بينما يبرز الدليل، بأن المدعو عمر فاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير القنبلة في الطائرة، قد تم تجهيزه وإرساله لمهاجمة الولاياتالمتحدة من قبل فرع تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أن هناك من يتسائل ما إذا كان ينبغي على الولاياتالمتحدة، أن تقوم بشن هجوم عسكري واسع في هذا البلد العربي الفقير. إن الجواب، بالطبع، هو أن ذلك تم بالفعل. ففي الأسبوعين الماضيين، قامت القوات اليمنية مزودة بالدعم الإستخباراتي، والاسلحة الامريكية، بتنفيذ غارتين كبيرتين، ضد ما تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP). حتى انه من المحتمل بأن رأس المجموعة قطع، في اليوم السابق من الهجوم على رحلة نورثويست رقم 253، بالضربة الجوية على الاجتماع الذي كان يعتقد بأنه ضم إثنين من كبار القادة، إلى جانب شيخ متطرف له علاقة بالهجوم القاتل الذي نفذه ضابط في قاعدة فورت هود بتكساس. إذا كان هذا هو الحال – ولم يكن هناك أي تأكيد بأن كبار القادة قد قتلوا - فإن الهجوم الفاشل على الطائرة، والذي نفذ بواسطة نيجيري مرتبك (ذو ال 23 عام)، يمكنه أن يمثل درجة المياه العظمى لجماعة يعتقد أن لديها من 100 إلى 300 عضو. ومع ذلك فإن الجماعة عملت على إصدار بيان يوم الاثنين، أعلنت فيه مسؤوليتها عن محاولة تفجير الرحلة 253 واعدة بالمزيد من العمليات – التهديد كما يقال جاء عبر السيد عبد المطلب خلال استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي. لمصلحتها، كثفت إدارة أوباما بشكل ملحوظ، العمليات الأمريكية لمكافحة الإرهاب، في اليمن، والتي أعتبرت مكاناً غير آمناً، منذ قصف الباخرة الأمريكية يو إس إس كول في العام 2000. وقد أرسل أفراد من وكالة المخابرات المركزية، والقوات الخاصة، إلى هذا البلد، للمساعدة في عمليات تدريب القوات اليمنية، كما وتخطط الإدارة لإنفاق 65 مليون دولار على المساعدات الأمنية لهذا العام. خلال السنوات الأخيرة، ظل، إنزلاق اليمن، نحو حالة الدولة الفاشلة مستمراً،الأمر الذي يعني أنها تتجه لتكون مثل جارتها الصومال. وهو ما قد يتطلب مشاركة الولاياتالمتحدة، في مزيد من الجهود المتظافرة والمتعددة الأوجه، لسنوات قادمة. من غير تعزيز القوات الخاصة، والضربات الصاروخية اللازمة، فهناك حاجة ملحة ل: وجوب دعم حكومة الرئيس صالح الصديقة نسبياً، بواسطة التعليم وبرامج التنمية الإقتصادية، كتلك التي قامت بها الولاياتالمتحدة في كل من باكستانوأفغانستان. القضية المستعجلة، والأكثر إلحاحاً، هي تطبيق إستراتيجية عملية، بالنسبة ل 90 يمنياً معتقلاً، مايزالون محتجزين في سجن جوانتناموا. من هذه النسبة الكبيرة، تم مؤخراً إعادة ستة معتقلين إلى اليمن، وذلك لأن وزارة العدل الأمريكية أعتقدت بأن إطلاق سراحهم سيتم بأمر من القضاة الفدراليين مراعاة لعرائض إشعار قضائية. وهناك 24 آخرون، ربما سيتوجب إعادتهم للسبب نفسه. وبالنظر إلى أن عددا من عناصر القاعدة سبق وأن فروا من أحدى السجون اليمنية، وأثنان من قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP) هم ممن أطلق سراحهم سابقاً من جوانتناموا، وهذا هو الإحتمال المخيف. فإن الجهد المهمل لمساعدة الحكومة اليمنية في خلق برنامج إعادة تأهيل لإرجاع المعتقلين، لابد أن يتم إحيائه مجدداً– والإدارة يجب أن تلتمس صلاحيات جديدة من الكونجرس من شأنها أن تسمح لها التحفظ على أولئك المعتقلين الذين تعتقد أن هناك خطورة كبيرة من عودتهم. هل المشاكل في اليمن تعني أن الولاياتالمتحدة، تبدد مواردها على إفغانستان؟ بالطبع لا: فالمنطلق المركزي للقاعدة يظل بين الحدود الإفغانية والباكستانية. والحقيقة المرة هي أن المعركة ضد التطرف الإسلامي يجب أن تشن على جبهات متعددة. وفي الوقت الحاضر، ليس هناك لزوم للقوات البرية الأمريكية في اليمن أو الصومال، ولكن – كما هو الحال في إفغانستان – فإن الإستراتيجية المحدودة لمكافحة الإرهاب في تلك البلدان لن تقضي على التهديد القائم.
- افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ليوم الأربعاء الفائت - الترجمة خاصة بالمصدر أونلاين