تواصلت التحضيرات المكثفة لأنصار الحراك الجنوبي في سائر المحافظات الجنوبية لإحياء ذكرى 13 يناير، اليوم الذي شهد أعنف صراع دموي في تاريخ الجنوب وحوله المواطنون إلى عيد للتسامح والتصالح. في إطار الاستعدادات لإحياء هذا الحدث، يواصل مئات الأشخاص قادمين من محافظة شبوة في مسيرة راجلة انطلقت في وقت سابق وسوف تواصل السير إلى مدينة عدن حيث من المقرر تنظيم احتفال كبير يشترك فيه مواطنون في كل المحافظات الجنوبية.
والخميس الماضي، التقى الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد والوزير السابق أحمد مساعد حسين وعضو مجلس الرئاسة عقب قيام الوحدة سالم صالح محمد في لقاء نادر.
وسبق لناصر أن التقى قبل أكثر من أسبوع بالرئيس السابق علي سالم البيض في إطار المساعي الهادفة إلى توحيد مواقف قادة المعارضة الجنوبية بشأن مستقبل القضية الجنوبية وإظهار مزيد من التوحد قبل حلول ذكرى 13 يناير.
وحيا اللقاء «الجهود التي تبذل وكل المبادرات والدعوات الصادقة التي تطرح بهدف تنقيه الأجواء وتحقيق مبدأ التصالح والتسامح على أرض الواقع ومن ذلك تلك الجهود المبذولة لتوحيد نضال قوى الحراك السلمي لجميع القوى على قاعدة احترام التنوع والاختلاف».
وشدد الثلاثة على «ضرورة وأهميه التحضير والإعداد لحوار جنوبي _ جنوبي» من أجل الوصول إلى «عقد مؤتمر وطني جنوبي لجميع القوى الجنوبية في الساحة على اختلافها وتنوعها وعلى قاعدة الاعتراف بالآخر وعدم التهميش أو الإقصاء لتوحيد الصفوف وإنهاء حاله الانقسام والتشرذم ووضع الرؤى المستقبلية لمستقبل الشعب في الجنوب وفقا لإرادته وحقه في تقرير المصير من أجل الجنوب الديمقراطي».
تنبع أهمية هذا اللقاء من أن ناصر كان زعيماً لجناح في الدولة الجنوبية والحزب الاشتراكي الحاكم لها عام 1986 وكان أحمد مساعد حسين أبرز مساعديه في الوقت الذي كان سالم صالح محمد أحد قادة جناح آخر في الدولة والحزب حينذاك. وقد عصف التناحر بهذين الجناحين وأفضى إلى اقتتال دام ذهب ضحيته آلاف من العسكريين والمدنيين بينهم قادة في الدولة والحزب.
وسالم صالح محمد هو أحد القادة الجنوبيين الذين نزحوا إلى المنفى بعد أن حسمت قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب لمصلحتها عام 1994 لكن الرئيس السابق أعاده بعد بضع سنوات وعينه مستشاراً له.
وظل يوم 13 يناير من كل عام ذكرى محزنة لأدمى صراع مرّ على المواطنين في الجنوب عبر تاريخهم الحديث لكن منذ 2006 تحول إلى يوم للتسامح والتصالح حين نظمت جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية في مدينة عدن لقاء عاماً بغية تحويل هذا اليوم إلى نقطة للمصالحة وتجاوز آثار هذه المحنة.
وجرت تلك المبادرة على جمعية ردفان غضب السلطات النظامية حينذاك فداهمت مقر الجمعية وألغت ترخيصها ثم مالبث الحراك الجنوبي أن انطلق في العام التالي وشرع في إحياء يوم 13 يناير بمظاهرات ومهرجانات كبيرة.
ويأمل أنصار الحراك أن يكون إحياء هذا اليوم نوعياً في ذكراه السنوية الحالية التي توافق يوم غد الأحد بواسطة مهرجان كبير في مدينة عدن على غرار مهرجان ضخم نظمه الحراك العام الماضي في الذكرى السنوية للاستقلال الوطني.
ورحب سياسيون من أطياف مختلفة خارج الحراك بإحياء فعاليات «التصالح والتسامح»، وقال الأمين العام لمجلس قوى الثورة الجنوبية «إن التصالح والتسامح قيمة عظيمة يجب دعمها وتعزيزها حتى يعم السلام والأمن والاستقرار ربوع الوطن من خلال تجاوز صراعات الماضي والانطلاق نحو المستقبل في تعايش ووئام».
بينما أكد رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بحضرموت البرلماني محسن باصرة تأييده لمبدأ التصالح والتسامح، وقال إن الجنوب بحاجة ماسة إلى تطبيق هذه المبادئ.
من جانب آخر، وصل رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي حسن باعوم إلى مطار عدن الدولي صباح أمس الجمعة قادما من المملكة العربية السعودية لمشاركة فصائل الحراك الجنوبي في إحياء ذكرى التصالح والتسامح في الثالث عشر من يناير.
وقال باعوم إن ذكرى التصالح والتسامح ذكرى عظيمة وخالدة وفيها جسدت الوحدة الجنوبية الجنوبية وستكون مليونية في عدن ومليونية في المكلا ويوم خالد يضاف إلى الملاحم الذي صنعها أبناء الجنوب بصمودهم وتضحياتهم.