قالت مصادر إعلامية كويتية أن الضابط الكويتي 'العجل الشمري' تمكن من الفرار من اليمن والوصول عن طريق البحر بمساعدة بحارة يمنيين إلى الكويت ليسلم نفسه إلى السلطات الأمنية الكويتية. وكان الضابط متهماً في اليمن بالاتجار بالمخدرات، وحصل في شهر أكتوبر الماضي على البراءة، إلا أن السلطات اليمنية منعته من السفر بعد أن قدمت استئنافاً في القضية.
ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصدر مطلع أن الضابط الكويتي تواجد صباح أمس في قصر العدل، وتحديدا امام مكتب النائب العام، وطلب تسليم نفسه، مؤكدا انه وصل الى الكويت عن طريق التهريب.
وأوضحت المصادر انه تبين من خلال التحقيق الذي استمر مع الضابط الى ما يقارب 7 ساعات متواصلة، ان الحميدي العجل الشمري اكد للنيابة انه وبالاتفاق مع مجموعة يمنيين ودفع مبلغ 3آلاف دينار كويتي لهم قاموا بتهريبه بعد غروب الشمس في اليمن عن طريق طراد صغير، والذي بدوره جاء به الى الكويت. وقالت المصادر ان الحميدي نفى ان تكون السلطات الامنية الكويتية قد اكتشفته او علمت بوصوله الى الكويت، وذلك بعد اكتشاف عدم ملاحظتهم بعد وصوله صباح امس عن طريق البحر. وبينت المصادر ان الضابط قال انه يثق بعدالة القضاء الكويتي، وقد هرب من اليمن خوفا على حياته، بعدما تعرض الى التعذيب من قبل اليمنيين. خسب زعمه. وأشارت المصادر الى ان القوانين الكويتية تمنع تسليم المواطنين الى اي دولة اخرى، موضحة ان النيابة سوف تقرر احتجاز الضابط الحميدي، وسوف تطلب تحريات تكميلية منقبل رجال المباحث، مشيرة في الوقت نفسه الى انه سوف يتم حجزه في المباحث الجنائية وليس في جهاز امن الدولة. ونوهت المصادر الى ان النيابة لنتسلمه الى استخبارات الجيش حاليا، وقد تكون هناك حاجة اليه فيما بعد، لكن الضابط حاليا متواجد امام النيابة وسوف تتحرى الموضوع بنفسها. وبعد انتهاء التحقيق مع الضابط الشمري سلمته النيابة للمباحث الجنائية، وابلغ مصدر امني مطلع "القبس" ان الضابط اعترف لرجال مباحث الادارة العامة للمباحث الجنائية، والذين تسلموه من النيابة العامة، بانه تمكن من الهرب من اليمن عن طريق البحر، وبمساعدة اشخاص يمنيين ساعدوه في عملية الهروب مقابل مبالغ مالية. واضاف المصدر ان العجل ابلغ رجال الامن انه هرب من اليمن بعد ان مورس ضده جميع انواع الارهاب النفسي والجسدي، وان المحكمة الجنائية برأته، الا انها منعت سفره لكي تتيح للاجهزة الامنية اليمنية ممارسة الضغط عليه واجباره على الاعتراف بعمليات تهريب مخدرات وغسل اموال،لافتا الى ان الادارة العامة للمباحث الجنائية سوف تعد تقريرا مفصلا للنيابة العامة، حول كيفية هروب الضابط العجل، ودخوله الى البلاد بصورةغير مشروعة. من جانبه، ابلغ مصدر عسكري مطلع في وزارة الدفاع، ان الفريق العسكري الذي غادر الى اليمن وحقق مع الضابط العجل سوف يباشر عملية التحقيق معه هنا في الكويت، مشيرا الى ان عملية الهروب سوف تشكل ازمة سياسية حقيقية لوزارة الخارجية الكويتية وسفارة الكويت في صنعاء، نظرا إلى ان الضابط العجل خرج من السجن بكفالة السفارة الكويتية هناك، وبتعهد من السفير الكويتي يقضي بعدم صرف اي وثيقة تمكن العجل من مغادرة اليمن إلى حين الانتهاء من القضية. واضاف المصدر ان الطريقة التي هرب بها الضابط العجل في ظل العمليات العسكرية التي يشهدها اليمن، وفي ظل تشديد الرقابة الامنية من قبل السلطات الامنية السعودية واليمنية، تؤكد على ان الضابط العجل ضليع وخبير في عمليات التهريب التي اتهم بها، وهو ما كشفتها التحقيقات التي اجراها معه الفريق العسكري الذي التقاه في اليمن بعد ادعائه لمحاولة اغتياله واطلاق النار عليه من قبل مجهولين، مشيرا الى ان التحقيقات كشفت كذب هذه المحاولة، وانها من تأليف الضابط العجل. واشارالمصدر الى ان الجهات الامنية والعسكرية سوف تفتح تحقيقا في كيفية تمكن الضابط العجل من التسلل والدخول الى البلاد بطريقة غير مشروعة، وكيفية تمكنه من الهروب من اجهزة الرقابة الامنية.