أقام نادي أبها الأدبي مساء الاثنين الماضي محاضرة للدكتور زيد بن علي الفضيل بعنوان “ملامح وآليات المشهد الثقافي باليمن خلال النصف الأول من القرن العشرين الميلادي.. الواقع وأزمة الاستلاب التاريخي”، وأدارها الدكتور عبد العزيز أبو داهش. المحاضرة بدأت بالتعريف بأهمية الموقع الجغرافي لليمن الذي يمثل البوابة الجنوبية الرئيسية لسكان شبه الجزيرة العربية عبر مختلف الحقب، حيث اعتبر اليمن من أهم المراكز الثقافية بالجزيرة العربية لتنوع أطيافه الفكرية والمذهبية. ثم تحدث الدكتور الفضيل عن مرتكزات الحركة الفكرية في اليمن.
حيث كان الطابع الشرعي وما يتعلق به من مباحث لغوية وكلامية وكذلك الطابع الأدبي المتمثل في الشعر والمقامة هو الغالب والمشكل لهوية الثقافة باليمن بوجه عام.
وذكر بأن الحركة العلمية حظيت بالتنوع الفكري والتعايش المنهجي وإن كان ذلك لم يخل من بعض الهنات الناتج عن تسيد المنحنى التشددي في بعض الفترات التاريخية.
وأشار إلى أن لمراحل نشأة المدارس العلمية والبعثات العلمية أثر ايجابي على مسيرة وطبيعة تطور الحراك الفكري باليمن لاسيما وأن ذلك أدى إلى تلامس الطلاب اليمنيين مع العديد من رواد الفكر والثقافة في تلك الفترة مثل الزيات والسياب والبياتي، وأضاف أن اليمن استضافت العديد من علماء العالم الإسلامي من مصر والحجاز والعراق والهند وغيرها، حيث إن الأمام المتوكل يعتبر من أبرز الأئمة الذين كانت لجهودهم العلمية أثر بارز في إنعاش الحركة الفكرية باليمن.
وختم محاضرته بالاستلاب التاريخي وأن كل ما ذكر قد أخذ في التبدل خلال الحقبة التالية لحكم المملكة المتوكلية ووضحت ملامح سياسة الإقصاء للعديد من الشرائح في المجتمع.