قبل عشر سنوات عندما كنت أدرس العلوم الشرعية ومنها كتب العقيدة , مر علي في كتاب العقيدة الطحاوية للطحاوي رحمه الله مسألة المسح على الخفين!!!..وتساءلت في نفسي وما دخل مسألة فقهية عملية بمسائل فكرية عقدية...ومرت سنوات وأدركت بعدها أن خلافاُ فقهيا بين سنة وشيعة على مسألة المسح على الخفين تجعلت من المسألة تتحول بقدرة قادرٍ اعتقاداُ عند أهل السنة وصارت تُدرس كأصل من أصول الإعتقاد..فقلت في نفسي : سبحان الله أليس من فهم وعقلٍ ولبٍ وتأمل يعيد الأمور إلى نصابها. وتتبعت مسار هذه الظاهرة فوجدته موغلاً في القِدم...المسألة أعتقد وأخطر مما كنا نتصور.. اليوم أجد من يتحدث وبكل جهل وسفهٍ وقلة علم وتقليد أعمى البصيرة قبل البصر عن مسألة كمسألة الخروج على الحاكم الظالم الجائر المعتدي فيصفها مسألةً لا يجوز طرحها فهي محسومة لصالح الظالم الجائر كأصلٍ من أصول الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة..إسم اصبح يدخل ويُدخل فيه ما ليس منه جهلاً وبهتاناً ... فقلت: ألأجل ملكه الجاثم على صدره, من استعبد العباد والبلاد يحول خلافاً فقهياً عملياً إلى مسألة عقدية يُبارز الناس بها ويُفاصلهم بين جنة ونار... أي لعبٍ بالدين هذا وأي تقليدٍ هذا ( إن حسُن الظن في القائل) الذي يَحرِفُ الدين فيضعه عرضة للأهواء ....غير أني أُدرك الآن عِظم ما فعله معاوية رضي الله عنه حين سبب في انحراف مسار الفهم من سياسة تخدم الدين والدنيا إلى دين يخدم السياسة والملك. أجدها لحظةً لا يجوز السكوت فيها لمثل هكذا طرح لا لتحريج و منعٍ للآراء ,ولكن لتبيين الحقائق تلك التي تمتلك أدلةً أنصع من السماء الصافية في رابعة النهار... على رسلكم يا قوم فقد طفح الكيل...إن استغرب البعض من طرحي فانتظروا أياماً فيها يكون الحليم حيراناً والعالم جاهلاً وينطق من لا علم له.. لكن له عمامه...