تزايدت التفجيرات والاعتداءات التي تستهدف المصالح الاقتصادية والخدمية في اليمن، من قبل جماعات مسلحة تخريبية، بصورة متتابعة، يقول مسؤلون حكوميون إنها «مقصودة، وممنهجة». ورغم كشف السلطات الأمنية المستمر بأسماء المتهمين، من رجال القبائل ومسلحين متشددين بإحداث التفجيرات، لكنها تقف عاجزة عن وقف حد لهم، وتعلن بين حين وأخرى، عن تحريك حملات أمنية وعسكرية لوقف التخريب المستمر. وأغارت قوات الجيش الأحد الفائت بلدات قبلية في محافظة مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء بنحو 20 صاروخاً، على خلفية تفجير مسلحين قبليين لأنبوب رئيسي لنقل النفط في المنطقة. وقال سكان محليون حينها إن بلدة الدماشقة في وادي عبيدة تعرضت لقصف صاروخي ومكثف على خلفية التفجير الذي استهدف الأنبوب في كيلو 39 بمنطقة «الحوي». لكن هجوم الجيش، لم يحد من استمرار تفجير أنابيب النفط والاعتداء على خطوط التيار الكهربائي، وكان المعتقد أن خطوة قصف البلدة جاءت في محاولة لترهيب «المخربين» وإجبارهم على التوقف عن استهداف الأنبوب. ومنذ أشهر تجري مباحثات مكثفة، لحث أطراف سياسية في اليمن، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، لكن التقدم في العملية السياسية، يقوضها الإنفلات الأمني، والعجز الذي تعاني منه قوات الأمن والجيش. وحذرت شركة صافر لعمليات الاستكشاف والتنقيب أواخر نوفمبر الماضي من حدوث أزمة في المشتقات النفطية خلال مع استمرار التفجيرات التي تستهدف أنابيب نقل النفط في اليمن. وقالت شركة صافر في رسالة وجهتها إلى وزير النفط والمعادن إن استمرار إيقاف تغذية مصافي عدن بالنفط الخام والذي يلبي الاستهلاك المحلي قد يسبب أزمة وقود في البلاد.
وأوضحت أن ضعف الحماية الأمنية على أنابيب النفط وضعف سيطرة الدولة والتباطؤ المتبع لمعالجة الوضع الأمني «سيؤدي إلى تكبد الدولة خسائر فادحة يصعب تعويضها».
وأشارت الرسالة إلى أن ظاهرة الحفر على خط الأنبوب قد زادت في الفترة الأخيرة، بما ينذر بالخطر على الأنبوب، موضحة أن التفجيرات السابقة «كان قد بدأ مرتكبوها بالحفر أولاً ثم التفجير».
ولفتت الرسالة إلى أن الخسائر اليومية لتوقف ضخ النفط تقدر ب«100 ألف برميل»، بما يجعل حصيلة توقفها بأكثر من «310 مليون دولار» شهرياً.
وتكثف الفرق الهندسية محاولاتها في إصلاح التفجيرات، والاعتدءات التي تتعرض لها أنابيب النفط، والخطوط الكهربائية، لكن سرعان ما تعاود الجماعات التخريبية من تفجيراتها واعتداءاتها، وتتشتت جهود الفرق هباءً.
وفي تطور جديد، بدأت جماعات تخريبية الاعتداء على خدمة الانترنت، وشهدت مدن يمنية، انقطاعاً وضعفاً في الخدمة.
وتعرضت الألياف الضوئية في بلدة حوث في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وعدن وابين في الجنوب للاعتداء يوم الثلاثاء، وانقطعت الخدمة بشكل شبه كلي.
وقال مصدر مسؤول في مؤسسة الاتصالات بمحافظة صعدة شمال اليمن، إن كابل الألياف الذي يربط محافظة صعده بالعاصمة صنعاء تعرض للقطع المتعمد في منطقة عجمر بلدة حوث محافظة عمران، مما تسبب في انقطاع خدمة الانترنت السريع وخروج بعض محطات يمن موبايل عن الخدمة.
وطبقاً للمصدر الذي أفاد وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن العناصر التخريبية التي قامت بقطع الكابل، أعاقت فريق الصيانة الذي وصل يوم أمس الأول إلى بلدة القطع، ولم تسمح له بمباشرة مهامه ومازالت الجهود متواصلة من اجل إصلاح العطل وإعادة تأمين حركة الاتصالات.