لقيت حادثة اقتحام السفارة الامريكية في صنعاء ونهب بعض محتوياتها وإتلاف أخرى استنكاراً واسعاً لدى القوى السياسية والحكومية اليمنية التي أدانت في الوقت ذاته الفيلم المسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وعبرت الحكومة عن «أسفها ورفضها الشديد للاعتداء الذي حدث اليوم على السفارة الأمريكيةبصنعاء»، مضيفة أن «ينبغي عدم تحميل الحكومة الأمريكية المسئولية عن الفيلم المسيء للرسول الكريم». ودعت الحكومة واشنطن إلى «اتخاذ إجراءات ضد منتجي الفيلم في إطار القوانين والمواثيق الوطنية والدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين». لافتة إلى إن ما حدث عند السفارة الأمريكيةبصنعاء «أمر مؤسف ومرفوض من جموع الشعب اليمني، إذا وضعنا في الاعتبار أن من قام بإنتاج هذا الفيلم المشين واللا أخلاقي لا علاقة له بالدولة أو الموقف الرسمي للحكومة الأمريكية». وتابع بيان الحكومة اليمنية انها ستتحمل «مسئوليتها الكاملة في توفير الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية كافة السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في البلاد والعاملين بها، باعتبار ذلك واجب ديني وأخلاقي قبل ان يكون مسئولية وطنية». وأعرب عن ثقة حكومة الوفاق الوطني «بان هذا الحادث لن يؤثر على العلاقات الإستراتيجية المتميزة التي تربط بين اليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية قيادة وحكومة وشعبا». إلى ذلك، أدانت أحزاب اللقاء المشترك حادثة الاعتداء على السفارة الأمريكيةبصنعاء وما رافقه ذلك من أعمال عنف وقتل ونهب وتخريب، داعية إلى التحقيق الفوري والعاجل في ملابسات الحادث وكشف المتورطين فيه والمتواطئين أيا كانوا وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام. وقالت إننا «إذ نأسف لهذا الحادث اللامسؤول الذي يسيء إلى أخلاقيات وتقاليد الشعب اليمني الحضارية وقيم ثورته السلمية، فإننا في الوقت ذاته نعرب عن إدانتنا للإساءة لشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أيا كان مصدرها وتؤكد على الطريق السلمي الديمقراطي سبيلا وحيدا للاحتجاج والتعبير عن الرأي». ودعت الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني إلى العمل مع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة لإصدار التشريعات الضرورية التي تجرم المساس بالمعتقدات الدينية والشعائر المقدسه أيا كانت. كما أدان التجمع اليمني للإصلاح بشدة حادثة الاعتداء التي وصفها ب«الهمجية» التي تعرضت لها السفارة الأمريكية، داعياً الجهات المعنية إلى فتح تحقيق فوري وعاجل في ملابسات الحادث ومحاسبة الجهات التي تقف وراءه وتحميلها كافة المسؤولية لما نتج عنه من أضرار بشرية ومادية، ومطالبة أيضاً بكشف تلك الجهات للرأي العام وإعلان نتائج التحقيق أولا بأول. ودعا الإصلاح في بيان أصدرته الأمانة العامة للتجمع الى توفير مزيد من الحماية للسفارات والمصالح الأجنبية في البلاد «وتفويت الفرصة على كل من يريدون ضرب علاقة اليمن بمحيطه الدولي ويسعون الى تشويه صورة الشعب اليمني المعروف بسلميته ووسائله الحضارية في التعبير». وقال البيان «إن الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح وهي تعبر عن إدانتها ورفضها للإساءات التي طالت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لتدعو الشعب اليمني الى التحلي بالعقل والحكمة وتأكيد حقائق الإسلام التي ترفض العنف والتخريب والى الالتزام بوسائل الاحتجاج السلمي الحضاري وتجنب أعمال الفوضى والاعتداء على المؤسسات والسفارات وكافة الممتلكات العامة والخاصة والتي تصب في مصلحة قوى التخريب المتربصة بأمن اليمن واستقراره». وطالبت الأمانة العامة للإصلاح الحكومات العربية والإسلامية الى تشكيل ضغط سياسي ودبلوماسي وقانوني لوقف عرض الفيلم المسيء للرسول الأعظم ومحاسبة من يقفون وراء هذا العمل المدان. كما دعا الإصلاح الى تحرك دولي من أجل إصدار تشريع أممي يجرم المساس بالأديان ويمنع الإساءة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو للمقدسات والعمل على إخضاع أي جهة أو فرد أو مؤسسة للمساءلة والمحاسبة والعقوبة في حال ممارسة مثل تلك التجاوزات والتطاولات المسيئة والمرفوضة. إلى ذلك، عبر المؤتمر الشعبي العام عن إدانته للفيلم المسيء للإسلام وكذا «أعمال العنف والتخريب»، معتبرا اقتحام السفارة الامريكية «عملا مدانا ومحاكاة لأحداث خارجية». واكد على حق التعبير عن الاحتجاجات في اطار الدستور والقانون وبطرق سلمية وبما لا يضر بالمصالح الوطنية العليا والاقتصاد الوطني واقلاق السلم الاجتماعي. وشدد المؤتمر على رفض العنف والتخريب بكافة اشكاله ومؤكدا كذلك على ادانة الفيلم المسيء للإسلام.