سلسلة مقالات الكاتب الصحفي منير الماوري والمصر على تواصلها مع ان مضمونها قد وصل الى من يعنيهم الامر من اول سطر في اول مقالة, تذكر الجنوبيين بالخطابات المكررة والمستفزة للرئيس المنتهية ولايته على عبدالله صالح والتي تبدأ بالسلام تحية ثم بعباراته الوهمية التي يحسبها الظمآن ماء والعرض السخيف الذي مله الناس عن انجازاته التي لا ترى بالعين المجردة بسبب مواكبتها لتطورات العصر. ولإحساسه بأن ما قاله استهلال محفز لمواصلة ما تبقى من مضمون الخطاب يتقمص للحظة عباءة الناصح والواعظ ثم فجأة ينتقل الى السب والشتم والتخوين والتكفير والتجريح والتشهير والتهديد والوعيد وتكتشف في الأخير ان المغزى من وراء هذه الدوامة الفارغة ان الرجل يريد ان يشرعن لعبارته المستفزة والمشئومة (ابعد من عين الشمس). مضمون خطاب الاثنين صالح والماوري واحد, لأن مصدره من نبع واحد إنما الاختلاف في التفاصيل بسبب اختلاف الوسيلة, صالح يستخدم الصوت والصورة فجاء خطابه موجها لعامة الناس, والماوري يخاطب شريحة خاصة بقلمه الجميل الذي مكنه من التفوق على صالح في سرد تفاصيل عدة ومتنوعة بتنوع زمانها ومكانها ووثائقها ومصادرها وتعقيداتها وبساطتها ,فيها من المغالطات والمفارقات ما ينفع للإثارة فقط ولكن الواقع يسخر منها ويدحضها جملة وتفصيلا, لم يكن مباشرا أو تقريريا مثل صالح ولكنه اراد ان يقول انه متأثر به وظهر ذلك جليا حينما استعار عبارات شق العصا وإثارة الفتن والتهديد والوعيد والويل والثبور وعواقب الامور فعندما تنتهي من قراءة احدى مقالات السلسلة تشعر بألفة مضمونها مع اخواتها وبالتالي تكتشف في الاخير انك لم تقرأ شيئا غير عبارة صالح المستفزة والمشئومة (ابعد من عين الشمس) حتى وقت قريب كان الاعتقاد السائد بين أوساط بعض المتفائلين الجنوبيين ان عبارة (ابعد من عين الشمس) مقولة متطرفة حبيسة القصر الرئاسي ولا تتعدى أسواره وتلبي مشاريع خاصة في نفس صالح وأعوانه, لكن صدى الماوري لصوت قصر صنعاء الرئاسي الذي وصل متأخرا لبعد المسافة بين امريكا واليمن جاء لينسف هذا الاعتقاد من الاساس ويعيد حسابات بعضهم لترتيب أوراقهم من جديد والبحث عن إجابة شافية لسؤالهم الموضوعي هل سلم صالح مشاريع عبارته المستفزة (ابعد من عين الشمس ) لإياد أمينة وهو يغادر اليمن دون رجعة ام ان تطورات أحداث ثورة التغيير قد تجاوزتها مثلما تجاوزته. لم اكن أتصور ان الماوري غير مواكب لتطورات الأحداث في الجنوب حتى يكتب هذه السلسلة من المقالات في موضوع لم يعد محل نقاش وقد تجاوزه الجنوبيون وفقا واتفاقهم وتأكيدهم من ان القضية الجنوبية تخص الجنوبيين وحدهم اينما كانوا وهم المعنيون دون وصاية من احد بتقرير مصيرهم وان الفعاليات الجنوبية في الداخل والخارج تسير على قدم وساق في هذا الاتجاه بغية لملمة الشمل والاتفاق على آلية يحققون من خلالها تطلعات وخيارات شعبهم الجنوبي حتى يتحمل مسئولية تحديد مصير مستقبله بنفسه في قادم الايام وليعلم الماوري ومن والاه ان الجنوبيين لديهم الاستعداد للذهاب الى ابعد من عين الشمس من اجل نيل حريتهم وكرامتهم واستقلالهم. لا الومك على ما كتبته حتى الآن بل وأتوقع منك الأسوأ في قادم الأيام ليس من باب حقك في حرية التعبير وإنما من باب دفاعك عن النفس الإمارة بالسوء ولكني ألوم قادة الجنوب الذين بخلوا على جنوبهم عام 90 بجزء ولو يسير من عواطفهم التي تركوها تميل كل الميل بقضها وقضيضها نحو التوقيع على اتفاقية الوحدة المزعومة حتى انها خلت من نص صريح كان يجب ان يكون حاضرا حسبما هو معمول في اي اتفاق شراكة يعطي الحق القانوني لأي طرف بالانسحاب وفق صيغة متفق عليها وما حدث في جنوب السودان ليس ببعيد مع انه لم يكن في يوم من الايام دولة ذات سيادة وإنما كرمه انفصاله عن الوحدة بشهادة الاعتراف به دوله مستقلة ,هذا ببساطة كل ما في الموضوع يا ماوري وليس له علاقة لا بمغالطات سيدي ابو زيد ولا سيدي ابو عمر فلا داعي امام حقيقة انه كانت هناك دولة في الجنوب ان تستدعي التاريخ والجغرافيا والفيزياء وعلوم البحار وتشغل نفسك بقصة مؤلف قد رحل اما أصحاب الحق باقون فقد قالوا قديما لا يضيع حق وراءه مطالب حتى وان كان ابعد من عين الشمس.