أعلنت الحكومة اليمنية رفضها تواجد قوات أجنبية في أراضيها لكنها قالت إن وصول نحو خمسين جندياً من البحرية الامريكية (المارينز) إلى صنعاء حالة استثنائية مؤقتة. وقال مصدر حكومي إن الحكومة تتطابق في المواقف مع البرلمان فيما يخص عدم قبول أي تواجد لقوات أجنبية في اليمن. وأضاف في التصريح الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نقلاً عن وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) «إن ما هو قائم بتواجد وحدة صغيرة من الجنود الأمريكيين داخل السفارة الأمريكيةبصنعاء هو حالة استثنائية مؤقتة ومهمتها محصورة في حماية الموظفين داخل السفارة وبمجرد انضباط الحالة الأمنية في البلاد ستغادر تلك الوحدة فورا». وكان متظاهرون اقتحموا قبل أيام السفارة الامريكية في صنعاء احتجاجاً على فيلم مسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام أنتج في الولاياتالمتحدة، لكن شهود أكدوا ان قوات الأمن المركزي التي تحمي السفارة فتحت الطريق أمام المحتجين لاقتحام السفارة. وقال المصدر الحكومي إن «بداية تواجد أفراد من قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) لحماية موظفي السفارة الأمريكية يرجع إلى عهد النظام السابق، وتم تعزيزهم مؤخرا بما لا يزيد عن 50 جندياً» بعد أحداث اقتحام السفارة. وكشف المصدر ان «الخيارات التي كانت مطروحة أمام السلطات الرسمية عقب حادثة اقتحام السفارة خيارات صعبة من ضمنها إغلاق السفارة», مشيرا إلى أنه في حال تقبل اليمن خيار إغلاق السفارة الأمريكية كان سيترتب على ذلك انعكاسات سلبية عديدة من بينها إقدام سفارات أخرى على إغلاق أبوابها، الأمر الذي كان سيشكل أضرارا بالغة على المصالح الوطنية، وجعل اليمن يعيش في عزله. وقال «ولذلك كان الخيار الأقل ضررا قبول هذه الوحدة الصغيرة من (المارينز) بشكل مؤقت»، مؤكدا أن «مهمة أفراد المارينز هي محصورة فقط في التأمين الشخصي لأعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية العاملة باليمن داخل السفارة، وبما يسهم في تعزيز الطمأنينة لدى موظفي السفارة». وأرجع المسؤول الحكومي سبب تمكن المحتجين من اقتحام السفارة إلى «حالة الانقسام القائم في المؤسستين الأمنية والعسكرية». ونفى المصدر أنباء وصول 200 مدرعة عسكرية تابعة لقوات «المارينز» الأمريكية إلى صنعاء، مؤكداً ان السيارات التي دخلت هي سيارات شخصية تابعة لموظفي السفارة وتقدر بحوالي 20 سيارة مدرعة، وهي بديلة عن بعض تلك السيارات التي تم إتلافها أثناء اقتحام محتجين لمبنى السفارة الخميس الماضي.