قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من أفراد ميليشيا موالية للحكومة في إحدى ضواحي دمشق يوم الأربعاء في حين استهدف انفجار كبير موكبا مرافقا لمراقبي وقف إطلاق النار الدوليين في محافظة درعا الجنوبية. وقال النشط محمد سعيد إن الهجوم الذي وقع في دمشق بالقذائف الصاروخية مستهدفا حافلة تقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها.
وأدى استمرار العنف بعد نحو أربعة أسابيع من توصل الوسيط الدولي كوفي عنان إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلى تحذيرات هذا الأسبوع من الصليب الاحمر وجامعة الدول العربية وعنان نفسه من ان سوريا تنحدر إلى حرب أهلية. وكان اتفاق وقف إطلاق النار جزءا من خطة أكبر تهدف إلى إنهاء الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 14 شهرا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في مارس اذار العام الماضي. وطغت العمليات المسلحة المتزايدة للمعارضين على المظاهرات السلمية في الوقت الحالي.
وقال نشطاء ووسائل إعلام حكومية إن الميجر جنرال روبرت مود كان موجودا في درعا عندما أصاب انفجار سيارات مرافقة لموكب مراقبي الأممالمتحدة.
وقالت قناة الدنيا الموالية للحكومة إن ثمانية من أعضاء قوات الأمن أصيبوا في الانفجار. وأضافت أن الانفجار وقع امام مراقبي الأممالمتحدة لكن لم ترد أنباء عن إصابة أي منهم.
وعلى الرغم من توقف القتال في البداية يوم 12 ابريل نيسان عندما بدأ تنفيذ الهدنة إلا أنها لم تتماسك. ولم يتوقف القتال في سوريا على الرغم من انتخابات برلمانية أجريت يوم الاثنين روجت لها الحكومة باعتبارها ركيزة أساسية في مسار الإصلاح لكن المعارضة رفضتها ووصفتها بأنها زائفة وقاطعتها.
وإلى جانب مهمة وقف إطلاق النار والمراقبة تدعو خطة عنان أيضا إلى السماح بدخول الصحفيين بلا قيود وتوصيل المساعدات الإنسانية وإجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة. ووصل حتى الآن 60 من بين نحو 300 مراقب ومن المتوقع أن يكتمل الفريق بحلول نهاية مايو ايار.
وقال سكان لبنانيون في بلدة القاع الحدودية إن القوات السورية أطلقت النار عبر الحدود على لبنان اليوم مما أسفر عن مقتل عجوز عمرها 75 عاما وإصابة ابنتها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن رجلا قتل وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات عنيفة في محافظة إدلب الشمالية. وسمع مراسل لرويترز في محافظة إدلب دوي إطلاق نار طوال الليل.
ووردت أنباء أيضا عن اشتباكات عنيفة في مدينة حماة وفي دير الزور حيث يقول سكان إن القوات الحكومية قامت بمداهمات وعمليات اعتقال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فردين من الأمن قتلا كما قتل مسلحون مجهولون رجلا آخر.
وعرض المبعوث السوري في الاممالمتحدة بشار جعفري أمس الثلاثاء قرصا مدمجا قال إنه يحتوي على اعترافات من 26 مقاتلا عربيا ضبطوا في سوريا وجاءوا من ليبيا وتونس ودول أخرى عبر تركيا ولبنان للإعداد لأعمال "إرهابية" في سوريا.
وأضاف أن القوات السورية قتلت 15 مقاتلا أجنبيا آخرين وحث السعودية وقطر وتركيا على التوقف عن دعم الجماعات المسلحة.
وهدد العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر باستئناف الهجمات على القوات الحكومية قائلا إنه لم يعد بإمكانه التزام الصمت بينما يستمر قمع الحكومة للاحتجاجات.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط نقلا عنه "لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لم نعد قادرين على التحمل والانتظار.. في وقت لا تزال فيه عمليات القتل والاعتقال والقصف مستمرة رغم وجود المراقبين الذين تحولوا إلى شهود زور."
وأضافت للصحيفة "كما أن شعبنا يطالبنا بالدفاع عنه في ظل عدم اتخاذ مجلس الأمن أي خطوات جدية وإعطائه فرصة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم."