اعتصم صباح اليوم صحافيين وبرلمانيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني في مقر نقابة الصحفيين بصنعاء تضامناً مع الصحف التي وجهت وزارة الإعلام بمصادرتها بينها صحيفة " المصدر" . وفي اللقاء التضامني استنكر الصحفيون إجراءات وزارة الإعلام ضد الصحف المستقلة ، واعتبروها مخالفة لكل القوانين النافذة في البلاد وأن اتخاذه مصادرتها تم بقرارات عرفية بما يوحي أن اليمن يعيش حالة طوارئ غير معلنة . وقال علي الجرادي رئيس تحرير صحيفة الأهالي ، إن المذبحة التي ارتكبتها وزارة الإعلام بحق 8 صحف مجرد إعدام للشهود الذين ينقلون ما يحدث في البلاد من أزمات ، مستغرباً في ذات الوقت التطمينات الرسمية بشأن الأوضاع في اليمن وأن الأمور تحت في السيطرة . وفيما تحدث سمير جبران رئيس تحرير صحيفة المصدر عن الطريقة التي أقدمت عليها وزارة الإعلام في مصادرة 15 ألف نسخة من صحيفته بعد أن تم طباعتها في مطبعة الثورة الرسمية، دعا إلى تشكيل لجنة من الصحفيين لفحص مواد الصحيفة وإقرار ما إذا كانت قد تضمنت مواداً تسيء للوحدة الوطنية حد زعم السلطة ممثلة في وزارة الإعلام . وجدد دعوته للوزارة بسرعة الإفراج عن الكمية المحتجزة لديها من الصحيفة ، وتحملها الخسائر الذي نتجت عن هذا الإجراء كأجور المحررين والإعلانات والمبيعات والطباعة والتي تصل إلى ما يقارب مليون ريال . ودعا جمال أنعم رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين ، السلطة إلى الكف عن هذه الممارسات ضد الصحافة والصحفيين، لافتاً إلى إن محاكمة ما ينشر إداريا حسب مفهوم الوزير اللوزي يعد اعتداء واضحا على حق القضاء الذي له وحده تقرير ما إذا كان النشر مخالفا للقانون أم لا في محاكمة عادلة . وقال أنعم إن " إجراء السلطة يشعر نقابة الصحفيين والوسط الصحفي بأن ثمة من يحاول توجيه المعركة نحو الصحافة في افتعال واضح لا يهدف إلا لتوريث السلطة " . معتبراً ذلك " عودة بالبلاد إلى زمن بوليسي مقيت كنا نظن أنه قد انتهى " وكان المشاركون في اللقاء التضامني الأول قد استغربوا غياب قيادة نقابة الصحفيين ممثلة في رئيس النقابة ووكيلها الأول والأمين العام عن فعالية كهذه ، واعتبروا ذلك تنازلاً عن واجبهم في الدفاع عن حقوق الصحفيين .
يشار إلى أن السلطة أقدمت أمس الأربعاء على حجب موقع "المصدر أونلاين" الالكتروني عن متصفحيه من الأراضي اليمنية ، ولا تتمكن إدارة التحرير من تحديث الأخبار بسبب هذا الحجب إلا بصعوبة مستخدمة وسائل كسر الحجب . ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من القرصنة التي قامت بها وزارة الإعلام بمصادرتها العدد 73 من صحيفة المصدر الثلاثاء الفائت من داخل مطابع مؤسسة الثورة .