قالت مصادر محلية وطبية إن رجلاً وفتاة قتلا برصاص عشوائي أطلقته الشرطة التي كانت تحاول فض مصادمات بين متظاهرين من أنصار الحراك الجنوبي وآخرين من نشطاء محسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح مساء يوم الاثنين في مدينة عدنجنوب اليمن. وقال مصدر طبي في عدن إن فتاة في الثالثة عشرة من عمرها قتلت عندما كانت على متن حافلة ركاب، كما قتل رجل أمن، كما وردت أنباء عن مقتل رجل ثالث متأثراً بإصابته برصاصة راجعة يدعى «محمد بن محمد» لكن لم يتسن التأكد من هذه المعلومة.
وتبادل نشطاء من حزب الإصلاح والحراك الجنوبي الاتهامات حول المتسبب في الصدامات التي وقعت في منطقة كريتر.
وأفادت رواية نشطاء الإصلاح ان «شباب الثورة» كانوا يحيون الذكرى الثانية لاندلاع انتفاضة 11 فبراير في ساحة الحرية بكريتر عندما هاجمهم متظاهرون من الحراك الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن، ورشقهم بالحجارة والألعاب النارية وهو ما أدى إلى إصابة نحو ثلاثين بينهم 15 امرأة من المشاركات في الاحتفال.
وأضافت ان متظاهرين من الحراك هاجموا أيضاً مقراً لحزب الإصلاح في كريتر وحاولوا اقتحامه، وهشموا زجاجاته، كما أطلقوا قنابل تصدر الدخان إلى داخله.
لكن رواية ناشطين في الحراك الجنوبي ذكرت انهم كانوا يشاركون في مسيرة انطلقت من منطقة التواهي إلى كريتر عقب مهرجان بيوم «الشهيد» وهي ذكرى جنوبية قديمة أعاد الحراك إحياءها.
وأضافت ان مصادمات وقعت بين أنصار الحراك والإصلاح وتراشق بالحجارة قبل أن تصل قوات الشرطة إلى المكان لفض الاشتباكات، معتبرين ان تدخل الشرطة مساندة لأنصار الإصلاح. وقالوا إن جرحى سقطوا في صفوف أنصارهم.
وأطلقت الشرطة النار بشكل عشوائي في الهواء. حسب شهود.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن القيادي في الحراك بعدن ناصر الطويل قوله إن «الشرطة ارتكبت جريمة بشعة» في كريتر بحق القتيلين المدنيين الذي قال إنهما كانا على متن حافلة ركاب تمر في الشارع العام.
وأغلقت معظم المحال التجارية في حي كريتر الذي يضم اكبر سوق شعبي في عدن اثر المواجهات.
ولا يمكن فصل هذه المصادمات عن أحداث سابقة وقعت بين الطرفين، وتراشق إعلامي حدث مؤخراً.
وأطلق قياديون في الحراك الجنوبي تحذيرات لحزب الإصلاح خلال الأيام الماضية من إقامة أي فعاليات مؤيدة للوحدة اليمنية في مدينة عدن بعد شعورهم بالنشوة من فعالية حاشدة نظمها الحراك في ال13 من يناير الماضي.
واعتبر القيادي في الحراك ناصر الخبجي في تصريحات تناقلتها مواقع تابعة للحراك قبل أيام ان أي فعالية من هذا النوع «تصعيد سياسي ومغامرة غير محسوبة العواقب»، وألمح إلى ان أية رد فعل من الحراك تجاهها يتحمل مسؤوليتها منظمو تلك الفعاليات.
وفي الوقت الذي تتهم فيه وسائل إعلام مقربة من الحراك الإصلاح بحشد أنصاره من شمال اليمن للمشاركة في فعاليات في عدن، ذكرت ان المشاركين في فعالية يوم الاثنين ليسوا سوى «عشرات».
إلى ذلك، حمّل رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في عدن خالد حيدان من وصفه ب«التيار المتطرف» من أنصار نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض المسؤولية الكاملة عن الهجوم على ساحة الحرية، كما حمّل من أطلقوا التصريحات التي «هيأت لهذا العنف الذي جرى وأعطته غطاءً سياسياً» في إشارة إلى تصريحات الخبجي.