قال مسؤول كبير في المخابرات إن جنودا إريتريين منشقين مدعومين بالدبابات حاصروا وزارة الإعلام يوم الاثنين وأجبروا أجهزة الإعلام الرسمية على المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين. ولم يصل الجنود المارقون إلى حد المطالبة بالإطاحة بحكومة واحدة من اكثر الدول الإفريقية غموضا وهي على خلاف مع الولاياتالمتحدة منذ أمد طويل ومتهمة بانتهاكات لحقوق الإنسان.
ويقود اسياس أفورقي (66 عاما) إريتريا منذ نحو عشرين عاما منذ انفصالها عن جارتها الأكبر إثيوبيا.
وقال مصدر في المخابرات الإريترية لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته إن الجنود أجبروا المدير العام للتلفزيون الرسمي "على القول بأنه يتعين على الحكومة الإريترية أن تطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين."
ولم يصدر اي بيان فوري من حكومة أسمرة.
وفي العام الماضي اتهمت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إريتريا بممارسة التعذيب وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وقالت إن ما بين خمسة الاف وعشرة الاف سجين سياسي محتجزون في الدولة البالغ عدد سكانها حوالي ستة ملايين نسمة.
وقال مسؤول المخابرات ودبلوماسيون في المنطقة إن البث التلفزيوني انقطع بعد الدعوة لإطلاق سراح السجناء. وعاود التلفزيون الحكومي بثه في نحو الساعة 1845 بتوقيت جرينتش بنشرة اخبار قصيرة يبدو أنها لم تذكر الحادث.
وقال خبير إقليمي على صلة وثيقة بأسمرة أن المنشقين جنود من الصفوف الدنيا والمتوسطة يريدون إجراء تغيير في الدستور لا الانقلاب على الحكومة.
وقال دبلوماسيون في المنطقة ان نحو 200 جندي تدعمهم دبابتان طوقوا الوزارة أيضا. ولم يتضح بعد هل تحرك جنود موالون للحكومة للتصدي للمنشقين.
وتعد الدولة المنتجة للذهب والواقعة على حزام استراتيجي من الأراضي الجبلية على ساحل البحر الأحمر واحدة من أكثر الدول غموضا في القارة السمراء وتفرض قيودا على دخول الصحفيين الأجانب.
وقال ناشطون اريتريون معارضون يعيشون في المنفى في إثيوبيا ان الانشقاقات تتزايد داخل صفوف الجيش الإريتري خاصا بسبب الصعوبات الاقتصادية.
ولدى إريتريا ثاني اكبر جيش في افريقيا رغم عدد سكانها الصغير نسبيا.
وقال ناشط لرويترز "ازدادات القضايا الإقتصادية سوءا وتسببت في تدهور العلاقات بين الحكومة والجنود خلال الأسابيع والشهور القليلة المنصرمة."
وانفصلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1991. واشتبك البلدان في حرب في الفترة بين 1998 و2000 بسبب اراض حدودية ما زالت محل نزاع. والعلاقات متوترة بينهما بشكل دائم وتنفي إريتريا اتهامات بانها تدعم متمردين إثيوبيين.
وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حظرا على إريتريا عام 2009 بسبب بواعث قلق من ان حكومتها تمول وتسلح متمردي حركة الشباب في الصومال المجاور وهي اتهامات نفتها أسمرة.
وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن اسياس نجا من محاولة إغتيال قام بها جندي ساخط عام 2009.
وسارعت إريتريا العام الماضي لتبديد تكهنات بأن اسياس مريض. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات له وهو يهاجم الولاياتالمتحدة لنشرها أكاذيب عن حالته الصحية. ولا يوجد مرشح واضح لقيادة البلاد خلفا له.
واتهمت أسمرة الولاياتالمتحدة بالعمل من وراء الستار للإطاحة برئيسها. ونشر موقع ويكيليكس برقية دبلوماسية أمريكية تعود إلى عام 2009 تصف اسياس افورقي بانه "دكتاتور مشوش".