بعد يوم واحد فقط من تصريحات لمصدر مسئول في وزارة الأعلام تهدد فيها المواقع الالكترونية الإخبارية بالمعاقبة في حال استمرت في نشر أخبار المحافظات الجنوبية وما تشهده. حجبت الجهات المسئولة في اليمن موقع صحيفتي الايام والمصدر اون لاين الاخباري،حيث افاد الزميل سمير جبران رئيس تحرير صحيفة "المصدر" أن السلطات حجبت اليوم أيضا الموقع الإخباري اليومي الذي يصدر عن الصحيفة ، وذلك أيضا بعد يوم واحد على مصادرة أكثر من 15 ألف نسخة من العدد الأخير من الصحيفة. ويأتي هذا الحجب ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تتعرض لها الصحافة اليمنية في هذا الأسبوع من قبل أجهزة الدولة المختلفة والذي يعد الأكثر ضراوة عليها منذ فترة طويلة، حيث منعت وزارة الاعلام طباعة 6 صحف اسبوعية مع منع توزيع صحيفة الايام اليومية. وكان الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية راين كليها اكد اليوم الاربعاء أن الاعتداءات التي تعرضت لها سبع صحف يمنية هذا الأسبوع من أخطر الانتهاكات ضد حرية الرأي والتعبير مضيفاً أن القمع في حرية الصحافة تزيد من الأمراض السياسية الموجودة في اليمن كالتطرف والعنف وغيره ونادى كليها في ورشة العمل النقاشية المتضمنة لرؤى آليات التأسيس الإذاعات مستقلة في اليمن إلى ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة . من جانبها دانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم بشدة ما وصفته بالإجراءات البوليسية المتصاعدة التي اتخذتها السلطات اليمنية ضد العديد من الصحف المستقلة والصحفيين. وقالت الشبكة في بيان صحفي إن الإجراءات البوليسية تمثلت أخر حلقاتها في مصادرة سبعة صحف في أقل من يومين ، واعتقال الصحفي فؤاد راشد مالك وناشر موقع "المكلا برس" وذلك على خلفية تغطية هذه الصحف والمواقع الإليكترونية لمجريات الاحتجاجات التي يشهدها الجزء الجنوبي لليمن وانتقادها لطريقة تعاطي الحكومة اليمنية لمشاكل الجنوب. واعتبرت مصادرة أجهزة الأمن اليمنية الآلاف من النسخ من جريدتي "المصدر والأيام " - بلغت نحو 15 ألف نسخة من الأولى ، و50 ألف نسخة من الثانية - ومنع المطابع من طباعة صحف ( المصدر، الوطني، الديار، النداء، الشارع، والمستقلة) وسحب أي نسخ منها من الأسواق ، إجراء غير قانوني وملاحقة بوليسية، طالت أيضا – حسب البيان - جريدة الأيام حيث تم مصادرة آلاف النسخ منها ومحاصرة مقر الجريدة في مدينة عدن ، وإطلاق النار عشوائيا لإرهاب صحفييها. وقال البيان إن الحملة البوليسية اليمنية ضد الصحافة والصحفيين، كان آخرها اعتقال فؤاد راشد مالك وناشر موقع "المكلا برس" مساء أول أمس الاثنين 4مايو ، جاءت بعد أيام قلائل من إعلان الرئيس اليمني "على عبدالله صالح" عن تبرمه ممن وصفهم ب "الانفصاليين في الجنوب". وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" عار على الحكومة اليمنية أن تستغل انشغال العالم بالأزمة الحالية- أنفلونزا الخنازير- لقمع الصحافة ومصادرتها ، مؤكدة بأن الحل الوحيد لمشاكل الجنوب اليمني المتفاقمة يأتي عبر الحوار وتلافي الأسباب وليس عبر تكميم الصحافة وإرهاب الصحفيين". وطالبت الحكومة اليمنية بالكف فورا عن هذه السياسات التي تسيء بشدة لليمن وتضع الحكومة اليمنية في مرتبة متقدمة لأشد الدول عداء للصحافة وحرية التعبير. فيما دان مركز الدوحة لحرية الإعلام القرار الصادر عن وزير الإعلام في الرابع من أيار/مايو 2009 والقاضي بحظر طباعة صحف أهليه اتهمت ب "الانفصالية". وقال مركز الدوحة في بيان صادر عنه "يبدو جلياً أن السلطات تصعّب عمل الصحافيين اليمنيين المعقّد أصلاً بفعل محاولات التنكيل المتكررة التي ترتكبها جماعات مقرّبة من النظام. وناشد مركز الدوحة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح رفع هذه العوائق التي تواجهها الصحافة المستقلة في بلاده". وأعلن المركز الدوحة رفضه مصادرة الصحف، وحرقها، وحظرها، وتصعيد العنف ضد الصحافيين وحرية التعبير، مطالبا السلطات اليمنية ببذل قصارها لمنح المحترفين الإعلاميين فرصة التحرّك بحرية في البلاد". من جهتها عبرت نقابة الصحفيين اليمنيين عن قلقها البالغ من إجراءات وزارة الإعلام بمصادرة ست صحف مستقلة ، ومنع تداولها من جميع الأكشاك والمكتبات، وتطويق أجهزة الأمن في عدن لمبنى صحيفة الأيام. واعتبرت النقابة في ما قامت به الوزارة اعتداء سافر وانتهاك خطير وإجراء مثل صدمة للصحافة اليمنية والوسط الصحفي والإعلامي وأثار حالة من القلق والتوجس لدى الجميع. وفيما دانت النقابة جميع هذه الإجراءات، طالبت وزارة الإعلام بالتراجع عنها فورا ، محملة الحكومة كافة ما يترتب عليها من أضرار بالصحف والصحفيين ، والتي تعتبر أسوا هجمة تتعرض لها الصحافة منذ العام 1990. وحذرت النقابة في بلاغ صحفي صادر عنها من خطورة اتخاذ الأزمات مبررا لمصادرة الحريات وتقيد الصحافة وملاحقة الصحفيين ، منوه بأنة لا يجوز التذرع بأي غطاء لتبرير الانتهاكات وممارسة القمع والمصادرة والقيام بعمليات فرز الصحف وللجهات والأفراد والتي تسعهم في زيادة الانقسام على مستوى الوطن. وأشارت النقابة أن استهداف الصحافة يقوض التعدد و التنوع وحق الاختلاف وكل المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية وهو ما يعطي مؤشرا سلبيا تجاه مستقبل الصحافة وحرية التعبير في اليمن. وأكدت النقابة بأن قيام الصحف بأدوارها المهنية بحرية وفي ظل أجواء أمنه وفي مختلف الظروف هو ما يسهم في التخفيف من الاحتقانات ويعمل على إيجاد رأي عام فاعل ويوسع قادة المشاركة في إيجاد حلول للازمات و المشكلات على المستوى العام. وأكد البلاغ بأن مجلس النقابة سيظل في انعقاد دائم لمواجهة تلك الإجراءات ، داعية في الوقت ذاته منظمات المجتمع المدني وجميع الفعاليات السياسية والاجتماعية إلى التضامن والدفاع عما تبقى من الهامش الديمقراطي المعرض للاستهداف و التهديد المستمرين.