قتل مدني مساء اليوم الجمعة في اشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن والجيش أثناء مداهمة القوات الحكومية لشارع رئيسي في مدينة عدنجنوب اليمن. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن القوات معززة بمدرعات اقتحمت في الصباح الباكر الطريق الرئيسي في مديرية المنصورة وأعادت فتحه أمام المارة بعد أكثر من عام على إغلاقه مع اندلاع الثورة ضد نظام علي عبدالله صالح. وتقع في الشارع ذاته ساحة الشهداء التي كانت عبارة عن موقف للسيارات، وسقط فيه أول شهيد في الثورة، ولاحقاً أعلن تكتل 16 فبراير الذي يدير الساحة ولائه للحراك الجنوبي المطالب باستقلال جنوب اليمن. وذكرت مصادر طبية وسكان ان اشتباكات اندلعت بعد عصر اليوم بين قوات الأمن ومسلحين ما أدى إلى مقتل شاب صادف مروره بالقرب من المكان، حيث أسعف إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وأضافت أن الاشتباكات وقعت في شوارع فرعية قريبة من الساحة واستخدمت فيها أسلحة مختلفة، من بينها قذيفة «آر بي جي» أصابت مدرعة عسكرية ما أدى إلى إصابة خمسة جنود، كما أصيب أكثر من عشرة مسلحين في المواجهات. وما يزال التوتر يسود مديرية المنصورة بينما تندلع اشتباكات متقطعة حتى كتابة هذا (الساعة ال8 مساءً). وقامت بعض العناصر خلال الساعات الماضية بنهب وإحراق عدد من المحلات التجارية الصغيرة في المنصورة والتي يعمل فيها مواطنون ينتمون إلى محافظات الشمالية، في عمليات انتقامية على فتح قوات الأمن للشارع الرئيس في المديرية. إلى ذلك، نفى قيادي في الحراك الجنوبي السلمي علاقة الحراك بالأحداث التي تشهدها مديرية المنصورة، مؤكداً أن نضال الحركة الوطنية الجنوبية سلمي وينبذ العنف. وقال أديب العيسي ل«المصدر أونلاين» إن نشطاء تكتل ثورة 16 فبراير كانوا قد اجتمعوا الأسبوع الماضي واتفقوا على فتح الشارع الرئيسي، لكن «مسلحين» أكد أن معظمهم ينتمون إلى خارج مدينة عدن عارضوا ذلك القرار وعملوا على عرقلته. وأشار إلى أن أهالي شهداء الثورة متمسكين بمطالبهم في ضرورة محاسبة المتسببين بقتلهم العام الماضي. وقال العيسي، وهو ناشط في تكتل ثورة 16 فبراير، إن «قضية الجنوب ليست مرتبطة بشارع»، وان على الحكومة أن تحل مشكلة المنصورة وفتح الطريق بأسلوب أفضل وليس بطريق العنف والقوة. ويأتي فتح طريق المنصورة بعد نحو شهر من فتح الشارع الرئيسي في المعلا إثر حوارات أجرتها السلطات المحلية المحتجين هناك. وأجرت السلطات أيضاً حوارات لفتح شارع المنصورة في سعي حكومي لتهيئة الأجواء لإجراء مؤتمر الحوار الوطني الذي ستشارك فيه الأطياف اليمنية، والذي سيعقد خلال الأشهر المقبلة. ويأتي هذا أيضاً فيما رفعت الخيام بأطراف ساحة التغيير في صنعاء، في خطوة هدفت لتخفيف ثقل الساحة وفتح بعض الطرقات هناك.