قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي إن ثورة الشباب السلمية لن تكتمل إلا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية وإقامة انتخابات برلمانية ورئاسية. وأوضح اليدومي في حوار بثه تلفزيون سهيل اليوم السبت ان الثورة حققت جزءاً من أهدافها بخلع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعدد من قيادات نظامه، «وأن المرحلة القادمة ستشهد تحقيق باقي أهداف الثورة»، مضيفاً «الثورة مستمرة وقد حققت بعض أهدافها وهناك بعض الأهداف لم تتحقق بعض».
وعن الأنباء عن استعداد أحمد نجل صالح للترشح للانتخابات الرئاسية، قال اليدومي نموذج «احمد شفيق (المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة المصرية) غير موجود في اليمن ولا يمكن ان تكون نتيجة الثورة ان يأتي جلادهم وقاتلهم أن يحكم البلاد من جديد، وهذه قصص إعلامية هزلية» ونفى رئيس الإصلاح مشاركة حزبه في الحرب ضد جماعة الحوثيين في صعدة خلال السنوات الماضية، قائلاً إن صالح «حاول جاهداً إدخال الإصلاح في تلك الحرب والاستفادة من ذلك لجعل نفسه مصلحاً لا طرفاً في الصراع، وكان في كل مرحلة نرفض ذلك في قتال مع هؤلاء الناس». وأضاف «هذه الحرب كانت عبارة عن خلاف عائلي أحدهم يريد أن يحافظ على كرسي الحكم باسم الوطن، والآخر يريد الحكم باسم الدين»، معتبراً أن تلك الحروب كانت «مسيسة لاختلاس دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وتخويفهم من هذا المد الجديد الذي ظهر». وتابع «هؤلاء (أي الحوثيين) صنيعة علي عبدالله صالح فهو قدمهم للناس بعد ثورة إيران بسنتين، وبدأوا بالانتشار وفرضوا إرادتهم على محافظة صعدة، وهم نتيجة طبيعية لصالح وجهاز مخابراتي إقليمي لم يعلم النظام بدعم ذلك الجهاز الاستخباراتي لهم». وقال «ليس من مصلحة أحد رفع السلاح وما حدث في صعدة هي قضية فكرية، ولا يقتل الفكر الرصاصة، بل تتغلب عليها فكرة أسمى منها، فهم متأثرون بالعنصرية والطبقية والثقافة الإبليسية.. ثقافة (أنا خير منك)».
وحول علاقة الاصلاح بجماعة الحوثي قال: ليس بيننا وبين الحوثيين صراع ولا مواقف مسبقة وموقفنا منهم يحدده الحوثيون أنفسهم. وفيما يتعلق بعلاقتهم السابقة مع صالح، أوضح اليدومي أنها «كانت على أساس مصلحة اليمن العليا، وليس من أجل مصلحة شخصية أو حزبية، وكانت قناعات لدينا ننتهجها من أجل مصلحة الشعب اليمني». وتابع «في بداية حكمة، ولم تكن علاقتنا به على سمن وعسل، بل كانت هناك تباعد وانقطاع (....)، وكان آخرها حينما وصل صالح إلى مرحلة لم يعد قادراً على إصلاح الأوضاع». وعن الخوف في أن تتحول تلك العلاقة من صالح إلى هادي، قال اليدومي «الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم لم يعد هو الرئيس المستبد المتفرد كما كان قبل الثورة السلمية بل هو الرئيس الذي يستشير والذي يعتبر نفسه خادما للشعب». وأضاف «نثق في الرئيس هادي ولا نريد ان تكوون البدايات شك، ولا أن نتعامل معه بشكل مضاد، لأن هادي شخص غير علي صالح، والظروف التي أحضرته غير الظروف التي أحضرت صالح، وسنقف بجانبه حتى تتحقق أهداف الثورة». واعتبر اليدومي الهجوم على الإصلاح «أمر طبيعي من قوى فقدت مصالحها بفعل الثورة ووجدت نفسها في الشارع بعد أن كانت تتحكم في مصير البلد بأكمله». وقال إن ما يتداوله البعض أن الثورة سرقت كلام خاطئ، مضيفاً «كيف تسرق الثورة من صانعيها ومن يروج لمثل هذا الكلام هم أنصار النظام السابق». وتطرق إلى المبادرة الخليجية لنقل السلطة، قائلاً إنها جنبت اليمن الدخول في العنف، وشكر دول الخليج التي قدمت المبادرة التي أزاحت صالح من سدة الحكم، كما شكر دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالامريكية التي دعمت المبادرة والتي قال إنها وقفت إلى جانب الثورة الشعبية وأن موقفها محترم. وأكد اليدومي على دور تكتل أحزاب اللقاء المشترك خلال الثورة الشعبية، ورأى أن اليمن بحاجة لهذا التكتل لعشرة أعوام مقبلة على الأقل، كما شدد على التزام الإصلاح بما ينتج عن مؤتمر الحوار الوطني بشأن القضية الجنوبية والذي سيعقد خلال الأشهر المقبلة.
وحول مخاوف بعض أعضاء حزب المؤتمر من حدوث إقصاء في الفترة المقبلة قال ان المشترك كان حريصاً على بقاء المؤتمر بقاء المؤتمر، داعياً من تبقى بجانب الرئيس السابق إلى أن يعوا حقائق التاريخ "فما من حاكم خرج من سدة الحكم وعاد إليه من جديد".
ودعا رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح أبناء الشعب اليمني إلى التحلي بالصبر والحكمة والأمل "فالتغيير قد بدأ والثورة ماضية بإذن الله حتى تحقيق كامل أهدافها" حسب قوله.