وصف سعيد شمسان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح يوم 21 فبراير 2012م بأنه كان يوماً فارقاً في حياة اليمنيين جميعاً كونه أخرجهم من عنق الزجاجة وشكل توافقا حظي برضى جميع الاطراف المعنية وباركته القوى الإقليمية والدولية. وأضاف في حوار نشرته صحيفة «26سبتمبر» بأنه لا يوجد بديل عن الحوار وتنفيذ المبادرة الخليجية بكل بنودها وان الأجواء أصبحت مهيأة لمشاركة جميع الاطراف السياسية في الحوار في الداخل والخارج.. مشيراً الى ان الشراكة في الحوار يجب ان تتناسب مع موقع الشباب وحجمهم كونهم من اشعل شرارة الثورة. وقال إن اتهام التجمع اليمني للإصلاح بالهيمنة ظلم واجحاف في حقه لأنه جزء لا يتجزأ من اللقاء المشترك وشركاؤه ولا ينفرد بأي موقف دون التشاور معهم وموافقتهم. وأشاد بالانتصارات التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظتي أبين وشبوة مؤكداً أن الجيش عندما امتلك إرادته حقق هذه الانتصارات العظيمة التي أعادت له هيبته كجيش وطني.
المصدر أونلاين يعيد نشر نص الحوار الذي نشرته صحيفة 26 سبتمبر الصادرة عن وزارة الدفاع.
حاوره: أحمد ناصر الشريف سؤالنا الأول يتعلق بواقع ما بعد 21 فبراير 2012م.. كيف تراه؟ وهل المشهد السياسي قد استوعب الاستحقاقات السياسية والوطنية؟ 21 فبراير 2012م كان يوماً فارقاً بالنسبة لليمنيين وبالذات للثورة اليمنية والثوار الذين خرجوا من أجل التغيير بعد ان ضاقوا ذرعاً بما كان يحدث من ظلم وعسف وأساليب القمع التي اتبعت في الفترة السابقة ومورست ضدهم والتي اوصلت كل اليمنيين الى مرحلة من مراحل الإحتقان نتج عنها قيام ثورة الشباب المباركة التي ما تزال احداثها تتوالى حتى هذه اللحظة.. واعتقد ان اليمنيين قد خرجوا من عنق الزجاجة من خلال 21 فبراير 2012م بتوافق حظي برضى الأطراف المعنية داخلياً وباركته القوى الإقليمية والدولية. هناك من يظن ان التجمع اليمني للإصلاح له حساباته الخاصة تتجاوز كثيراً حسابات شركائه في اللقاء المشترك.. لماذا؟ اعتقد ان مثل هذا الطرح فيه ظلم وإجحاف في حق التجمع اليمني للإصلاح.. التجمع اليمني للإصلاح هو احد الشركاء الفاعلين في اللقاء المشترك وهو لا ينفرد بأي موقف.. وقد اثبتت التجارب والمواقف في الفترة الماضية صحة ما نقول: بان التجمع اليمني للإصلاح كل لا يتجزأ من اللقاء المشترك ولا ينفرد باي موقف.. فالقضايا الوطنية ذات الاهتمام المشترك بالنسبة للتجمع اليمني للإصلاح موقفه منها هو موقف اللقاء المشترك. يتردد ان المرحلة الجديدة تفرض على المكونات السياسية ان تغير من خطابها وان تطوره في اطار بناء شراكة وطنية اين انتم من هذه الرؤية التصورية؟ حقيقة هذه قناعة لدينا في التجمع اليمني للإصلاح وقد ارسينا مداميكها مع شركائنا في اللقاء المشترك والشركاء الآخرون سواءً من خلال اللجنة التحضيرية للحوار الوطني او المجلس الوطني لقوى الثورة.. اليوم نريد ان نقول ونرسل تطمينا للجميع ان عملنا في اللقاء المشترك هو قائم على ارساء مبداء الشراكة الحقيقية لقضايا الوطن بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. ماذا عن دوركم كحزب وقوى سياسية في دعم الحوار الوطني وانجاحه؟ نحن حاضرون مع كافة الشركاء في اللجان سواءً الرئاسية او الوزارية واي خطوة من هذا القبيل نتبناها كلقاء مشترك وليس كتجمع يمني للإصلاح.. ومن هنا نحن نسعى بكل جهد مع شركائنا سواءً اللقاء المشترك وشركاؤه ام اللقاء المشترك مع المؤتمر الشعبي وحلفاؤه من اجل انجاح موضوع الحوار لأننا نعتبره الحلقة الثانية بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي اجريت في شهر فبراير التي نعول عليها كثيرا لإخراج اليمن إلى بر الأمان. لكن ماذا عن رؤيتكم لإنجاح الحوار؟ رؤيتنا هي ضمن رؤية اللقاء المشترك.. لدينا رؤية حول القضايا المطروحة سواءً القضية الجنوبية او قضية صعدة او القضية الاقتصادية وانتقال السلطة وإصلاح المنظومة الانتخابية ابتداءً باللجنة العليا ومروراً بقانون الانتخابات وانتهاء بالسجل الانتخابي.. كل هذه المفردات محل رؤية موحدة في إطار اللقاء المشترك. ما تعليقكم على ما يقال بان هناك صفقة سياسية للتجمع اليمني للإصلاح مع الاحزاب المؤثرة في الساحة اليمنية؟ اعتقد ان موضوع الصفقات لم يعد لها حيزاً في الحياة السياسية اليمنية في المرحلة الراهنة .. اليوم هناك توافقات.. فاللقاء المشترك وشركاؤه هذه وجهة نظرهم حول هذا الموضوع .. وعلينا ان نتوافق مع شركائنا الآخرين المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه حول مجمل القضايا الوطنية. لكن يقال ان هناك هيمنة من قبل الإصلاح على اللقاء المشترك؟ انا اعتقد ان هذه مقولة تدحضها الحقائق الموجودة على واقع الممارسة .. نحن في اللقاء المشترك عملنا مؤسسي فهناك مجلس اعلى وهيئة تنفيذية وهناك لجان متخصصة يتم التبادل الدوري لرئاستها.. نحن عملنا اليوم عمل مؤسسي ونتطلع للعمل المؤسسي على مستوى الدولة ومن المنطقي ان نبدأ بترسيخ هذا المبدأ في إطارنا نحن كلقاء مشترك وفي هذا السياق فقد تم خلال اللقاء الدوري للمشترك هذا الأسبوع نقل رئاسة المشترك الى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري لأن دورة التجمع اليمني للإصلاح انتهت كرئيس للقاء المشترك وانتهت دورة الوحدوي الناصري كرئيس للهيئة التنفيذية والتدوير يتم كل ستة أشهر.. تواجدكم في الخارطة السياسية والجغرافية تفرض عليكم مواقف تؤدي الى صدامات بسبب مواقف سياسية.. مثل صراعكم مع الحراك الجنوبي.. هل هي ضريبة الديمقراطية؟ ما ادري ماذا تعني بقضية صراعنا هل نحن كإصلاح ام كمشترك .. اذا كان الأمر متعلق بالتجمع اليمني للإصلاح فليس هناك اي صراع بيننا وبين الحراك في المحافظات الجنوبية على الإطلاق.. ونحن نؤكد ذلك انه لا يوجد صراع. وكذلك في اللقاء المشترك ليس بينه صراع وبين الاخوة في الحراك الجنوبي.. بل بالعكس نحن في اللقاء المشترك وفي التجمع اليمني للإصلاح دعمنا مطالب الحراك الجنوبي منذ الوهلة الأولى وتابعنا قضاياهم ومعتقليهم وكل القضايا المتعلقة بإخواننا في المحافظات الجنوبية.. اللقاء المشترك ظل يناضل من اجل حقوقهم ومتابعة مطالبهم واخراجهم من السجون وكان للقاء المشترك دور مشهود في هذا الاتجاه. لكن وسائل الإعلام التابعة للتجمع اليمني للإصلاح تغلب التصادم مع قضايا الحوثيين على القضايا الوطنية الكبرى؟ اعتقد ان هذه قضية ينبغي ان يوضع لها محددات بدقة.. صحيح هناك تراشقات اعلامية.. لكن الأهم ان هناك تواصل ولقاءات بين التجمع اليمني للإصلاح وبين الإخوة الحوثيين وما زالت هذه اللقاءات مستمرة حتى هذه اللحظة. لاشك ان الشباب وانت تعلم نزوة الشباب.. يحصل بعض الاحيان اختلافات وتباينات في وجهات النظر.. ونحن في الاصلاح واخواننا الحوثيين نحاول معالجة هذه القضايا أولاً بأول حتى لا تتفاقم ولا تكون لها مسارات غير مرغوبة وغير محمودة من قبل الطرفين. الانتخابات المزمع اجراؤها عام 2014م هل فكرتم كيف ستدخلونها وماذا عن تنافسكم مع شركاؤكم في اللقاء المشترك؟ هناك جملة من المعطيات تطرح نفسها قبل موعد الاستحقاق الانتخابي ونحن اليوم مع شركائنا جميعاً في اللقاء المشترك والشركاء الآخرون نسعى من اجل تهيئة الملعب الانتخابي للانتخابات القادمة من خلال الإصلاحات للمنظومة الانتخابية التي سبق وأشرت إليها سواءً المتعلقة بتشكيل اللجنة العليا او السجل المدني او السجل الانتخابي او قانون الانتخابات او غيرها من القضايا المتعلقة بالانتخابات لأنه حقيقة ينبغي ان نفهم وان نستوعب اللحظة الفارقة التي نعيشها وان اليمنيين يعولون على الانتخابات القادمة الكثير باعتبارها ستكون نقطة الانطلاق للتغيير الحقيقي في اليمن.. ومن هنا نحن وشركاؤنا على مسافة واحدة من هذه القضايا كلها.واعتقد ان المشترك ستكون له رؤية موحدة إزاء الانتخابات القادمة . بعض الإطراف تدعوا الى مؤتمر وطني خارج اليمن مناصفة بين الشمال والجنوب.. ما موقفكم من هذه الدعوة؟ لم تعد هذه الدعوة مطروحة في اللحظة الراهنة.. اليوم اليمنيون جميعاً يشعرون بمسؤوليتهم أكثر من أي وقت مضى ولجنة الاتصال الرئاسية تتحرك على قدم وساق في كل الاتجاهات وآخرها كان لقاءها بمعارضة الخارج في القاهرة وتوصلوا الى اتفاق حول بعض القضايا المتعلقة بالمشاركة في الحوار داخل اليمن.. ليس هناك من دعوة للحوار خارج اليمن ولم يعد مقبولاً لدى الجميع.. لان اليمنيين اليوم اصبحت امامهم الأمور مهيئة والظروف مناسبة وهذا ما كانوا يطالبون به في السابق بانه لابد من تهيئة الظروف حتى يشارك اليمنيون داخل اليمن في الحوار الوطني. اليوم تهيأت الظروف وصارت القناعة لدى الكثير من الأطراف بضرورة المشاركة في الحوار تغليبا للمصلحة الوطنية العليا. معنى ذلك انكم متفائلون بنتائج اللقاء مع معارضة الخارج؟ نعم نحن متفائلون.. وحتى الاخوة الحوثيون وافقوا على المشاركة في الحوار وهناك بعض المكونات في الحراك الجنوبي وافقت على المشاركة وعليه اعتقد بوجود تقارب كبير بين كل الاطراف. ماذا عن علي سالم البيض؟ علي سالم البيض كما سمعنا وكما جاء في وسائل الاعلام المختلفة انه تم الإتصال به من قبل الاخ رئيس لجنة الاتصال الرئاسية الدكتور عبدالكريم الإرياني مرة ومرتين ولم يرد.. لكن قبل ان تسافر اللجنة الى الخارج علمت انهم سيحاولون الإتصال به وسيعرضون عليه المشاركة باعتباره يمني ومن حقه ان يشارك في الحوار الوطني الذي لا يستثني احد . هل صحيح ان علي ناصر محمد وحيدر العطاس وافقوا على العودة الى اليمن؟ هذا ما سمعناه والمؤشرات تدل على ذلك. كيف تقرأون في حزب التجمع اليمني للإصلاح تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. وهل انتم راضون عما تحقق الى الآن؟ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي العقد الجمعي لليمنيين بعد ان تم التوقيع عليها من جميع الأطراف ولذلك نحن نعمل مع جميع الشركاء من اجل تنفيذ هذه المبادرة لانه ليس امامنا من خيار مطروح في هذه اللحظة إلا تنفيذ المبادرة الخليجية بكل بنودها وبكل محتوياتها التي تبدأ بنقل السلطة وتوحيد الجيش ثم بعد ذلك هيكلته والنقطة الرئيسة الثالثة هي اجراء الحوار الوطني في موعده المحدد يشارك فيه جميع اليمنيون على قدم المساواة ويطرحون قضاياهم على طاولة الحوار.. يتفاهمون ويتحاورون ويتوصلون الى نتائج تخرج اليمن من كل ازماته التي مر بها في الفترات السابقة والسنوات الماضية ولايزال يعاني منها وحتى يتمكن اليمنيون من بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة المتساوية بحيث يكون الجميع متساوون في الحقوق والواجبات.. هذا هو مانسعى مع شركائنا لتحقيقه في مؤتمرالحوار الوطني إن شاء الله خلال الفترة القادمة. ما طبيعة الصعوبات التي تتسبب في إبطاء تنفيذ المبادرة الخليجية؟ التخوفات لدى بعض الأطراف هي إحدى الصعوبات التي تقف امام هذه العملية.. لكننا الآن من خلال اللقاءات ومن خلال التواصل مع هذه الأطراف تقريباً بدأت تتضح الصورة شيئاً فشيئاً لأن الجميع صار يدرك أهمية المرحلة وإنهم جميعاً مسئولون عن اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره.. ومن هذه المنطلقات اعتقد جاءت الموافقات للمشاركة للحوار في المؤتمر المزمع عقده خلال الفترة القادمة. هل تتفقون مع مطالب الساحات بان تكون مرجعية الحوار أهداف الثورة الشعبية السلمية؟ بالتأكيد وباعتبار أنها مطالب مشروعة.. ولطالما أنها مطالب مشروعة فينبغي ان تكون محل قبول من قبل الجميع في مؤتمرالحوار القادم وهي حقيقة لا تبتعدً عن كونها مطالب موضوعية. بما ان الشباب أصلا هم أصحاب المصلحة الأولى في الثورة اين سيكون دورهم في الحوار الوطني؟ الشباب موجودون وسيكونون في مقدمة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني.. وحالياً اللجنة الوزارية للتواصل عقدت العديد من اللقاءات معهم وأنجزت بعض المهام ولم يتبقى إلا القليل.. هناك تقريباً مجموعات او عدد من المحافظات سيتم التواصل معها والنزول الى ساحاتها لاستكمال الخطوات المطلوبة حتى يكون هناك شراكة تتناسب مع موقع الشباب وحجمهم فقد كانوا فعلاً هم الشرارة الحقيقية لانطلاقة الثورة اليمنية سقط منهم المئات من الشهداء وآلاف الجرحى رجالاً ونساءً شبابا وشيوخا ولذلك اعتقد ان الخطوات التي تمت رغم محاولات البعض الالتفاف عليها هي خطوات ممتازة.. وان ماطرحته اللجنة التنظيمية وبعض مكونات الساحات الشبابية من تحفظات كان صحيحاً والمتمثلة في انهم وجدوا اناس ممن كان لهم ارتباط بالنظام السابق وممن هم متهمون بقتل الشباب في الساحات يحاولون التسلل الى مؤتمر الحوار والالتفاف على مطالبهم وهذا ما جعلهم يعترضون على بعض الإجراءات من قبل أعضاء اللجنة الرئاسية الفرعية الذين أكدوا لاحقاً في تصريحات لهم بانهم سيعيدون النظر في بعض الخطوات الإجرائية الخاطئة وتصحيحها وبعض واستبعاد المسميات والمكونات التي هي خارجة عن إطار الساحات الثورية وكانت بعيدة عنهم وليسوا موجودين حتى بين مكونات الساحات وهذا قد طمأن الشباب.. ومن هنا اعتقد انه سيتم تصحيح الإختلالات في الإجراءات والخطوات القادمة. ما تعليقكم على ما يقال بأن القوى السياسية قد احتوت الثورة الشبابية وجيرتها لصالحها وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح؟ اعتقد ان مثل هذا الطرح لا يعدو عن كونه شماعة البعض يحلو له ان يرددها وصارت اسطوانة مشروخة.. اليوم التجمع اليمني للإصلاح مع اللقاء المشترك لا يخطوا خطوة إلا بالتوافق وايضاً هناك مكون اوسع ينتظم فيه جميع القوى الثورية يتمثل في المجلس الوطني لقوى الثورة ولا يتم اتخاذ اي خطوة منفردة من اي طرف بل يتم التوافق وعند اتخاذ اي خطوة من قبل هذه المكونات يتم التعاطي معها من جميع الاطراف بمسؤولية عالية وبنفس الحماس .. ومن هنا اقول ليس هناك طرف ينفرد باي خطوة على الاطلاق. التجمع اليمني للإصلاح وكل مكونات اللقاء المشترك لم يدعوا انهم هم الذين قاموا بهذه الثورة بل بالعكس هم يكنون كل التقدير والإحترام لشباب الثورة ولكل شباب الساحات الذكور والإناث لأنهم هم أول من اشعلوا الشرارة الأولى للثورة وكان اللقاء المشترك داعم لهذه الخطوات التي قام بها الشباب منذ الوهلة الأولى.. ومسألة ان أحدا يريد ان يلعب ببهلوانات معينة ويحاول الالتفاف على الثورة فهذا الكلام لم يعد مقبولاً ولا اعتقد ان يكون له محل من الإعراب، بل بالعكس اليوم الناس جميعاً يشعرون بأهمية دعم الشباب الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم وسقط منهم الشهداء والجرحى.. ينبغي ان يأخذوا حقهم ووضعهم الحقيقي في اي خطوة قادمة لبناء اليمن الجديد. ألا ترون بان حكومة الوفاق الوطني لم تلبي احتياجات المواطنين في الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات للناس حتى الآن؟ حكومة الوفاق الوطني حاولت ولازالت جاهدة بكل ما أوتيت من قوة وبكل ما أوتيت من وسائل ان توفر الخدمات وتحقق العدل والأمن للمواطن اليمني.. لكننا نعتقد في ذات الوقت ان هناك كثير من العقبات وان هناك من لا يزال يعمل بهدف التخريب ووضع العراقيل امام الحكومة.. ومن هنا اعتقد ان قرار مجلس الأمن 2051 جاء في هذا السياق ومما ورد فيه: نرفض اي محاولات لإعاقة اعمال وقرارت الرئيس هادي والحكومة وانه يجب على الجميع الإمتثال لهذه القرارات وتنفيذها وان مجلس الأمن سيتخذ الاجراءات القوية والصارمة وتنفيذ العقوبات ازاء كل من يقوم بعرقلة هذه الخطوات التي تقوم بها الرئيس وحكومة الوفاق الوطني. لماذا تحمل حكومة الوفاق الوطني الاخفاقات من قبل طرف معين ونصف اعضاؤها من المؤتمر الشعبي العام؟ ينبغي ان نصحح المفاهيم.. اليوم ليس هناك ممثلين في الحكومة للقاء المشترك وشركاؤه وممثلين للمؤتمر الشعبي وحلفاؤه هذا الكلام قد حسم.. نحن اليوم أمام حكومة وفاق وطني فهي مسؤولة عن النجاحات والإخفاقات مجتمعة.. هذه الحكومة مسؤولة عن كل قراراتها وعن تنفيذ برنامجها الذي اخذت عليه التفويض من مجلس النواب بمعنى ان الاعمال اليوم كلها توافقيه.. وينبغي ان يعمل الجميع من اجل انجاح كل الخطوات والاجراءات اللازمة لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. كيف تقيمون تعامل الرئيس عبدربه منصور هادي في الظروف الحالية.. وهل استطاع ان يتجاوزها؟ اعتقد ان الرئيس عبدربه منصور هادي قد حقق نجاحاً كبيراً وما تم تحقيقه في الفترة السابقة دليل كافٍ على هذه الحقيقة.. الأمور تسير بوتيرة عالية والتغيير يسير بحسب الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ، و يتوافق معها. النجاحات ملموسة وتشاهد على ارض الواقع واعتقد ان المرحلة القادمة ستشهد جملة من النجاحات في مختلف الاتجاهات ولم يتبقى إلا اللمسات الاخيرة عليها ومنها مؤتمر الحوار الوطني وفي تقديري ان الناس يشعرون بمسؤوليتهم التاريخية من اجل الحفاظ على اليمن واستقراره ومن اجل بناء اليمن الجديد.. التحدي الأكبر اليوم الذي ينبغي التأكيد عليه هو التحدي الاقتصادي والتحدي الأمني وعلى الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم حتى نتمكن من التغلب على هذه التحديات وتجاوزها.. فالوضع الاقتصادي غير مشجع بالنسبة لنا ومن هنا جاءت القرارات المتلاحقة سواء من اصدقاء اليمن او المتوقعة من قبل المانحين والأمم المتحدة والدول والمنظمات تحذر وتنذر بان هناك عواقب وخيمة قد تطال الشعب اليمني اذا لم يتم اتخاذ خطوات في دعم الاقتصاد اليمني لان مستوى نسبة الفقر صار يتغول في اليمن ويتفشى بشكل مريع واذا ما نجحنا في التغلب على المشكلة الاقتصادية نكون فعلاً قد تغلبنا على احد المعوقات الحقيقية التي تقف امام قرارات ومتطلبات المرحلة الانتقالية. كنتم قد طالبتم بان تجري اولاً هيكلة القوات المسلحة ومن ثم يتم الحوار.. لكن هناك من يعترض على هذا الطرح.. نريد معرفة رؤيتكم في هذا الجانب؟ يمكن ان تسير الهيكلة والحوار جنباً الى جنب.. بل ان الهيكلة تحتاج الى وقت طويل لكن الشيء المتفق عليه انه لابد من توحيد الجيش ولابد من تغيير الفاسدين والقتلة وتغيير من هم السبب الحقيقي للإحتقانات القائمة اليوم والتي تقف حجر عثرة أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. اين يكمن موقف حزب الاصلاح من الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة واللجان الشعبية في محافظتي ابين وشبوة على من يسمون انفسهم بانصار الشريعة؟ هذه الانتصارات صارت محل اعجاب الجميع في الداخل والخارج سواءً على مستوى الرأي العام الداخلي او الخارجي.. فهذه الانتصارات كشفت حقيقة وبشكل واضح ان هذه المجاميع المسلحة كان يقف خلفها بعض اركان النظام السابق.. واليوم افتضح امرهم امام الرأي العام الداخلي والخارجي.. الإنتصارات هذه قدمت الأدلة على مصداقية هذا الطرح وصار المجتمع الإقليمي والدولي والمحلي يدرك هذه الحقيقة.. والحقيقة الثانية لما توفرت الإرادة الوطنية للجيش تمكن من تحقيق تلك الانتصارات ان اللقاء المشترك من خلال بياناته وتصريحاته قد أعلن تأييده بشكل قاطع للجيش اليمني الوطني بما حققه بهذا الشأن. ما الدور الذي ينبغي ان يقوم به حزب الإصلاح في تنوير وتوعية المجتمع من مخاطر الإرهاب واعمال تخريب الكهرباء وغيرها؟ التجمع اليمني للإصلاح حدد موقفه من هذه القضايا سواءً بشكل انفرادي او بشكل جمعي مع اللقاء المشترك بل ان اللقاء المشترك منذ وقت مبكر دعى هذه الجماعات الى ان تترك السلاح وان ليس امامها إلا خيار الحوار وعليهم ان يتركوا السلاح وفي هذا الصدد اللقاء المشترك يرفض استخدام السلاح من اي جهة كانت ولا يوجد غير الحوار سبيلاً لطرح كل طرف ما يريده على طاولة الحوار وان يخرج اليمنيون بصيغة توافقية حول مجمل القضايا المطروحة سواء القضية الجنوبية او قضية صعده او القاعدة و انصار الشريعة او المشكلة الاقتصادية او الجانب الدستوري والسياسي او الانتخابي كل هذه المفردات تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية واعتقد ان الخطوات الإجرائية من خلال مؤتمر الحوار الوطني القادم وسيتم التعاطي مع كل هذه القضايا بروح مسؤولة ووطنية عالية ويتوصل الجميع من خلالها الى وضع معالجات لكل قضية من هذه القضايا. الى ماذا تعزو بروز التيارات الإسلامية من خلال ثورات الربيع العربي وتصدرها للمشهد السياسي؟ هذا دليل على ان الحركات الإسلامية كان لها حضور في المجتمعات العربية والواقع اليوم يشهد بذلك وما أفرزته الانتخابات في تونس ومؤخراً في مصر وبعض المؤشرات التي يتم تداولها اليوم في اليمن وفي بعض الدول العربية يؤكد فعلاً ان الحركات السياسية الإسلامية كان لها حضور في أوساط الشعوب العربية وجاءت هذه النتائج بعد ثورات الربيع العربي لتؤكد ذلك. هل تعتقد انهم قادرين على تحمل مسؤولية الحكم وان يحققوا نجاحاً يكتسبوا من خلاله ثقة الشعوب العربية؟ الحركات الإسلامية اليوم تقف أمام منعطف خطير اما ان تحقق نجاحات في إدارة الدولة وهذا سيمكنها أكثر في المرحلة القادمة.. اما اذا شاب عملها نوع من القصور او الإخفاق فان القرار الأول والأخير سوف يكون بيد الشعوب فهي التي تحدد طبيعة النجاح والفشل بإرادتها الحرة ومن خلال تصويتها في الانتخابات وعندما تكون النتائج ايجابية يلمس اثرها الناس فإن هذا سيعزز حضور اي طرف وان كانت النتائج سلبية فإن الشعوب ستقول كلمتها في هذا الجانب. التمترس وراء الشعارات أحيانا يؤدي إلى ارتكاب أخطاء كثيرة تؤثر على الحزب نفسه مثلما حصل في انتخابات الجولة الأولى حينما قدم الإخوان الدكتور مرسي على انه مرشحهم وليس مرشح الثورة؟ نعم حصلت بعض الأخطاء ولكن هي أخطاء نسبية وليست مطلقة لكن اعتقد انه من خلال المتابعة لأطروحات الحركات الإسلامية وبالذات في مصر كنموذج اعتقد ان الرسائل التي وجهها الرئيس المنتخب الدكتور مرسي قد وصلت بشكل واضح الى جميع القوى والأطراف داخل مصر سواءً الأقباط او المرأة او منظمات المجتمع المدني وهذا الذي شاهدناه في الأيام الأخيرة من خلال الإجماع الوطني بميدان التحرير بالقاهرة. وجعل هذا الاجماع يؤكد على نجاح الثورة والخروج من عباءة النظام السابق بكل مخلفاته، لقد وصلت رسائل حزب الحرية والعدالة بشكل واضح ودقيق ، ويبقى الآن الممارسة والتنفيذ على أرض الواقع وهو التحدي الذي يجب على حزب الحرية والعدالة ان يقف أمامه بمسؤولية في الأيام القادمة ونتمنى ان يتم التوافق بين جميع الأطراف على مجمل القضايا في مصر. الا ترى بان حصول مرشح النظام السابق احمد شفيق على نسبة كبيرة من أصوات الناخبين قد اخاف الناس؟ هذه قضية يجب ان نتجاوزها لان هناك ملابسات كثيرة وهناك علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع ويكفي ان نقول ان السجلات المصرية الماضية تشوبها كثير من علامات الاستفهام سواءً في موضوع التكرار او السن او في موضوع الوفاة ولجنة الانتخابات اشارت الى بعض هذه الحقائق بشكل غير مباشروهناك البطاقات المسودة وقد تم التنبه الى مثل هذه القضايا في جولة الإعادة وكان الذين يقومون بضبط مثل هذه المخالفات هم ممن ينتسبون الى حزب الحرية والعدالة فكانوا يقبضون على المخالفين الذين كانوا يحاولون العبث بالعملية الانتخابية ويسلمونهم للجهات المختصة. ان قضية احمد شفيق ظاهرة يجب ان يقف الناس امامها ولكن في تقديري ان الشعب المصري استطاع فعلاً ان يجتاز هذه اللحظة ويكفينا ان نقول ان الثورة المصرية انتصرت وان تأثيرها سيكون كبيراً على المستوى الداخلي في مصر وعلى مستوى ثورات الربيع العربي خارج مصر ايجابا او سلباً وان كنا نغلب التفاؤل. هل تعتقد ان ما حصل في مصر يشكل درساً يمكن ان تستفيد منه الحركات الإسلامية في الوطن العربي؟ بالتأكيد.. بل ينبغي على الحركات الاسلامية ان تقرأ ما حصل في مصر قراءة مستوعبة وان تحلل ما حصل في مصر بشكل دقيق وان تقيمه تقييماً علميا وموضوعياً وتقف على الايجابيات وعلى السلبيات وان تعمل بكل جد من خلال تصوراتها ورؤاها لتجاوز السلبيات وان تعزز ما جاء في الجانب الايجابي. لماذا غاب دور المثقف في ثورات الربيع العربي.. وهل صحيح ان المثقفين مستقطبون من قبل السلطات؟ اعتقد ان المثقف العربي كان حاضراً بصورة او بأخرى.. في جميع فعاليات هذه الثورات والميادين شهدت بذلك.. ونستشهد بما حصل في مصر لقد كان جميع الوان الطيف المصري موجوداً في ساحات الثورة وميدان التحرير تحديداً وكذلك في اليمن فقد كانت ساحة التغيير بصنعاء والساحات الاخرى في المحافظات فيها التنوع والتجديد والرؤى المتباينة والمختلفة.. اعتقد ان كل الاطراف والمكونات والمنظمات ومنها المثقفون والمبدعون كانوا حاضرين في ساحات الثورة وكان لها اسهامات مقدرة في انجاح ثورات الربيع العربي.
