أعلن الزميل نبيل الصوفي توقف نشاط موقع "نيوزيمن" ومجلة "أبواب" التابعان للمجموعة اليمنية للإعلام التي يرأسها الصوفي، متمنيا أن يكون ذلك ب"شكل مؤقت". وقال الصوفي في تصريح صحافي إنه حاول مع زملاء العمل في المجموعة للإعلام تدارك تدمير الموقع يوم عيد الأضحى باختراق إرشيفه الالكتروني من جهة محترفة لكن جهودنا باءت بالفشل، مجدداً تحميله الحكومة مسئولية ما حدث لأنها "الوحيدة التي تدير علاقات اليمنيين بالشبكة الدولية الانترنت" حسب قوله.
وأضاف: نحن بحاجة لإمكانيات كبيرة لتصميم موقع جديد وتمويل خيارات استعادة الارشيف، ونمر بأجواء مشحونة بالإحباط والصدمة". وتابع قائلاً: أشكر الكثير ممن نصحونا معاودة العمل ونؤكد لهم أن المسألة ليست قرار ذاتي بل هناك ظروف موضوعية وإمكانيات، فقد فقدنا عمل نقدر قيمته ب40 مليون ريال راكمناه خلال خمس سنوات استقطبنا له أربعين مليون زيارة من مختلف دول العالم لقرابة 36 ألف مادة صحفية".
وبشأن المجلة قال الصوفي: "صدر عددها الأخير عن الاختطافات في بني ظبيان"، و"واجهتنا عراقيل مختلفة قبل توزيعه"، و"تعرضنا للتهديد كأشخاص أو مكتب"، آخرها خلال الأيام الماضية من قبل سيارة محملة بالمسلحين لولا أنه لم يكن هناك أحد بالمكتب"، وكل ذلك الى جانب الظروف السيئة التي نعمل دفعنا ل"التوقف بشكل مؤقت".
وإذ قال ان هذا القرار ليس ضد أبدى أمله تفهم ذلك " باعتباره قرار ذاتي حتى تتوفر بيئة مساعدة لنشاط إعلامي محترف وآمن وكنشاط اقتصادي غير مطلوب منه خوض سوق بيع وشراء المواقف السياسية"، معلناً عميق أسفه على هذا القرار الذي اعتبره محاولة ل"التمسك بطموحنا وحين تتوفر له الإمكانيات سنعاود العمل لتحقيقه".
واعتبر مجلة أبواب "فخر وإضافة للصحافة اليمنية" وقال ان "وتوقفها هو قرار ضد هذه الظروف التي يعجز الإعلام المهني المستقل من العمل فيها".
وحول تصريحات وزارة الاتصالات الأخيرة بشأن الموقع قال ان الوزير كان إيجابيا في التعاطي مع الحادثة وبدى إدراكه حجم سوئها ووعد بالتعاون بمافي ذلك الاستعانة بخبراء دوليين"، ولكن "مصدر في الوزارة عاد اليوم الثاني للتنصل عن ذلك". وكانت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات نفت صحة المعلومات التي تتحدث عن علاقتها بما تتعرض له بعض المواقع الالكترونية من إشكالات واختراقات.
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية سبأ لمصدر مسئول بالوزارة قوله أمس "إن الإدارة العامة للانترنت ليس لها علاقة بحماية أي موقع مستضاف خارج اليمن", موضحاً " أن مشكلات الاختراق على الشبكة العنكبوتية قد يقوم بها أطراف وأشخاص في أماكن وأزمنة مختلفة، ويستهدفون مواقع مؤسسات أو أفراد".
وأضاف المصدر :ان تسجيل النطاق وعناوين الانترنت الخاصة باليمن باسم مدير عام الانترنت لا يعني تحميله مسؤولية حدوث أية إشكالات أو اختراقات تتعرض لها المواقع الالكترونية لأي جهة كانت, مشيرا الى ان المنظمات الدولية التي تقوم بتسجيل عناوين ونطاقات الانترنت لأي بلد يتم تسجيلها باسم المسؤول الأول عن الانترنت.
وتابع قائلاً: ان الشركة المستضيفة هي المعنية بتوفير الحماية اللازمة للمواقع المستضافة لديها, وقال ان بعض أصحاب المواقع "قد لا يهتم بعملية الحماية ويلجأ إلى اعتماد برمجيات رخيصة لا تضمن الحماية الكافية لمواقعهم".
ولفت إلى أن الجهات المسؤولة بالوزارة والمؤسسة تتعامل بمسؤولية مع مثل هذه القضايا وتبدي دوما استعدادها للتعاون مع كل من يطلب المساعدة والدعم لمعالجة وتجاوز أية إشكالات فنية وتقنية تتعرض لها مواقعهم الإلكترونية.
وفيما يتعلق بموضوع اختراق موقع (نيوز يمن) الاخباري قال المصدر " ان الوزارة ليس لها علاقة بحماية الموقع كونه مستضاف خارج اليمن ".
وأضاف "وفي هذا الإطار تم استقبال رئيس تحرير موقع يمن نيوز من قبل وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال حسين الجبري وبحضور مدير عام شبكة الانترنت وتراسل المعطيات بالمؤسسة لاستعراض ومناقشة المشكلة التي تعرض لها الموقع ".
واشار الى أن الوزارة ممثلة بيمن نت أبدت استعدادها للتعاون لتجاوز هذه المشكلة مع المطالبة باعتذار رسمي لوزارة الاتصالات عن ما نشر من تصريحات متسرعة ومغلوطة تفتقر إلى الدقة والمصداقية إعلاميا وتقنيا.
واكد أنه تم الاتفاق على حضور رئيس تحرير الموقع والمسئول الفني عن موقعه في اليوم التالي للجلوس مع المختصين في يمن نت ، إلا أنة تخلف عن الموعد وغاب دون اعتذار أو مطالبة بتأجيل الاجتماع, داعيا في الوقت نفسه الإعلاميين الى تحري الصدق والمهنية والتروي قبل إطلاق وتوزيع الاتهامات دون مسوغ قانوني كون ذلك لايخدم القضايا التي تهم الصالح العام ولايساعد على تعزيز الثوابت والقيم الديمقراطية والحريات الصحفية النبيلة.
وتعليقاً على هذه التصريحات قال رئيس تحرير موقع نيوز يمن نبيل الصوفي ان "الإعلام الرسمي لم ينشر أي خبر عن تدمير نيوزيمن لكنه نشر هجوما جديدا ضده ردد فيه إنه غير مأمن ويستخدم استضافة رخيصة".
وأضاف: نحن نعفي الوزارة من الجدل والمجادلة، ونؤكد تلقي الموقع انتقادات مشتركة من جهات مختلفة في السلطة وخارجها". ولن نهتم ب"البحث الفني عن المتهم فهذه جرائم عالية التقنية وقد أوقفت السلطات التحقيق في مثيلات لها حين تبين مسئولية أجهزة أمنية تمول عمليات للسيطرة على الانترنت".
واستطرد: الوزارة معنية بأن ما حدث لنا يهز الثقة بالانترنت في اليمن وهذا ليس نشاطا سياسيا يمكن الترحيب بالتقليل منه ولكن له علاقة بالمسئولية الحكومية على هذه الشبكة التي تدار من خلالها أنشطة اقتصادية".
وتابع قائلاً: الوزارة مطالبة بالإفصاح ومراجعة المنهجية والسياسة التي تتخذها لضمان وحماية أمن المعلومات المتبادلة عبر الإنترنت التي تنفرد بإدارتها وكذلك آليات التتبع وحدودها وفترات الاحتفاظ بسجلاتها".
وقال الصوفي " نحن لم نحملها مسئولية الاستضافة لأننا موقع مستضاف في الخارج ولكن هذا لا يعفيها من مسئولية حماية سرية البيانات التي تمر بالكامل عبرها وتخضع لرقابتها".
وتمنى أن يكون ماحدث ل"نيوزيمن" دعوة للمجتمع للضغط على الأجهزة الأمنية لتكف عن استخدام الدولة في تنفيذ قرارات شخصية وإدارية والضغط على أي مؤسسة خدمة عامة رفض أي طلب أمني ما لم يكن مشفوعا بقرار من محكمة ولو كانت محكمة أمن دولة".
ودعا الحكومة وخاصة وزارة الاتصالات إلى "مراجعة سياسة ومتطلبات حماية بنيتها التشغيلية التي إذا تم اختراقها فإن جميع مستخدمي النت من أشخاص أو مؤسسات بنوك أو جمعيات صحف أو أجهزة عرضة للإختراق".