ما بين معنا أو ضدنا حصر الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن سيء الصيت الحكومات، ولم يترك لها خياراً ثالثا تنأى بنفسها عن حكومته، ومن يقفون ضدها. حينها اتفق الجميع على أنَّ سياسته كانت عدوانية وإقصائية؛ لأنها بكل بساطة حصرت الحكومات في نطاق ضيق، وانتُقدت من الكل. فإما أن تكون معنا أو ضدنا انتقلت إلى اليمن، وتستشفها ممن تختلف معهم في الرأي والفكر والدين وفي الرؤية السياسية. فليس غريبا أن تنتقل إلينا الغريب أن يمارسها أولائك الذين انتقدوها بالأمس. ومن كثرة ممارستها بدأت تنتشر ثقافة الإقصاء حتى غابت عن أدبيات السياسيين ثقافة احترام الرأي الآخر واحتواؤه والعيش معه. هذا الغياب انعكس على أنصار السياسيين وأتباعهم، وقد غُيِّبَ الحياد والموضوعية والمصداقية الثالوث المقدس غُيِّب عن وسائل الإعلام؛ فكان الضحية بين الجميع هو الوطن. متناسين أننا في مرحلة انتقالية توافقية، وليست مرحلة إقصاء المختلفين معنا سياسيا أو فكريا أومذهبيا. ليس من مصلحة أي طرف إقصاء الطرف الآخر تحت أيِّ مبررٍ كان، وبأي وسيلة كانت. فالبلاد كما يعلم الجميع مقبلة على طاولة للحوار الوطني يلتف الجميع حولها من أجل الوطن. صحيح أن الجميع يحتاجون الوطن والوطن يحتوي الجميع. تصبحون على وطن.