عبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن قلقها البالغ إزاء الحملة الشرسة المستمرة التي تشنها السلطات ضد الصحفيين والصحف. وقالت النقابة في بيان بهذا الخصوص – تلقى المصدر أونلاين نسخة منه – "فيما كنا ننتظر وقفة مسؤولة من السلطات الرسمية لإنهاء حملة العداء النشطة ضد الصحفيين وتصحيح الأخطاء الفادحة التي مورست بحقهم، تستمر في تقديم الرسائل السلبية، وتمعن في مواجهة الصحافة والصحفيين جاعلة منهم كما لو أنهم الهدف السهل للنقمة والحرب". وأضافت "إن هناك صحفيون في السجن بتهم ملفقة خضعوا لإجراءات استثنائية ، وهناك صحف تتعرض للإيقاف القهري والمصادرة والمنع من الطباعة". واشارت النقابة إلى أن الحملة طالت مؤخراً الصحفي عوض كشميم رئيس تحرير موقع حضرموت برس. حيث اعتقله أفراد من جهاز الأمن السياسي مساء الأحد الفائت من منزله بمديرية حريضة بوادي حضرموت . ولم توجه له أي تهم، واقتيد أمس الاثنين إلى جهاز الأمن السياسي بالمكلا. وكان مدير الأمن السياسي هناك قد نفى مساء أمس وجود كشميم لديه في اتصالا مع النقابة أثناء محاولتها معرفة مكان اعتقاله. غير أن النقابة تأكدت لاحقا من وجوده هناك حيث تم نقله عصر أمس . وقالت النقابة إنه تم التواصل مع محافظ محافظة حضرموت الأستاذ سالم الخنبشي فاستغرب اعتقال الزميل كشميم، نافياً معرفته بملابسات الإعتقال، وأظهر تفاعلا إيجابيا، ووعد بمتابعة النيابة وإدارة الأمن لمعرفة أسباب الاعتقال والتواصل مع قيادة النقابة بهذا الخصوص. واشارت النقابة إلى أنها تنتظر من قيادة المحافظة والسلطات الامنية فيها خلال الساعات القادمة بسرعة الإفراج عن الزميل عوض كشميم كونه اعتقل دون أي سبب يذكر. ودانت النقابة بشدة كل اشكال الحرب ضد الصحافة والصحافيين، كما دانت ممارسات وزارة الإعلام على نحو خاص بحق صحيفتي "حديث المدينة" و "الوطني". وطالبت وزارة الإعلام برفع يدها عن الصحيفتين والكف عن تجاوزتها التي اسهمت في توتير الاجواء بين السلطات والصحافة والصحافيين . وقالت "إننا نشعر بالغضب حيال هذه الهجمة المتواصلة على الصحافة ، فأن ما يواجهه الوسط الصحافي من حملات المصادرة والمنع والحجب وجرائم الاختطاف والاعتقال والمحاكمات الاستثنائية يكشف عن توجه مقيت معاد لحرية الصحافة ، يهدد الصحافيين أكثر وأكثر ،ويضاعف من خطورة بيئتهم المهنية عموما". ولفتت النقابة إلى ما تعرض له موقع المصدر أونلاين من حجب قسري من قبل وزارة الإتصالات اليمنية حيث لا يزال محجوباً عن متصفحيه من داخل الأراضي اليمنية منذ 10 فبراير الماضي. وقالت "حتى الآن مازال المنع غير القانوني بطباعة صحيفة "حديث المدينة" الصادرة من تعز ويرأس تحريرها الزميل فكري قاسم عضو مجلس النقابة ساريا". وترفض مطابع مؤسسة الجمهورية الحكومية طباعة الصحيفة بذريعة إنها تلقت توجيها شفويا من وزير الإعلام بذلك بحسب بلاغ الصحيفة. وكانت وزارة الإعلام صادرت العدد 38 من حديث المدينة من أكشاك العاصمة، قبل أن تقرر منع طباعتها لاحقا. وكذلك الأمر بالنسبة لصحيفة "الوطني" الصادرة من عدن، والتي تعرضت في وقت سابق لنفس الاجراء الجائر في تصرف ينم عن موقف ضائق بالصحافة. واضافت "إن الأمر نفسه الذي تخضع له صحيفة "الأيام" الأهلية منذ منذ مايقارب العام ،والذي يقبع ناشرها ورئيس تحريرها الزميل هشام باشراحيل قيد الحبس منذ مايقارب من ثلاثة أشهر,وكانت النقابة تتنتظر اطلاق سراحه الاسبوع قبل الفائت نظرا لظروفه الصحية وتوفر الضمانات القانونية غير أنها فوجئت بقرار تمديد حبسه من قبل النيابة في عدن .ولازالت النقابة ترقب وقفة من السلطات لإنهاء سجن الأيام وناشرها . وإلى باشراحيل هناك الصحفي فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس، والكاتب صلاح السقلدي، والزميل الاستاذ محمد المقالح ، وكلهم رهن الاعتقال وقيد المحاكمة . وقالت "مؤخرا استأنفت السلطات عملية حجب المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت، كما حدث لموقع المصدر أونلاين الذي ما زال محجوبا عن التصفح للجمهور الداخلي في اليمن.