبضتهم على أجزاء من مدينة رداع بمحافظة البيضاء مع تزايد نشاط التنظيم الذي يثير قلق الغرب ويسيطر فعلياً على أجزاء من محافظتي أبين وشبوة. ودخل مئات من مسلحي القاعدة إلى رداع مساء السبت الماضي يقودهم القيادي بالقاعدة الشيخ طارق الذهب الذي يمتلك إلى جانب تأثيره الجهادي نفوذاً قبلياً بحكم انتمائه إلى أسرة مشهورة تنتمي إلى قبيلة قيفة.
ويرتبط الذهب أيضاً بعلاقة مصاهرة مع رجل الدين الأمريكي المولد أنور العولقي الذي قتل نهاية العام الماضي بغارة شنتها طائرة امريكية.
وقال شهود وسكان إن أكثر من عشر سيارات «بيك آب» (شاص) تقل مسلحين مدججين بالأسلحة المتوسطة والثقيلة دخلت المدينة دون اعتراض قوات الأمن على مداخلها. ووصل المسلحون إلى مسجد العامرية التاريخي في أول افتتاح له بعد نحو 15 عاماً من أعمال الصيانة والترميم.
وأدى المسلحون صلاة المغرب يوم السبت، واستمعوا بعدها إلى محاضرة لطارق الذهب في المسجد، ثم خرجوا بعد صلاة العشاء وتمركزوا في قلعة العامرية التاريخية.
وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن المسلحين سيطروا يومي الأحد والاثنين على عدة مناطق حيوية في المدينة من بينها إدارة الأمن والسجن المركزي الذي فتح على مصراعيه ليخرج كل من فيه من السجناء المحكومين على ذمة قضايا جنائية بحسبما أكدته مصادر أمنية.