يعكف باحثون في إسكتلندا على تطوير برنامج جديد يترجم فوريا لغة الإشارة إلى نص يمكن قراءته على شاشة الحاسوب. وقال العلماء إن هذه التقنية التي هي الأولى من نوعها في العالم يمكن أن تكون متاحة خلال عام وتمثل تغييرا هائلا في طريقة تواصل الصم وتساعدهم في النجاح في سوق العمل.
وفي هذه التقنية تستخدم كاميرا عادية لتسجيل إشارات أيدي المستخدم والتي يتم تضمينها في برنامج حاسوب ثم تُترجم إلى نص مكتوب كي يستطيع الشخص الذي يتحدث إليه المستخدم قراءة النص دون الحاجة إلى فهم لغة الإشارة.
ويأمل الباحثون الآن تطوير برنامج أساسي، معروف باسم مترجم لغة الإشارة المحمول، إلى تطبيق يمكن استخدامه على الحواسيب العادية والمحمولة واللوحية والهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى.
ويقوم على تطوير هذا البرنامج علماء بجامعة أبردين من خلال شركة تسمى "تكنابلينغ ويمكن استخدامه مع مجموعة من لغات الإشارة المختلفة بما في ذلك لغة الإشارة البريطانية التي يستخدمها نحو سبعين ألف شخص في بريطانيا.
ونظرا لوجود قيود على قدرة لغة الإشارة البريطانية في التعبير عن مفاهيم أو مصطلحات معينة، مثل الكلمات الفنية والعبارات المستخدمة في قطاعات العمل، يمكن أيضا تدريس البرنامج للتعرف على مفردات اللغة الشخصية للفرد.
وقال الدكتور إميستو كومباتانجيلو -محاضر في علم الحوسبة ومؤسس شركة تكنابلينغ- إن هدف هذه التقنية هو تمكين مستخدمي لغة الإشارة من التغلب على تحديات الاتصال التي يمكن أن يواجهوها من خلال تقنية محمولة.
وأضاف كومباتانجيلو أن أحد أكثر الجوانب ابتكارا وإثارة في هذه التقنية هو أنها تسمح لمستخدمي لغة الإشارة بتطوير إشارات خاصة بهم للمعاني والمصطلحات التي يحتاجون إلى وضعها ضمن مفرداتهم اللغوية لكنهم قد لا يتمكنون من التعبير عنها بسهولة باستخدام لغة الإشارة البريطانية.
وأضاف الدكتور جيمس كريستي -أحد الباحثين الذي هو نفسه أصم جزئيا ومستخدم للغة الإشارة- أن مترجم لغة الإشارة المحمول يقلل عائق الاتصال بين الناس االصم بالولادة والناس الذين فقدوا حاسة سمعهم في مرحلة مبكرة جدا من الحياة والناس الذين يفقدون سمعهم والناس الذين يسمعون، وخاصة في المواقف التي تكون وجها لوجه مثل الدروس الخصوصية والعمل الجماعي.