بعد يوم واحد فقط من القرصنة التي قامت بها وزارة الاعلام بمصادرتها العدد الأخير من صحيفة المصدر، رقم (73)، الصادر أمس الثلاثاء، أقدمت السلطات اليوم الأربعاء على حجب موقع "المصدر أون لاين" الإلكتروني عن متصفحيه داخل اليمن. ولم تتمكن إدارة الموقع منذ صباح اليوم من تحديث الأخبار بسبب هذا الحجب الذي منع أيضاً آلاف القراء داخل اليمن من تصفحه.
ودعت هيئة تحرير الموقع المتصفحين من داخل اليمن إلى استخدام وسائل كسر الحجب، وتصفح المصدر أونلاين عبر مواقع بروكسي، وأكدت التزامها بتحديث الأخبار بطرق متعددة. ودعت السلطة إلى إدراك أن من الصعب حجب المعلومة، والكف عن تحميل الصحافة مسؤولية فشلها في حل أزمات البلد.
وكانت هيئة تحرير صحيفة المصدر أصدرت بياناً استهجنت "العمل المشين" الذي قامت به وزارة الإعلام بمصادرتها العدد الأخير (73)، من داخل مطابع مؤسسة الثورة.
نص البيان
تفاجأنا، في هيئة تحرير صحيفة "المصدر" بإقدام وزارة الإعلام على مصادرة الكمية المطبوعة من العدد (73) الصادر اليوم الثلاثاء، الموافق 5/ 5 / 2009م، والبالغ 15000 نسخة، من داخل مطابع مؤسسة الثورة، وإيداع الكمية كاملة في مبنى الوزارة.
وإننا في صحيفة "المصدر" إذ نستهجن هذا العمل المشين، الذي لا شك سيلحق ضرراً بالغاً بحرية الرأي والتعبير والصحافة، كإحدى الأسس التي قامت عليها الوحدة في 22 مايو، فإننا نؤكد أن هذه التصرفات لا تقل فداحة عن أعمال القرصنة، وممارسات قطاع الطرق، وأعمال النهب والسلب غير المشروعة.
إن ما جرى في حقنا، وما جرى في حق بقية الصحف الأهلية من توجيه أمر رسمي بسحب الصحف من الأكشاك والمكتبات أشبه ما يكون ب"مجزرة " بحق مهنة الصحافة وحرية الرأي والتعبير، وهو تجسيد فعلي لحالة طوارئ غير معلنة تعيشها البلاد في الآونة الأخيرة.
وفيما نؤكد على حقنا القانوني في التعويض عما لحق بنا من خسائر مادية، ورد الاعتبار للصحيفة وللصحفيين، فإننا نطالب بالإفراج الفوري عن الكمية المصادرة من قبل وزارة الإعلام في أسرع وقت.
إن الصحافة ليست مسئولة عن الأزمة الحالية التي تعيشها البلد، ونحن نحاول جاهدين تغطية ما يحدث بكل مهنية، وننقل آراء كل الأطراف، وندعو السلطة إلى عدم تحميل الصحافة مسؤولية فشلها في معالجة الأزمة.
كما نطالب نقابة الصحفيين اليمنيين بالقيام بدورها إزاء ما تتعرض له الصحافة اليمنية وحرية التعبير، واتخاذ موقف عاجل وحازم للتصدي لهذه الممارسات اللاقانونية التي تعيدنا إلى مرحلة الشمولية.
إننا ونحن نعلن تضامننا اللامحدود مع جميع الصحف، التي صدر بحقها قرارات المصادرة من الأكشاك والمكتبات وهي: "النداء، الشارع، الديار، الوطني، المستقلة"، نسجل وقوفنا إلى جانب الزملاء في صحيفة "الأيام" التي مورست بحقها أعمال بوليسية غير وطنية، من مصادرة لنسخها وفرض الحصار على مقر الصحيفة والمطبعة في عدن.
وندعو المنظمات المحلية والدولية المعنية بالحقوق والحريات وحرية الرأي والتعبير، والقنوات التلفزيونية إلى مساندة حرية الصحافة في اليمن والوقوف إلى جانبها في هذا الوضع الحرج. يمكنكم زيارة موقعنا على http://www.isetj.com/index.php?q=aHR0cDovL3d3dy5hbC1tYXNkYXIuY29tL2luZGV4LnBocA%3D%3D