توعدت اليمن بالاستمرار في ملاحقة ومطادرة القاعدة حتى يتم اجثتاثها وتطهير الأرض اليمنية من "رجسهم الشيطاني". وتنفيذها المزيد من العمليات ضدها. وسخر مصدر أمني مما جاء في البيان المنسوب إلى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وقال إن ما جاء فيه من "هرطقات" وتهديدات سخيفة لا تستحق عناء الرد. ودعا المصدر عناصر القاعدة إلى أن يسلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية قبل أن تطالهم يدها ويلقون نفس المصير الذي لقيه أمثالهم "من الإرهابيين". وأكد المصدر أن اليمن "هي أرض أمن وسلام ولن تكون أبدا ملجأ آمنا لهؤلاء الإرهابيين القتلة وتجار المخدرات ولن تكون جبالها تورا بورا لهم". مشيراً إلى أنه "لاتهاون مع الإرهاب ولا هوادة في ملاحقة الإرهابيين وضبطهم وتقديهم للعدالة لمحاسبتهم وأجهزة الأمن بالمرصاد لهم ولكل من يفكر بالعبث بالأمن والاستقرار في الوطن" وأشاد المصدر بالعمليات النوعية الاستباقية الناجحة التي نفذتها أجهزتنا الأمنية بكفاءة عالية ضد أوكار العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في أرحب وأبينوشبوة وأمانة العاصمة. وجاء ذلك رداً على بيان أصدرته "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" أمس الأحد كأول تعليق على عملية أبين. وإذ توعدت القاعدة من جانبها بالانتقام لعملية أبين، قال بيان نشرته مواقع على الانترنت ورصده "المصدر أونلاين" في وقت متأخر من مساء الأحد "إننا لن نترك دماء نساء وأطفال المسلمين تمر دون أن نأخذ بثأرهم بإذن الله".
ودعت القاعدة كل قبائل اليمن وشعوب الجزيرة العربية إلى مواجهة ما أسمتها "الحملة الصليبية وعملائهم" وذلك بضرب قواعدهم العسكرية وسفاراتهم الاستخبارية وأساطيلهم المتواجدة في مياه وأراضي الجزيرة العربية، انتقاماً ل"المجازر المتكررة على بلاد المسلمين".
ولم تشر القاعدة في بيانها إلى سقوط ضحايا من عناصرها جراء العملية، كما لم يتضمن البيان أي إشارة لعملية رفض بمديرية الصعيد في محافظة شبوة التي أعلنت السلطات اليمنية عن تنفيذها ضد عناصر للقاعدة هناك الخميس الفائت، غير أنه يتضح أن البيان ذيل بتاريخ 4 محرم 1431ه ، ما يعني أنه صدر بعد عملية أبين ب3 أيام فقط، وقبل عملية شبوة بثلاثة أيام أيضاً، ويبدو أن صعوبة تحرك عناصر القاعدة قد حال دون التمكن من نشره على الأنترنت إلا بعد مضي أسبوع من إعداده.
وكشف بيان القاعدة عن "أن العملية التي استهدفت قبائل باكازم في أبين تمت بإتفاق وتنسيق يمني أمريكي مصري سعودي وبتعاون من دول الجوار. متعهداً بنشر تفاصيل أكثر حول ذلك في وقت لاحق لم يحدده.
وأوضح أن الطيران الأمريكي هو من قام بالعملية وليس الطيران اليمني، وقال البيان "إن خمس مقاتلات أمريكية قامت بغارة وحشية على المسلمين الآمنين من قبائل باكازم في قرية المعجلة بمنطقة المحفد بولاية أبين (...) فقتل على إثر هذا القصف الوحشي على قرية باكازم ما يقارب من الخمسين من النساء والأطفال، وبالتزامن مع حملة عسكرية على قبائل أرحب بحجة مكافحة الإرهاب (الإسلام) والقضاء على الطليعة المجاهدة من أبناء قبائل اليمن الأبية".
واتهم بيان القاعدة اليمن التي وصفها ب"العميلة الخائنة" بالتواطؤ مع طائرات التجسس الأمريكية التي قال أنها ظلت تجوب مناطق اليمن قبل "مجزرة أبين" بعدة أشهر ولا زالت مستمرة.
وإذ أكد بيان القاعدة على أن "الحرب على بلادنا هي حرب صهيوصليبية حاقدة، وأنها ما زالت مستمرة، تستهدف الإسلام والقضاء على أهله في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والصومال، والشيشان، ووزيرستان وغيرها من بلاد المسلمين". قال أنها "تكشف زيف الديمقراطية الغربية المزعومة وتشدقهم بحقوق الإنسان وهي تقوم بقتل الأبرياء الآمنيين غدراً بالقصف بالطائرات والإبادة الجماعية".
مضيفاً "بأن هذه المجزرة تبين حجم عمالة الحكومة اليمنية وحكام الجزيرة العربية للحملة الصهيوصليبية، وأنهم أصبحوا أداة بيدها؛ لقتل شعوبنا المسلمة". وأشار إلى ما وصفه ب"تخبط وكذب الحكومة اليمنية في تصريحاتها الإعلامية حيال مجزرة أبين، بزعمها أن الغارات يمنية في حين أنها أمريكية باعتراف الأمريكان".
وقالت القاعدة في بيانها إن الحملة المشتركة في تحقيق هدفها للقضاء على "المجاهدين" في جزيرة العرب في أبين وصنعاء وأرحب قد فشلت. مشيدة بقبائل أرحب الأبية بوقوفها المشرف في كسر وصد الحملة التي تقدمت على المنطقة مما أدى إلى ردهم خائبين خاسرين. طبقاً للبيان.
ودعت علماء ودعاة الأمة أن يقوموا بواجبهم في الصدع بالحق نصرة لقتلى المسلمين وأن يبينوا للناس حكم التعاون مع الأمريكان في التعدي على بلاد المسلمين.