مازالت مدينة القرداحة السورية، التي تنتمي لها عائلة الرئيس بشار الأسد تشهد أوضاعا أمنية مضطربة، عقب خروج مظاهرات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن قتل ضباط وجنود من الطائفة العلوية، حسب ما أوضح ناشطون سوريون. وفي تفاصيل جديدة عن أسباب اندلاع الأزمة في القرداحة، قال أحد الناشطين: "إن ما حدث جاء نتيجة تنامي مخاوف العلويين من احتمال عدم إمكانية حماية القرداحة في حال سقط النظام، والخشية من مجازر قد يصبحون ضحاياها بسبب أعمال العنف التي يقوم بها "الشبيحة" التابعين لعائلة الأسد بحق معارضين".
ولفت الناشط إلى أن عائلات في المنطقة رفضت التحاق أبنائها بمجموعات "الشبيحة" – وهم مسلحون يدعمون الحكومة السورية- خوفا من تعرضهم لأعمال انتقامية في حال انهارت حكومة الأسد.
وأضاف في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": " زعيم (الشبيحة) في المدينة محمد الأسد المصاب لم يفارق الحياة وما زال يرقد في المشفى ووضعه الصحي خطير".
وأكد أن الأسد يتابع شخصيا تطورات الوضع في القرداحة، مؤكدا أنه طلب من آل الخير وعثمان، وهما من أبرز عائلات المدينة، مغادرة القرداحة مقابل تعهد بشار الأسد بمحاسبة المتورطين من عائلته بالهجوم على آل الخير.
ولفت الناشط إلى أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة شملت أطرافا شاركت في الاشتباكات التي تجددت الأحد الماضي وامتدت إلى محيط القرداحة.
وأضاف أن مظاهرة لموالي عم الرئيس المنفي رفعت الأسد خرجت إلى جانب أبناء عدد من العائلات العلوية التي راحت تعلن تذمرها من سياسة الرئيس الوحشية في قمع المعارضة، والتي باتت تشكل خطرا على وجود العلويين في سوريا وليس فقط على الحكومة".
وتابع: "رغم أن المتظاهرين لم يهتفوا ضد الحكومة، إلا أنهم هتفوا (القرداحة نزلت عالساحة)، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل العلويين، وزاد في التوتر والاحتقان يوم الاثنين وصول جثامين ضباط علويين قضوا في اشتباكات دير الزور".
ووفقا للناشط فإن الوضع تفجر حين كان (شيخ الجبل) محمد توفيق الأسد يسهر في مقهى لعارف الخير مساء السبت الماضي، وحصل تلاسن بينهما بشأن مصير النظام، فأكد ابن الخير ضرورة اقتناع الأسد بتسليم السلطة والاكتفاء بمن قتل من أبناء الطائفة العلوية، بدل أن تباد الطائفة بأكملها.
وكان رد محمد الأسد بمطالبة خصمه (بعدم التطاول على أسياده) وتهديد كل من يعارض الرئيس.
وبدأ العراك بالأيدي، ثم تطور إلى إشهار السلاح فأصيب شيخ الجبل إصابة بليغة أدخلته العناية الفائقة وأصيب أيضا فراس الخير وصخر عثمان.
إثر العراك الحاصل في المقهى، تجمع أبناء آل الأسد وهجموا على منازل آل الخير وقوزي عثمان، وأسفر الهجوم عن إصابة عدد من أبناء الخير وقتل خمسة من آل عثمان، بعد ذلك تدخلت قوات من الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية وأنهت الاشتباك واعتقلت المشاركين فيه، إلا إن الاشتباكات عادت لتتجدد الأحد الماضي بالقنابل والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وخرجت مظاهرات غاضبة، الاثنين، مع وصول جثماني ضابطين أحدهما من آل عدرا والآخر من آل فاضل قضيا في اشتباكات في دير الزور، وكانا ضمن 26 عسكريا من الطائفة العلوية قتلوا في مناطق عدة من البلاد خلال يومين، ووصلت جثامينهم الاثنين إلى القرى العلوية في منطقة الساحل، وفقا للناشط.